حكاية 6 جنيهات أقترضها جُرجى زيدان ليصل إلى القاهرة
آخر تحديث GMT05:21:44
الأربعاء 14 أيار ـ مايو 2025
 العراق اليوم -
أخر الأخبار

صرف النظر عن الالتحاق بكلية الطب لطول مدة الدراسة

حكاية 6 جنيهات أقترضها جُرجى زيدان ليصل إلى القاهرة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - حكاية 6 جنيهات أقترضها جُرجى زيدان ليصل إلى القاهرة

الذكرى الــ158 لميلاد
القاهرة - العراق اليوم

لا يذكر اسم "جُرجي زيدان" الذى تحل اليوم الذكرى الــ158 لميلاده، إلا وتذكر معه مجلة "الهلال" والعكس هو الصحيح أيضًا، إنهما رفيقا درب، نشأة، وظيفة ودور، لكن وحدتهما لا تلغى الطابع الخاص لكل منهما مستقلًا نسبيًا عن الآخر.

ولد جُرجي زيدان في بيروت عام ١٨٦١ لأسرة مسيحية فقيرة، كان عائلها رجلًا أميًا يملك مطعمًا صغيرًا يرتاده بعض أهل الأدب واللغة وعدد من طلاب الكلية الإنجيلية.

اقرا ايضا

المستثمر البريطاني غاي هاندز قصة نجاح بعد معاناة مع اضطرابات القراءة والتنمر

ولما بلغ الخامسة من عمره أرسله والده إلي مدرسة متواضعة ليتعلم القراءة والكتابة والحساب، الأمر الذي يمكنه من مساعدته في إدارة المطعم وضبط حساباته.

التحق بمدرسة لتعليم الفرنسية، ثم تركها بعد فترة، ليلتحق بمدرسة مسائية تعلم فيها الإنجليزية، ولم ينتظم في المدارس، فتركها الواحدة تلو الأخري ليعمل بمطعم والده. إلا أن والدته سارعت إلى إخراجه من المطعم وأرسلته لتعلم صناعة الأحذية، في الثانية عشرة.

لم يقض سوي عامين في تعلم المهنة، إذ اضطر للتخلي عنها لعدم ملائمتها لصحته، لتنقله في أعمال لم تشغله عن القراءة، فقد كان يبدى ميلًا إلي المعرفة والشغف بالأدب على وجه الخصوص.

توثقت صلته بعدد كبير من المتخرجين بالكلية الأمريكية من أهل اللغة والأدب، أمثال يعقوب صروف الذين كانوا يدعونه إلي المشاركة في احتفالات الكلية، فترك العمل نهائيًا وانكب علي التحصيل والمطالعة، ثم التحق بكلية الطب بعد اجتيازه بعض المواد العلمية التي عكف علي تعلمها خلال ثلاثة أشهر، إلا أنه لم يبق سوى عام واحد في الكلية وانتقل إلى الصيدلة، وقبل أن ينهي دراسته فيها قرر السفر إلي القاهرة لمتابعة دراسته في كلياتها.

لم يكن معه ما يكفي نفقات السفر، فاقترض من جار له ستة جنيهات علي أن يردها حينما تتيسر له الأحوال، وفور وصوله إلي القاهرة عام ١٨٨٣ صرف النظر عن الالتحاق بكلية الطب لطول مدة الدراسة، وأخذ يبحث عن عمل يتفق مع ميوله، فعمل محررًا في صحيفة "الزمان" التي كان يملكها ويديرها رجل أرمني الأصل يدعي "علسكان صرفيان"، وكانت الجريدة اليومية الوحيدة في القاهرة بعد أن عطل الاحتلال الإنجليزى صحافة ذلك الزمن، وبعدها عين مترجمًا في مكتب المخابرات البريطانية في القاهرة ورافق الحملة الإنجليزية إلي السودان لإنقاذ القائد"جوردون" من حصار ثورة المهدى، ودامت إقامته في السودان عشرة أشهر عاد بعدها إلي بيروت عام ١٨٨٥.

في بيروت انضم جُرجي إلي المجمع العلمي الشرقي الذي كان قد أنشئ عام ١٨٨٢ للبحث في العلوم والصناعات والإفادة منها، بما يعود علي البلاد بالنفع والخير، وتعلم اللغتين العبرية والسريانية، وأصدر عام ١٨٨٦ أول كتبه "فلسفة اللغة العربية" وأعاد طبعه منقحًا ومعدلًا في صيغة جديدة عام ١٩٠٤ بعنوان "تاريخ اللغة العربية.

استقر جُرجي في القاهرة وتولي عقب عودته من لندن إدارة مجلة "المقتطف"، وظل يمارس عمله فيها عامًا ونصف العام، انتقل بعد ذلك إلى تدريس اللغة العربية في المدرسة "العبيدية الكبري" لمدة عامين، ثم تركها ليشترك في عام ١٨٩١ مع نجيب متري في إنشاء مطبعة. إلا أن الشراكة لم تدم سوي عام واحد، واحتفظ جُرجي بالمطبعة لنفسه وأسماها مطبعة "الهلال" وأتبعها بإصدار مجلة "الهلال" ١٨٩٢، وكان يقوم بتحريريها بنفسه إلى أن كبر ولده إميل وصار يساعده في تحريرها.

كان جُرجي متمكنًا من اللغتين الإنجليزية والفرنسية إلي جانب العربية، واسع الاطلاع بهما، لا سيما ما يتصل بالتاريخ وبالأدب ، فأصدر عام ١٨٨٩ كتاب "تاريخ مصر الحديثة" في مجلدين، و"تاريخ الماسونية والتاريخ العام" وهو كتاب يوجز فيه تاريخ قارتي آسيا وإفريقيا، ثم توالت كتبه التاريخية فأصدر: «تاريخ إنجلترا، تاريخ اليونان، تاريخ الرومان»، إلا أن هذه الكتب لم تلفت إليه الأنظار ولم تلق نجاحًا يذكر إلى أن أنشأ مجلة "الهلال" التي ارتبطت به ارتباطًا وثيقًا.

صدر العدد الأول من مجلة الهلال في ١٨٩٢، وكتب افتتاحية العدد الأول ليوضح فيها خطته وغايته من إصدار المجلة، وقد عكف علي تحريرها بنشاط لفت إليه الأنظار، وكان ينشر فيها كتبه في شكل فصول، وقد لقت تلك الكتب قبولا لدي القراء. ولم يكد يمضي علي صدورها خمسة أعوام حتي أصبحت من أوسع المجلات انتشارًا وكان يكتب فيها كبار أهل الفكر والأدب في مصر والعالم العربي، وتوالي علي رئاسة تحريرها كبار الكتاب والأدباء

قد يهمك ايضا

تطوان تتوج أخيار في حفل انطلاقة "تحدي القراءة"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية 6 جنيهات أقترضها جُرجى زيدان ليصل إلى القاهرة حكاية 6 جنيهات أقترضها جُرجى زيدان ليصل إلى القاهرة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 20:11 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

اترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 05:44 2020 الأحد ,26 إبريل / نيسان

تعرف على القصة الكاملة لـ "أزمة" حنين حسام

GMT 20:58 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

Walldroid تطبيق خلفيات مميز على أندرويد

GMT 23:53 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

ديكورات منزلية غير مكلفة لمنزل أكثر حيوية

GMT 07:18 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

صورة "سيلفي" تحول جسد فتاة إلى أشلاء

GMT 08:48 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

رامون دياز مديرًا فنيًا لـ"بيراميدز" خلفًا لحسام حسن

GMT 16:29 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

غمزة وابتسامة

GMT 05:31 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

نصائح لديكورات حمامات الضيوف في منزلك

GMT 15:39 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

التليفزيون المصري يعرض "دادة حليمة" لأول مرة

GMT 13:30 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

مجدي بدران يكشف أسباب حساسية حلاوة المولد النبوي

GMT 01:36 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

لقطات مميّزة من أعماق البحر للحبار الزجاجي الشفاف جدا

GMT 22:50 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

9 أشياء تدل على نضوج الرجل وتجاوزه مرحلة الشباب

GMT 09:58 2016 الأربعاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أب دمشقي يقتل ابنته بعد استغلالها في أعمال التسوُّل

GMT 13:47 2014 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

سيدات الأعمال يعكسن قصص نجاحات في مهرجان "البركل"

GMT 04:35 2013 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تُعيد تجديد أغنية للفنانة سميرة توفيق

GMT 15:03 2016 الأربعاء ,20 إبريل / نيسان

طارق التلمساني يلزم المنزل في حالة صحية حرجة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq