كرد سوريا يشكون انتهاكات خطيرة من موالين لتركيا ينهبون التراث ويقتلونهم بدم بارد
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

كرد سوريا يشكون انتهاكات خطيرة من موالين لتركيا ينهبون التراث ويقتلونهم بدم بارد

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - كرد سوريا يشكون انتهاكات خطيرة من موالين لتركيا ينهبون التراث ويقتلونهم بدم بارد

شارة شيدو
دمشق-العراق اليوم

تلقت شارة شيدو، في رسالة عبر الهاتف الخبر المؤلم، فتحت النازحة من مدينة رأس العين جراء الهجوم التركي في شمال شرق سوريا الرسالة، وفق قولها، وإذ بها تجد صورة لجثة ابنها ملطخة بالدماء مرفقة بتعليمات "تعالي وخذي جثة ابنك". في مبنى متواضع لجأت إليه في مدينة القامشلي، تقول المرأة الكوردية في الـ65 من العمر "لقد قتلوه بدم بارد"، ثم تبحث في هاتفها الجوال عن صورة تقول إنها تعود لعنصر في أحد الفصائل السورية الموالية لأنقرة اعترف بقتل ابنها ريزان (38 عاماً).

وتضيف "هذا الوحش قتل إبني الجميل". بعد أسبوع على سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها على رأس العين في شهر نوفمبر 2019، توجه ريزان برفقة ثلاثة من أصدقائه إلى المدينة بهدف تفقد منزل العائلة وإحضار بعض الملابس لطفليه إلا أنهم تعرضوا جميعاً مع سائق السيارة للقتل قبل وصولهم إليها، وفق ما تروي شارة. وخلال عملية عسكرية أطلقتها ضد المقاتلين الكورد في تشرين الأول 2019 واستمرت لأسابيع، سيطرت أنقرة وفصائل سورية موالية لها على منطقة حدودية بطول 120 كيلومتراً بين مدينتي رأس العين (شمال الحسكة) وتل أبيض (شمال الرقة)، قبل أن تعلق هجومها إثر وساطة أميركية واتفاق مع روسيا.

ويتهم نازحون كورد من المنطقة، ذات غالبية عربية خلافاً لغالبية المناطق الحدودية الأخرى ذات الغالبية الكوردية، ومنظمات حقوقية المقاتلين الموالين لأنقرة بارتكاب أعمال نهب وسرقة ومصادرة منازل وتنفيذ إعدامات، على غرار ما حصل في منطقة عفرين الكوردية في العام 2018 إثر سيطرتهم عليها أيضاً. وهو أمر تنفيه تلك الفصائل. يرتجف صوت شيدو أثناء حديثها، ترتشف المياه بين الحين والآخر لتهدأ نفسها قليلاً، قبل أن تقول "أريد الحق لإبني لأنهم أتوا ليقتلوا الكورد بات أطفال إبني أيتاماً".

تخرج شيدو إلى بهو المنزل المطل على الشارع، تضع الملابس على حبل الغسيل وتلقي نظرة على الطعام. وتضيف الوالدة لخمسة أبناء متسائلة "ماذا يريدون منا؟ إنهم وحوش كاذبون (..) لا يعرفون سوى القتل والنهب".

"سرقوها كلها"

وهدفت تركيا من خلال عمليتها العسكرية إلى إبعاد المقاتلين الكورد، الذين تصنفهم "إرهابيين" عن حدودها، وإنشاء "منطقة أمنة" تعيد إليها قسماً من ثلاثة ملايين لاجئ سوري لديها. إلا أن الكورد يتهمونها بإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة. وأفادت وسائل إعلام التركية الشهر الماضي بأن نحو 70 سورياً، بينهم نساء وأطفال، عبروا من تركيا إلى رأس العين. وبحسب الأمم المتحدة، فإن نحو مئة ألف شخص من أصل أكثر من مئتين ألف نازح جراء الهجوم التركي بدأوا بالعودة إلى المنطقة، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان يوضح أن غالبية العائدين هم من العرب وليسوا كورداً. في منزل لجأ إليه في مدينة القامشلي، يقلل النازح وأحد التجار الكورد المعروفين من رأس العين مصطفى الزعيم (44 عاماً) من احتمالات عودته إلى مدينته.

وكان الزعيم يمتلك متجراً كبيراً للمواد الغذائية ومحلات عدة في سوق المدينة، عدا عن المنازل، لكنها كلها باتت من الماضي. ويقول لفرانس برس "سرقوها كلها ونهبوها"، مضيفاً "لم يبق منها شيئاً والآن يقيمون في منزلي ومنازل أخوتي". تواصل أشخاص، وفق قوله، معه عبر الهاتف بعدما حصلوا على رقمه المكتوب على لافتة محله. ويروي "طلبوا مني 15 ألف دولار ليحافظوا على أملاكي لكنهم يكذبون لاننا ارسلنا أشخاص ليتأكدوا من محتويات المحل والمستودعات وقالوا لنا إنها فارغة".

ويضيف "المدينة لم تعد آمنة ولا نفكر بالعودة سوى بضمانات دولية لنتأكد أننا سنكون بخير". "أحرقوا كتبنا" واتهمت منظمة العفو الدولية الفصائل الموالية لأنقرة بارتكاب "جرائم حرب" وتنفيذ عمليات قتل بإجراءات موجزة. كما قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير في 27 تشرين الثاني إن تلك الفصائل "نفذت إعدامات خارج القانون بحق المدنيين"، كما "منعت عودة العائلات الكوردية النازحة جرّاء العمليات العسكرية التركية، ونهبت ممتلكاتها واستولت عليها أو احتلتها بصورة غير قانونية". واعتبرت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، أنه "طالما تسيطر تركيا على هذه المناطق، عليها تحمُّل مسؤولية التحقيق في هذه الانتهاكات ووقفها"، مشيرة إلى أن "الجماعات التي تستخدمها لإدارة المنطقة (...) تُميز على أُسس عرقية".

وبدوره، اعتبر "الجيش الوطني السوري"، الذي تنضوي فيه فصائل موالية لأنقرة، أن تقرير هيومن رايتس ووتش "يتضمن مغالطات علمية ومنهجية" ويتضمن "أحكام وتعميمات منافية للواقع"، داعياً المنظمة إلى سحبه. إلا أن المخرج الكوردي تيمور عفكدي (42 عاماً) يقول ببساطة إن "الاحتلال بكل أشكاله هو أكبر انتهاك". قبل أشهر على بدء الهجوم التركي، عاد عفكدي ليستقر في مدينته رأس العين بعدما كان لجأ إلى تركيا. لكنه وجد نفسه مضطراً إلى مغادرتها مرة أخرى، وبات نازحاً في مدينة القامشلي. ويتهم اليوم مقاتلين موالين لأنقرة بحرق منزله. يأخذ عفكدي، الاب لطفتين، نفساً عميقاً من سيجارته، ويقول لفرانس برس "أحرقوا منزلنا بكل محتوياته، كان هناك أكثر من 500 كتاب".ويضيف "هذه الكتب كانت عبارة عن هويتنا الفكرية والقومية ككورد". لم يفقد عفكدي الأمل، ويقول "حين خرجنا لم نغلق أبوابنا لأننا نفكر بالعودة".

وقد يهمك ايضا:

شاهد: قافلة من شاحنات التحالف الدولي تحمل لوحات لإقليم كردستان العراق

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرد سوريا يشكون انتهاكات خطيرة من موالين لتركيا ينهبون التراث ويقتلونهم بدم بارد كرد سوريا يشكون انتهاكات خطيرة من موالين لتركيا ينهبون التراث ويقتلونهم بدم بارد



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 11:57 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تعتزم خصم مستحقات أُسر الشهداء

GMT 01:22 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل جديدة بشأن اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس في ليبيا

GMT 08:56 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

حكمت خريس ينتهي من نحت تمثال لعصام زهر الدين

GMT 23:07 2016 الإثنين ,07 آذار/ مارس

"الأهلي" يحصل على توقيع محمد الشناوي

GMT 04:47 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

أكواخ جديدة تتيح العيش على كوكب المريخ

GMT 11:15 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

اعتمدي عطور الياسمين في أجواء شهر رمضان
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq