صباح الخيل رؤية فنية جديدة لعلاقة البشر مع الأحصنة
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

يضم معرض الفنانة المصرية لينا أمين 25 لوحة زيتية

"صباح الخيل" رؤية فنية جديدة لعلاقة البشر مع الأحصنة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "صباح الخيل" رؤية فنية جديدة لعلاقة البشر مع الأحصنة

صباح الخيل رؤية فنية جديدة
القاهرة - العراق اليوم

ماذا عندما يجمع التشكيلي بين الفن والفروسية؟... هل يأتي تجسيده للخيل بشكل مختلف؟... وهل يمثل طرحه الفني انعكاساً لأشياء أخرى تخرج من دائرة إبراز جماليات الحصان وحركته ورشاقته لتصيغ رؤى مغايرة تجاه هذا الحيوان بكل خصوصيته وتاريخه الطويل مع الإنسان؟... زيارة معرض الفنانة لينا أمين والمقام الآن تحت عنوان «صباح الخيل» بغاليري «دروب» بحي غاردن سيتي في وسط القاهرة تقدم لنا إجابات بصرية وافية عن هذه التساؤلات، ذلك لأنّ الفنانة الفارسة العاشقة للخيل منذ الطفولة قرّرت أن تتخلص من التناول «الشكلي» التقليدي عند رسم الخيل، إلى حد أنها لم تكتف بنقل تجربتها الذاتية ومشاعرها وذكرياتها المشتركة مع حصانها، لكنها تركت لريشتها فرصة أن تجسد مشاعره وحكاياته هو أيضاً على مسطح لوحاتها.

على مدى التاريخ كان الحصان ملهماً للفن، ربما يعود ذلك إلى الأواصر القوية التي تجمع بين الإنسان والخيل منذ القدم، وهو ما يرتبط جانب أساسي منه بدوره في الحروب والدفاع عن المصير والأرض والهوية في أزمنة سابقة، عبّر التشكيلي عن هذه العلاقة الخاصة وقدم أعمالاً خالدة، مستلهمة من هذا الحيوان الرشيق النبيل، على سبيل المثال بالعودة إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، نستطيع أن نلتقي بروائع لفنانين كان شغفهم الأساس برسم الخيل، ومنهم الفرنسي تيودور سيركول (1791 - 1824) صاحب لوحة سباق «إبسون» التي رسمها سنة 1821. وهي من مقتنيات متحف اللوفر، وأيضاً الفنان العالمي إدغار ديغا (1834 - 1917) الذي أبدع عدداً كبيراً ومتنوعاً من اللوحات والمنحوتات في الخيل، وهناك إبداعات أخرى بمراحل تاريخية تالية للفنانين إدوار مانيه، وغوستاف مورو، وإرنست ميسونييه، وبول دوبوا، وبعضها من مقتنيات أعرق الأسر في أوروبا على وجه التحديد، وبعضها الآخر يمثل جزءاً أساسياً من مجموعات متاحف ومؤسسات كبرى مثل متحف «أورساي» والمكتبة الوطنية الفرنسية، ومركز السينما «السينماتيك»، والأكاديمية الملكية البريطانية، ومن اللافت أنّه ليس الرّسم وحده من احتفى بالخيل، لكن امتد الأمر إلى النّحت والفوتوغرافيا والموسيقى والسينما.

لكن ربما القليل من الفنانين هم من جمعوا بين ممارسة رياضة ركوب الخيل ورسمها أو تناولها في أعمال إبداعية أخرى، ومن هنا تتمتع أعمال لينا أمين في المعرض المستمر حتى 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بطابع خاص يعكس ثراء تجربتيها الحياتية والفنية معاً، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «ليست المرة الأولى التي أقدم من خلالها الحصان في لوحاتي، لكن لم يسبق لي أن جعلته من قبل يأخذ دور البطولة المطلقة إلى هذا الحد، وذلك لأنّني وجدت نفسي أستسلم لرغبة عارمة داخلي لسرد حكايتي مع الفروسية التي عشقتها منذ طفولتي بكل ما يحيط بها من لحظات ومشاعر وذكريات سواء مع حصاني العزيز أو مع عالم الخيل الذي عشت داخله وعرفته عن قرب لسنوات طويلة».

تدفقت الذكريات والحكايات على المساحات البيضاء، لتأخذنا عبر أسلوب فني يتراوح ما بين المدرستين التأثيرية والتعبيرية إلى أمكنة وأزمنة ومواقف مختلفة، فتارة يجد المتلقي نفسه داخل سباق الخيل، يتابع سرعة الحصان ومهارة الفرسان المرتدين ملابس متعددة الألوان فوق الخيول، بشعورها الناعمة وانسيابية حركتها، وقد ينحاز لفارس دون آخر، في إحدى نوعي السباق الرئيسيين، الأول السباق فوق أرض مسطحة، فنتابع الفرسان وهم ينتقلون من نقطة إلى أخرى، أو أثناء العدو حول المضمار في اتجاه نهايته، والآخر سباق الحواجز والموانع، فنزداد شغفاً أثناء مراقبة الفرسان الممتطين خيولهم فيقفزهم فوق الحواجز باحتراف ورشاقة.

وتارة أخرى نبتعد عن أجواء المنافسة الرياضية إلى المنافسة «الجمالية»، حين نتأمل «البورتريهات» الخاصة ببعض الخيل، ومنها الحصانين اللذين تمتلكهما، فنشاهد خيل عربي في حالة ثبات، في إشارة لمسابقات الجمال التي تقام لها، حيث تُثبّت للتقييم والمقارنة بينها لاختيار الأكثر جمالاً وفق قواعد هذه المسابقات، وقد عملت الفنانة على إبراز جماليات الخيل العربي، برشاقته وتفاصيله الدقيقة، وجماله الجسدي، من دون أن تغفل الحصان الأجنبي الذي يمثّل جانباً كبيراً من تجربتها، إذ يقتنيه كثيرون في مصر.

وخلال هذه الأجواء وتلك نقلت لنا لينا مشاعر متباينة يمر بها الفارس والحصان معاً في علاقتهما القوية، إذ تجسد تعلق الفارس بحصانه وحنانه وخوفه عليه في أكثر من عمل فني، مثل لوحة صديقتها مع حصانها، كما تعكس مشاعر الحصان من حزن وسعادة وتعب ونشاط، إضافة إلى لحظات ضعف مقابل لحظات أخرى يسودها الشموخ والثقة، تقول: «عشت مع الخيل طويلاً، ووصلتني مشاعرها المختلفة، التي تمس القلب، إن الفارس بمجرد أن يدخل الإسطبل يستطيع أن يحدّد على الفور حالة حصانه، ويتعامل معه على أساسها».

إلى هذا تجسد أيضاً لوحات المعرض، وعددها 25 لوحة، مواقف ومشاهد عديدة، تمزج ما بين الجمال والرشاقة والحركة، فنرى الخيل أثناء لعبها أو صراعها مع بعضها بعضاً، وأثناء التريض، ومن ثم أثناء استرخائها وراحتها، أو في لحظات تواصل نادرة مع صاحبها، تتابع لينا أمين قائلة: «بعد مرور سنوات تتحوّل العلاقة بين الفارس والحصان إلى علاقة قوية دافئة، لا يعرف كنهها سوى من مرّ بهذه التجربة».استخدمت الفنانة بالتة ألوان محدودة، ولم تستطع الاستغناء فيها عن لونها المفضل، وهو اللون الأزرق، رغم أنّه قد لا يكون مناسباً للوهلة الأولى بالنسبة للخيل، لكن من اقترب من هذا العالم جيداً، يعرف أنّ مقتني الخيل يطلقون في لغتهم الدارجة على الحصان الأبيض اسم الحصان الأزرق، ولذلك استغلت الفنانة ذلك في إضافة خلفية أو ظلال زرقاء على الحصان الأبيض في اللوحات، إضافة إلى استخدامها اللون البني واسع الانتشار في الخيل.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

الفن على جدران البيوت أفكار متجددة في غاليري "خان المغربي" في مصر

استأنف أخيرا متحف «الفنون التشكيلة» في موسكو

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صباح الخيل رؤية فنية جديدة لعلاقة البشر مع الأحصنة صباح الخيل رؤية فنية جديدة لعلاقة البشر مع الأحصنة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:21 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 07:48 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

روعة قيادة رولز رويس على الطريق لا تُضاهيها متعة شيء

GMT 17:46 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"ملوك الكاسيت" ضيوف إسعاد يونس في "صاحبة السعادة"

GMT 22:56 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان محمود ياسين يغيب عن عزاء نسيبه

GMT 17:18 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

تعرف على اتيكيت حضور الحفلات الموسيقية والغنائيَّة

GMT 01:54 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تقرير جديد يكشف أن ميلانيا ترامب لم تطمح لدور السيدة الأولى

GMT 01:37 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

ماغي بوغصن تراهن على وصول فكرة "يا ريت" للمشاهدين

GMT 04:03 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

الفيلة تدرك أن جسدها العملاق يمثل عقبة كبيرة

GMT 11:03 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"مغارة الشموع" كهف مليء بالأسرار تحتضنه القدس

GMT 05:25 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الكشف عن سيارة "هيونداي" i30 Fastback N

GMT 21:06 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

طرح تذاكر السوبر الإيطالي على "موقع حراج"

GMT 15:09 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

السنغالي جايا يستعد لبدء المهمة مع نادي الصفاء اللبناني

GMT 03:04 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

تكليف صالح آل مسلم برئاسة نادي نجران لمدة سنة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq