أوروبا تتجه لإنشاء معهدًا لتدريب أئمة المساجد ووقف الاستجلاب من الخارج
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

تعمل فرنسا على سن قانون جديد للرقابة على "الخُطب"

أوروبا تتجه لإنشاء معهدًا لتدريب أئمة المساجد ووقف الاستجلاب من الخارج

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - أوروبا تتجه لإنشاء معهدًا لتدريب أئمة المساجد ووقف الاستجلاب من الخارج

رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال
باريس - العراق اليوم

تتجه دول الاتحاد الأوروبي نحو منع استجلاب أئمة المساجد من خارج الاتحاد، لا سيما من تركيا، في إطار حملة أوروبية، هي الأقوى من نوعها، ضد تيارات الإسلام السياسي، حيث كان قد شارك أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الاثنين الماضي، أنه يؤيد إنشاء "معهد أوروبي لتدريب الأئمة"، بعد أن الهجوم الإرهابي في فيينا قبل أسبوع، وكرر دعوته، الثلاثاء الماضي، خلال مؤتمر القمة الأوروبية المصغرة لمكافحة الإرهاب، التي شارك فيها كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وتابع: "أعتقد، على سبيل المثال، أنه ينبغي إجراء مناقشات على المستوى الأوروبي في ما يتعلق بالفكرة التي طرحت منذ فترة لإنشاء معهد أوروبي لتدريب الأئمة"، فمثل هذه الهيئة ستشرف على تدريب الأئمة وتضمن عدم مساهمة خطابهم في نشر "أيديولوجية الكراهية" و"قبول سيادة القانون المدني".من جهته قال حسن شلغومي، رئيس مؤتمر أئمة فرنسا، إنه قد تواصل مع رئيس المجلس الأوروبي بشأن المقترح الجديد، وقدم توصيات باسم مؤتمر أئمة فرنسا، الذي يرأسه منذ العام 2009، وهو الجهة التي طرحت مبادرة إنشاء معهد أوروبي لتدريب الأئمة منذ سنوات.

وأضاف شلغومي: "المبادرة جيدة رغم أنها متأخرة جداً، فقد خاطبنا أكثر من مرة الاتحاد الأوروبي، بصفتي عضوا في مجلس حوار الديانات ومكافحة التطرف، لوقف تدفق الأئمة من تركيا ومن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ومن السلفيين."وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن في فبراير/شباط الماضي عن توجه إدارته نحو سن قانون جديد، الهدف منه تحسين الرقابة على خطب المساجد التي قد لا تتوافق أحيانا مع قيم الجمهورية، والتوقف عن استقبال أئمة ترسلهم وتموّلهم دول أجنبية.وكشف في المقابل عن توجه لزيادة الأئمة الذين نشأوا في فرنسا. كما أعلن ماكرون في بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن إنشاء ما سماه "المعهد العلمي لعلوم الإسلام" لتدريب علماء الإسلام وباحثين مختصين في دراسة الإسلام والمعرفة الإسلامية الدينية.

عوائق منهجية وسياسية
من جانب آخر، قالت صحيفة لاكروا الفرنسية في تقرير لها، الخميس، إن المبادرة الأوروبية تعترضها العديد من العوائق التي تخص الجاليات المسلمة وخصوصياتها المتنوعة من جهة، أو تلك المتعلقة بالقوانين المحلية لكل دولة أوروبية، حيث يمنع القانون الفرنسي العلماني تمويل أي مؤسسات دينية.وحول هذه العوائق يقول الإمام شلغومي إن "اختلاف القوانين المحلية وتنوع المناهج والمذاهب التي تطبع الجاليات المسلمة في أوروبا، يمكن أن تشكل عقبات في طريق هذه المبادرة، لكنها لا يمكن أن تمنع قيامها، في قضية تمويل النشاط الديني في القانون الفرنسي يمكن تجاوزها من خلال التمويل الأوروبي المباشر."

وأضاف شلغومي: "أما مسألة اختلاف المذاهب والمدارس العقدية بين المسلمين في أوروبا، فيمكن الاشتغال عليها من طرف الأئمة أنفسهم، حيث يمكن تجسير الهوة بابتكار فقه مقارن يحاول التقريب بين المذاهب ويراعي خصوصيات المسلمين في أوروبا، باعتبارهم مواطنون مندمجون في مجتمعاتهم وليسوا مجرد مهاجرين أو مقيمين."وكان تقرير صادر عن مجلس الشيوخ الفرنسي، في يوليو الماضي، قد كشف عن وجود نحو 151 إمام مسجد مبتعث من تركيا، كما يوجد 300 إمام تدفع رواتبهم من خارج فرنسا، في مقابل 970 إماماً في مساجد ألمانيا تدفع السلطات التركية رواتبهم شهرياً.وأشار التقرير إلى ما سماه "الولاء المزدوج" لهؤلاء الأئمة بين الدولة التي يعملون فيها والدولة التي يتلقون منها رواتبهم، مؤكداً أن هذه الازدواجية "ستعزز تأثير هذه الدول على الداخل الفرنسي والأوروبي".

هل تدريب الأئمة كافٍ؟
ويرى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية في أوروبا، هادي يحمد أن ''العقبة الكبرى أمام بناء خطاب إسلامي أوروبي يتوافق مع المجتمع الأوروبي وقيمه العلمانية ليس مكان تدريب الأئمة بل المناهج التي يتعلمونها ثم يعيدون إنتاجها في شكل خطب وممارسة دعوية'".ويضيف يحمد: "مسألة توطين معاهد تدريب الأئمة في الداخل الأوروبي لن تكون ذات نجاعة ما لم يرافقها تجديد في مناهج التدريب، ففي فرنسا وفي كثير من الدول الأوروبية عشرات معاهد التدريب التابعة لجماعات الإسلام السياسي، الإخوان والسلفيون، وتتمتع باعتراف إداري وقانوني، لكن مناهجها متطابقة مع مناهج الأئمة الذين يأتون من خارج الفضاء الأوروبي."

وفي هذا السياق، يقول شلغومي إنه "إذا كانت المؤسسات الأوروبية جادة في مكافحة التدخل الأجنبي والإسلام السياسي، فعليها أن تغلق معاهد التدريب الإخوانية والسلفية، فهي لا تكرس فقط القطيعة بين الأئمة والمجتمع الذي يعملون فيه، بل تدرس مناهج تشجع على الكراهية والتطرف"، مشيرًا إلى أن "الاختراق الإخواني والتركي وصل إلى المؤسسات التمثيلية للمسلمين، حيث أصبح هؤلاء يسيطرون على تمثيل عموم المسلمين أمام المؤسسات الرسمية الأوروبية".ويوجد في فرنسا ثلاثة معاهد إخوانية لتدريب الأئمة، هي المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في شاتو شينون، ومعهد ليل، شمال البلاد، والمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بسان دوني، والذي يواجه تحقيقاً قضائيا منذ يوليو الماضي يتعلق بتمويله القطري.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

رئيس وزراء بلجيكا يؤكد إمكانية استئناف طرد المهاجرين السودانيين

اختبار لكشف أئمة المساجد المنتمين إلى "داعش" في كركوك

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا تتجه لإنشاء معهدًا لتدريب أئمة المساجد ووقف الاستجلاب من الخارج أوروبا تتجه لإنشاء معهدًا لتدريب أئمة المساجد ووقف الاستجلاب من الخارج



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 01:01 2018 السبت ,28 تموز / يوليو

رباب يوسف تؤكد أن الطبيعة تجذب السياحية

GMT 21:04 2017 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

سداسي براعم الشباب ينضمون لمعسكرين إعداديين

GMT 14:05 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

إتيكيت حجز الفنادق ومراعاة كافة شروط السكن فيها

GMT 10:13 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتماد إنشاء أكاديميتين للعربية والإنجليزية في نجران

GMT 04:55 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

طريقة عمل مكياج مكتمل ومثالي بدون "كريم أساس"

GMT 23:49 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

تسريب أول صورة لـ"لكزس ES 2019" الجديدة كليا

GMT 21:54 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

معتز هوساوي يوضح أسباب الخسارة من النصر

GMT 01:18 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

رباح يؤكد أن محاولات تصفية القضية الفلسطينية فاشلة

GMT 01:35 2016 الأربعاء ,20 إبريل / نيسان

الليمون علاج سحري للكثير من مشكلات البشرة

GMT 15:06 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

أحجار الياقوت الثمينة تُغلف عطر مايكل كورس الجديد
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq