المسرح العراقي يُمثِّل تحوّلًا سلبيًّا لتهشيم التاريخ الرصين
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

غياب الممثل المحترف جعل الخشبة المُقدّسة تفقد هيبتها

المسرح العراقي يُمثِّل تحوّلًا سلبيًّا لتهشيم التاريخ الرصين

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - المسرح العراقي يُمثِّل تحوّلًا سلبيًّا لتهشيم التاريخ الرصين

المسرح العراقي
بغداد - العراق اليوم

ابتدأ المسرح العراقي منذ عصر ما قبل التاريخ في مدن بابل والوركاء كما تؤكد أغلب الدراسات الأثرية، ولم يتوقف إلا ليظهر بأشكال مختلفة  تمارس في الطقوس والاحتفالات والقصخون ومعها المراثي وتمثيلها وبخاصة في المدن الدينية التي تروى فيها الحكايات التاريخية والشخوص والحوارات بطريقة مسرحية تتخللها الخطابة والأقوال والمآثر وضمن تفاعل ما بين المؤدي والمتلقي يحقق الانسجام الفني المؤثر والذي يستمد ديمومة تتناسخ مع كل حقبة زمنية لتظهر بصور متجددة.

بعد تشكيل الحكومة العراقية وصدور قانون الجمعيات عام 1922، تبلور النص المسرحي بعد أن أخذ شكلا قانونيا ومهنيا في العمل وظهر النص المسرحي حين كتب الخوري هرمز نورسو الكلداني مسرحية تناولت شخصية “نبوخذ نصر” وتم تقديمها كعمل مسرحي عام 1888في مدينة الموصل، وهي تعتبر مدينة رائدة في تميز الفن المسرحي فيها.

ما زلنا نتحدث عن مسرحية “النخلة والجيران” التي تم إعدادها مسرحيا عن رواية  كتبها “غائب طعمة فرمان” واعتبرت ضمن  أفضل مئة رواية عربية، وقدمتها فرقة المسرح الفني الحديث، ومثل فيها عمالقة المسرح العراقي ومنهم  زينب، ناهدة الرماح، خليل شوقي، مقداد عبد الرضا، فاضل خليل، فاضل سوداني، سامي عبد الحميد وقدم موسيقى العمل الفنان “حسين قدوري” 
. وتوالت بعدها اعمال مسرحية اخرى لكن مسرحية “ فرمان “ بقيت راسخة في الذهن وتناقلتها الاجيال دون ان تستطيع تجاوزها بكل ثقل العمل الدرامي والتلقائي الذي قدمت فيه .
يقال ان المسرح هو صانع الثورات وهو ما يدخل في ادق التفاصيل ويجيد تعرية الواقع وتاشير الخلل وصولا الى تصحيح المسار الاجتماعي والاقتصادي والتربوي والسياسي، وهو بهذا سيكون القادر على احداث التغيير الحقيقي، ولكن ان يتحول المسرح الى التهريج والاسفاف والاستخدام السيئ للاحداث واللغة والاداء فأنه سيسهم في سحب المجتمع الى مهاو جديدة تفعل فعلها في اتساع ظواهر مستهجنة لا تقدم لمجتمعاتها ما يسهم بالارتقاء.

واقع المسرح العراقي اليوم يؤشر غيابا حقيقيا للفن الهادف وتحولا سلبيا لتهشيم التاريخ الرصين الذي ابتدأ به، وغياب الممثل المحترف جعل الخشبة المقدسة تفقد هيبتها بعد ان اعتلاها من لا يمت للفن بصلة مهنية واحترافية حقيقية.

لدينا دائرة ما زالت تحمل اسم السينما والمسرح لكنها لا تقدم ما ينهض بهما! وتبدو مهمة المؤسسة الثقافية الرسمية والخاصة بحاجة إلى اهتمام واضح لهذا الجانب الذي بات يعاني الترهل السلبي، ولا يمكن لنا النهوض به أن لم تهتم الدولة بالفن والفنان وتعمل على إيجاد السبل الكفيلة بحفظ هذا الفن الرصين من السقوط المنظم الذي بات يقضم تدريجيا النص الاحترافي والممثل والإخراج والإنتاج، وهي كلها عوامل ساعدت على تفتيت المسرح وإفشال النص المحترف من أن يتبوأ مركزه المفترض ضمن المشهد الفني الحقيقي المحلي. وإن كانت النخلة والجيران نصا اعتمد رواية مميزة فما أكثر الروايات التي صدرت في العراق مؤخرا وبعضها يستحق فعلا أن يتحول إلى المسرح ليعيد مجد مسيرة تركت بصمتها عربيا وعالميا وتنتظر من يكمل الخطوات بعناية ورعاية ووعي ثقافي هادف.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

المسرح العراقي يشهد عرض "العاصفة السوداء" المرشح لـ"الأوسكار"

الحكومة العراقية تُبلغ الأمم المتحدة دعمه العودة الطوعية للنازحين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسرح العراقي يُمثِّل تحوّلًا سلبيًّا لتهشيم التاريخ الرصين المسرح العراقي يُمثِّل تحوّلًا سلبيًّا لتهشيم التاريخ الرصين



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:21 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 07:48 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

روعة قيادة رولز رويس على الطريق لا تُضاهيها متعة شيء

GMT 17:46 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"ملوك الكاسيت" ضيوف إسعاد يونس في "صاحبة السعادة"

GMT 22:56 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان محمود ياسين يغيب عن عزاء نسيبه

GMT 17:18 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

تعرف على اتيكيت حضور الحفلات الموسيقية والغنائيَّة

GMT 01:54 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تقرير جديد يكشف أن ميلانيا ترامب لم تطمح لدور السيدة الأولى

GMT 01:37 2016 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

ماغي بوغصن تراهن على وصول فكرة "يا ريت" للمشاهدين

GMT 04:03 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

الفيلة تدرك أن جسدها العملاق يمثل عقبة كبيرة

GMT 11:03 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"مغارة الشموع" كهف مليء بالأسرار تحتضنه القدس

GMT 05:25 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الكشف عن سيارة "هيونداي" i30 Fastback N

GMT 21:06 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

طرح تذاكر السوبر الإيطالي على "موقع حراج"

GMT 15:09 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

السنغالي جايا يستعد لبدء المهمة مع نادي الصفاء اللبناني

GMT 03:04 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

تكليف صالح آل مسلم برئاسة نادي نجران لمدة سنة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq