الربيع العربي فضح كثير من المثقفين اليمنيين
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

الشاعر عبد الرحمن غيلان لـ"العرب اليوم":

"الربيع العربي" فضح كثير من المثقفين اليمنيين

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "الربيع العربي" فضح كثير من المثقفين اليمنيين

الشاعر اليمني عبد الرحمن غيلان

صنعاء ـ معين النجري   وصف الواقع الثقافي في بلده بـأنه "شبه مشلول" نتيجة لمخرجات الأحداث الجارية التي أدخلت اليمن في دوامة سياسية عاصفة لم تتضح رؤيتها بعد وأكد في حديثه إلى "العرب اليوم" أن من أبرز إيجابيات الربيع العربي على الشارع الثقافي كشف المثقفين على حقيقتهم بل وبعضهم، حد تعبيره، على حقائقهم المتعددة التي تغلب انتماءاتهم على مصلحة المجتمع كلا وفق نظريته، وعمم ما يحدث في اليمن على جميع البلدان العربية، ولو بنسب مختلفة، مطالبًا الجميع بضرورة الاستفادة من تجارب الأخر طالما وهي تؤتي ثمارها وتصب في خانة بناء المجتمعات محذرا من الإصرار على نقل مساوئ التجارب بداعي الانفتاح والوقوع في عقدة التقليد الأعمى.
واعتبر غيلان الثقافة اليمنية جزء من انعكاس واقع السياسة في الوطن العربي وقال "الثقافة في اليمن ترتكز على محورين، الأول الموروث الثقافي والإنساني الذي تزخر به اليمن، والثاني الثقافة العصرية التطورية من خلال التواصل مع الثقافة العربية والعالمية، لكن وبحكم أننا جزء من انعكاس واقع السياسة في الوطن العربي فإننا بلا شك نلحظ مثلاً مدى الانفتاح الثقافي والإعلامي والسياسي عقب ما يُسمّى بثورات الربيع العربي، لكنّ المشهد بشكله العام مازال إلى الآن تحت وطأة الكثير من الإخفاقات والنتوءات والتراكمات وهذا ما يجعل المشهد الثقافي اليمني شبه مشلول حاليًا نتيجة للمتغيرات غير الواضحة حتى الآن"، وأضاف "بلا شك يبقى العمل الثقافي انعكاسا للواقع السياسي ومدى اهتمام السياسي في البلد بالثقافة و المثقف".
وقال غيلان " كما ذكرتُ آنفًا أن المشهد الثقافي شبه مشلول نتيجة مخرجات الأحداث الجاري والتي أدخلت اليمن في دوامة سياسية عاصفة لم تتضح رؤيتها بعد بما يكفل شهادتنا الواضحة على المشهد الثقافي، وفي اعتقادي أن العمل الثقافي لا يكتمل نجاحًا ما لم يوفر السياسي المناخ المناسب لتحقيق فاعلية العمل الثقافي وإبراز دوره الإنساني".
وأوضح غيلان أن المبدع اليمني يكافح بكل الوسائل المتاحة أمامه داخل الوطن، وإن كان ما يزال محاصر بالكثير من العقبات والنتوءات المختلفة والتي أعاقته كثيرًا للحاق بالركب التقدميّ والعصريّ لأغلب ما يتواجد على ثرى خارطة الإبداع العربيّ، والمبدع اليمنيّ في مجمله تجاوز حالة الإحباط المتعمد وغير المتعمّد بكل طرائق الاجتياز، وبذل ما بوسعه للتواصل مع النتاج العربيّ سواء عبر الصحف الورقية العربية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر القنوات الفضائية، لكنه مازال يحتاج الكثير من إزاحة العقبات المرابطة أمام جديّة انتماءه وتحقيق فاعليته في محيط الإبداع العربيّ .
وبشأن دور المثقف في الحراك السياسي الذي يشهده بلده قال "لعلّ أكبر نقمة اقترفها الربيع العربي هو ما أفرزته مخرجاته في كشف المثقفين على حقيقتهم وبعضهم على حقائق متعددة وفق النتاج غير الإنساني وغير العقلاني، إذ اتضحت الانتماءات وتغليبها على مصلحة المجتمع كلاً وفق نظريته وقناعاته المتراكمة المخفيّة في قعر أيدلوجيته ووفق هواه و ميولاته المتعددة إلا ما رحم ربي، لكن يظلّ السؤال قائمًا .. إلى متى سيبقى المثقف مجرد تابع للسياسي ؟ وهل من أملٍ يبدد مخاوف المواطن البسيط التعيس والذي انبهر بالمثقف و تنظيراته المتلونة ! واستدرك "مع ذلك فقد برزت مجموعة بسيطة من المثقفين الحقيقيين المستنيرين بدوافعهم الوطنية، متجاوزين كل الإشكالات الحزبية والفئوية والسياسية بكافة أشكالها وانتصروا لقضايا وطنهم".
ونفى أن يكون بصدد إصدار ديوان جديد قائلاً "لا جديد سوى ما تبعثره الأصابع من ارتجالات مرحلةٍ حرجة يمرّ بها وطني وتتناثر في قوالب متعددة لا تكاد تنتهي إلا لتبدأ وتتشكّل على خارطة صفحات التواصل الاجتماعي وبعض الصحف اليومية".
وفي ختام حديثه لـ"العرب اليوم" أكد الشاعر اليمني عبد الرحمن غيلان أن اليمن يمرّ حاليًا بمنعطف خطير نتيجةً لتراكمات سابقة، ثم ما أعقبها من مواجهةٍ مباشرة مع ما يُسمّى بالربيع العربي، حيث اتجهت إليه اليمن كمحاكاة تجارب عربية بطريقةٍ انفعالية عاطفية لم يدرك الكثير من الشباب مدى خطورة ما سيعقب ذلك حين لم يلجأوا للاحتياط المعرفي وسرعة دراسة الواقع وما يتطلبه من حيثيات مسانِدة لاستمرارية الثورة قبل أن ينقضّ عليها المؤلفة قلوبهم وعقولهم وجيوبهم ويفسدوا الانبعاث الحقيقيّ في أجمل صوَر نقائه الشبابي وفورته المتعطشة ليمن المستقبل بعيدًا عن نظريات الاستحواذ للشلل الحاكمة بشكلٍ مباشر وغير مباشر، ولهذا نأمل في مؤتمر الحوار في آذار/ مارس المقبل، الكثير من ترحيل أوجاعنا السخيفة لنتفق على خطوط عريضة وذات فاعليّة لأوجاعنا الكبيرة المشتركة ونخرج بحلول عمليّة لتدارك الأخطار المحيطة بنا.
وأضاف غيلان :"إنّ ما تعيشه شعوبنا العربية، وليس اليمن وحسب، يجعلنا نتطلع لتبادل تجاربنا الإنسانية البنّاءة في رأب الصدع والوصول لطريق الخلاص بأبسط الطرق دون تعقيدات لا طائل منها سوى إنهاك الشعوب المريضة بالنزاعات والخلافات التافهة والنبيلة، نحن كأوطان عربية أمام منحنى خطير، وفي معترك أزمات متوالية إن لم نغلّب مصالح شعوبنا على مصالحنا الشخصية والفئوية لن نصل لشواطئ الأمان، بل سنظلّ أُسارى لخيباتنا المتراكمة، نسعى لأجلها ونحوم حولها ثم ندفع الثمن الفادح لفواجعنا التي لا تنتهي وليس عيبًا أن تتكرر تجربة بلدٍ مّا في بلدٍ آخر طالما وهي تؤتي ثمارها الناضجة الصالحة لبناء المجتمع، لكنّ الإصرار على نقل مساوئ تجربةٍ مّا دون الانتباه لنتائجها الكارثيّة وندّعي أننا ذوي أرواح قوميّة دون الفكاك من عقدة التقليد الأعمى، فذاك هو الغباء الذي لا تُحمدُ عقباه".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الربيع العربي فضح كثير من المثقفين اليمنيين الربيع العربي فضح كثير من المثقفين اليمنيين



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 03:17 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البنا يؤكد سماح دول خليجية باستيراد الحاصلات

GMT 19:06 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة سوداء تكشف عن نسبة السعوديات "المدمنات" و"الحشيش" يتصدر

GMT 22:13 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

نوم عامل يتسبب في نفوق 9 آلاف دجاجة في أربيل

GMT 17:43 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البرازيلي بيتروس يوضح حقيقة قرب رحيله عن النصر السعودي

GMT 01:10 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

"إنفينيتي" تعمل على إنتاج سيارة كهربائية لدى شركة "مكانس"

GMT 03:58 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على موضة ملابس الرجال لصيف 2018

GMT 13:58 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

طريقة إعداد ثريد اللحم الإماراتي أو فريد لحم

GMT 01:27 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ملابس السيدة الأولى بحفل افتتاح منتدى الشباب "صنع في مصر"

GMT 16:50 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الإسباني رافائيل نادال يحقق اللقب الـ 75 في مسيرته

GMT 15:37 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

تعرف على سعر الدرهم المغربي مقابل اليورو الإثنين

GMT 11:35 2014 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

فطاير على الصاج

GMT 09:22 2016 الإثنين ,19 كانون الأول / ديسمبر

شباب إفريقيا بين الحلم وكابوس الهجرة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq