سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

صنع منها آلات موسيقية ومصابيح

سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية

أبوعلي يعزف على آلة صنعها من بقايا الصواريخ

دمشق ـ العرب اليوم   تمكن الفنان السوري، أبو علي بيطار، أن يترجم حال الأمل التي يعيشها على أرض الواقع، بتحويل بقايا القذائف والصواريخ إلى قطع فنية، محولاً طلقات "الشيلكا" الفارغة إلى عكازٍ لرجلٍ مسنّ، بروح إبداعية مدهشة، تؤكد أن آلات القتل والدمار لم ولن تنجح في الانتصار على روحه الصامدة لأنها تسعى أولًا وأخيرًا إلى الحياة. ما دفع الناشطة السورية، عزة الحموي إلى تسليط الضوء عليه، ضمن فيلم قصير حمل عنوان "فن البقاء".
سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنيةرافقت كاميرا الفيلم أبوعلي وهو يتجول داخل غرفة خاصة به تشبه بأدواتها وأغراضها مصنعًا صغيرًا يعرض فيه كل صناعاته. وبكل جرأة تحدث إلى الكاميرا متحديًا كل أدوات القتل، حيث شرح لنا كيف استخدمها في إنتاج أشكالِ فنية رائعة، اكتسبت جماليتها من بساطة الصناعة وإبداع الفكرة.
وتقول مخرجة العمل عزة حموي: "احتراف - فن - أدوات.. الرجل الدوماني كانت أداته فوارغ الصواريخ الروسية صنع منها آلات موسيقية.. هذا ما يسمى بـ فن التجهيز، إنه فن البقاء هناك موسيقى لنبقى.. أبوعلي البيطار من مدينة دوما".
قد تبدو الموسيقى عصيّة على أن يتم استحضارها بروحانيتها وطقسها الخاص، من خلال بقايا صواريخ وقذائف دبابات. إلا أن أبوعلي استطاع أن يجعل تلك الأخيرة مصدرًا مميزًا لدى صنعه لآلة "الدرامز" الموسيقية. ولم يكن يلزم لهذه الصناعة اليدوية إلا بضعة أجزاء من صاروخٍ وقع هنا أو هناك وراح ضحيته عشرات الأرواح ربما.
وبطريقةٍ فنية أيضًا، تجمع ما بين الشكل والوظيفة الخدماتية، صمّم أبوعلي بيطار حمامًا "إفرنجيًا"، قام بعرضه على الكاميرا وهو يسخر من فعل القتل الذي لم يستطع أن يميت ضحكات وأرواح السوريين على الرغم من وجود آلاف الشهداء والمنكوبين.
كذلك صمم أبوعلي مصابيح بأشكال وأنواع مختلفة، لتنير قليلًا من ظلمة ليل سورية، حتى لو كانت المواد المستخدمة فيها هي السبب الرئيسي في هذه الظلمة. ولعلّ المشهد الختامي في الفيلم، حيث الرجل الدوماني يركب "الموتور" المصنوع من بقايا القذائف، يؤكّد على أنّ السوريين سيمضون في حياتهم رغم كل الموت المحيط بهم، ويؤكّد أنهم سيستغلون كل ما يقتلون به لصنع مواد وأغراض تضمن لهم البقاء على قيد الحياة وبكثيرٍ من الإبداع والمسؤولية.
في مثل هذه الحالة، فإن تناقضًا كبيرًا يحتل المساحة الشاسعة التي تفصل ما بين الفن والقتل، لكن الإنسان السوري اليوم يفرض وجوده بقوة ويجعل من هذا التناقض مصدرًا للدهشة، إذ يقرر أن يستخدم ما وصله بغرض القضاء عليه، كوسيلة نحو مزيد من الحياة والبقاء، إنه بهذه الطريقة ينتصر على الآخر المجرم أولًا وعلى الخوف واليأس اللذين من الطبيعي أن يزوراه في خضم الأحداث، ثانيًا.
سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنيةربما يطرح البعض سؤالاً عن ما يقدمه فيلم "فن البقاء" أو غيره من الأفلام المشابهة في ظل الواقع المعيش المزدحم بالدم وأصوات القذائف والمتفجرات؟ وبالطبع فإن الجواب يؤكد أنه لا يمكن حصر النتائج في إطار محدد وواضح، لكننا حتمًا لمسنا الأمل في عيون وقلوب كل من شاهد الفيلم، خاصةً وأنه يبعث على التحدي ويوصل رسالة مفادها: نحن هنا وسنبقى هنا.
من جهةِ أخرى لا بد من وجود خط فني يحاول أن يتماشى مع كل العنف الحاصل، ما يفتح المجال أمام الإنسانية للعودة من جديد إلى الساحة السورية. وفي الوقت ذاته، لا يمكن للفن أن يتنحى ويظل خارج الموقف، حيث هو مرآة عاكسة لكل ما يجري، سواء نقل الأحداث بطريقة حيايدية موضوعوية، أو نقلها ضمن وجهة نظر معينة.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية سوري يحوّل بقايا الصواريخ إلى قطع فنية



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:54 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

تعرف على "أهل الدثور" وأسباب دخول الجنة

GMT 10:07 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

Incredible Things عطر ساحر من نفحات الأخشاب الطبيعية

GMT 18:46 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

صلاح يفك عقدة لازمته منذ 2014 في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 21:25 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"كلام ستات" يناقش مبادرة "بدّلها بفضة" لتسهيل الزواج

GMT 02:06 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفخم الفنادق في مدينة هونغ كونغ الصينية

GMT 04:13 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

"ديكورات" مشرقة في شقّة جون بون جوفي الـ"دوبلكس"

GMT 01:13 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أبوالفتوح تكشف فوائد تناول الردة خلال الوجبات

GMT 03:36 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

تناول المكسرات يساعد على استقرار مستويات السكر

GMT 01:21 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

شاكيرا تستعد لإحياء حفلة غنائية في إسرائيل
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq