تلميذة تونسية أعجزت أساتذة الباكالوريا وتُحطِّم الرقم القياسي في الفلسفة
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

آمنت بالنجاح وبأن العلم سلاح المرء لإثبات نفسه

تلميذة تونسية أعجزت أساتذة الباكالوريا وتُحطِّم الرقم القياسي في الفلسفة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - تلميذة تونسية أعجزت أساتذة الباكالوريا وتُحطِّم الرقم القياسي في الفلسفة

التلميذة التي حطّمت رقما قياسيا في قائمة المتفوقين في دورة الباكالوريا
تونس - صوت العراق

كثر الحديث في تونس خلال الآونة الأخيرة عن التلميذة التي حطّمت رقما قياسيا في قائمة المتفوقين في دورة الباكالوريا لسنة 2019 بعد حصولها على معدل 20 من 20 في مادة الفلسفة في سابقة علمية فريدة.

أميرة النموشي، صاحبة الـ 19 ربيعًا، أصيلة محافظة نابل في الشمال الشرقي لتونس، هناك ترعرعت بين أحضان أسرة آمنت بالنجاح وبأن العلم سلاح المرء لإثبات نفسه.

اقرا ايضا

نظام التعليم الثانوي يخيب آمال الطلاب في بريطانيا

حدثتنا أميرة عن سر تفوقها وإنجازها الباهر الذي أعجزت به أساتذة الفلسفة، قائلةً إن شغفها بقراءة الكتب منذ الصغر زادها في التحصيل المعرفي وخاصة اللغوي، وهو ما مكّنها من التفوق في كل الاختبارات حتى الأدبية منها والفكرية.

ورغم التشدد المعتمد في تقييم اختبارات شعبة الآداب، تؤكد أميرة أنها لم تجد صعوبة كبرى في اجتيازها لهذا الامتحان الوطني نظرًا لمتابعتها المستمرة لما يقدّم من دروس، مشددة في هذا الصدد على ضرورة عدم الاكتفاء بالتعليم الأكاديمي على أهميته، بمواد جانبية.

وتضيف أميرة في حديثها "أبي قارئ نهم للكتب ولحسن الحظ ورثت عنه هذه العادة المستحبة وأنصح جميع التلاميذ بها".

الفيلسوفة الصغيرة
وعن علاقتها بالأدب والفلسفة، تقول محدثتنا إنها سلكت في البداية الطريق إلى شعبة العلوم طمعًا في مستقبل أفضل لنفسها وضمانا لوظيفة معتبَرة تعيد بها سنوات من السهر والتعب أمضاها والداها في تعليمها، وتستدرك أميرة قائلة إن حبها للغة الضاد ولعوالم الفلسفة قادها إلى تعديل مسارها واختيار شعبة الآداب وهو ما كلفها مغادرة المعهد النموذجي الذي يضم التلاميذ المتفوقين ويشترط حصولهم على معدل سنوي يفوق الـ15 للتمكن من دخوله.

وهنا تؤكد أميرة النموشي أن الأفكار الرائجة عن شعبة الآداب والتي يلجأ إليها أصحاب التحصيل العلمي المتدني هي أفكار خاطئة وجاءت نتيجة لتراكمات ثقافة قديمة ومتوارثة تختصر هذه الشعبة في تحصيل مستوى جد من اللغات فقط، مضيفة أن الآداب غيرت حياتها وفتحت لها نوافذ أعمق في تعاملها مع الحياة وحتى مع المحيطين بها.

وتتابع أميرة: "لا يجب أن ينسى التونسيون تاريخهم المشرق مع الآداب والفكر والفلسفة وأن تونس ولّادة لأكبر المفكرين والشعراء"، وتستحضر منهم محدثتنا شاعر الخضراء أبو القاسم الشابي (أصيل محافظة توزر بالجنوب التونسي) وابن خلدون مؤسس علم الاجتماع وغيرهما ممن حفظتهم ذاكرة العالم بما قدموه للفكر والحضارة.

حملة تشكيك
تحصّل أميرة النموشي عن شعبة الآداب من معهد شارع علي بلهوان بنابل على معدل 18.21 خلال الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا لسنة 2019، وعلى معدل 20 في مادة الفلسفة و 16.5 في مادة العربية، قاد شريحة كبرى من المجتمع التونسي إلى التشكيك في مصداقية عملية التقييم وحتى الحديث عن تسريب الاختبار قبل موعده.

كما امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخرة من عدم عقلانية المعدل، على اعتبار أن الآداب عامة والفلسفة خاصة علم شامل ومطلق ولا يخضع لقواعد علمية ثابتة على عكس الشعب الأخرى، وأن إسناد هذا المعدل أمر مبالغ فيه.

حملة تشكيك هذه دفعت وزير التربية حاتم بن سالم إلى اتخاذ قرار بنشر ورقة امتحان التلميذة أميرة النموشي  للعموم للتأكد من جدارتها واستحقاقها لهذا المعدل، وأشاد بن سالم بالمستوى المتميز لهذه التلميذة التي تمثل وفقا له نموذجا للتلامذة المتفوقين ودليلا على رفاعة مستوى التعليم في البلاد.

من جانبها علقت أستاذة مُصلحة لاختبار الباكالوريا آداب: "أنها أشرفت على إصلاح اختبار أميرة النموشي الذي تضمن 16 صفحة أنجزتها التلميذة في ظرف وجيز (4 ساعات) وبأسلوب وفكر عميقين وهو ما اعتبرته الأستاذة اعجازًا علميًّا".

وعن هذه الحملة، ردت أميرة النموشي إنها تحترم آراء الجميع، وتؤكد في الآن نفسه أن "إرضاء الناس غاية لا تدرك"، وأن المعايير اللغوية والعلمية المعتمدة في إصلاح اختبارات الباكالوريا مضبوطة ولا تقبل التشكيك.

تراجع المستوى التعليمي
وتدرك أميرة النموشي رغم صغر سنها، أن منظومة التعليم في تونس ما تزال تنتظر إصلاحات جذرية للنهوض بها وتحسين مستوى التلاميذ، خاصةً وأن طالبي العلم في تونس من سلالة المدرسة الصادقية التي أثمرت  مفكرين قدّموا لبلادهم الكثير وتستحضر أميرة بفخر تخصيص بلادها زمن ما بعد الاستقلال ثلث ميزانيتها للتعليم.

وكانت تونس قد سجلت في السنوات الخمس الأخيرة أعلى مستوى في تراجع المستوى التعليمي وفقا لمؤشر التنافسية الدولية الذي يعدّه المنتدى الاقتصادي العالمي سنويا، فبعد أن كانت تحتل المرتبة الأولى عربيا والثلاثين عالميا في تقرير موسم 2010/2011، تدحرجت تونس اليوم إلى المركز 76 عالميا بفارق 46 نقطة، بعد عصر ذهبي عرفه التعليم في تونس طيلة العقود الماضية.

قد يهمك ايضا

السحيمي يُؤكد أنَّ موظفي التعليم حرصوا على مصلحة التلاميذ

"التعليم التونسية" ترصُد 87 حالة تحرشٍ جنسي بالتلاميذ وتوقِف 44 متورطًا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلميذة تونسية أعجزت أساتذة الباكالوريا وتُحطِّم الرقم القياسي في الفلسفة تلميذة تونسية أعجزت أساتذة الباكالوريا وتُحطِّم الرقم القياسي في الفلسفة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 06:43 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تعلن التحول للطاقة البديلة بحلول عام 2050

GMT 00:58 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أحدث تصميمات ديكورات حدائق المنزل العصرية

GMT 11:09 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

بريطانية منعت الماء منذ 20 عامًا عن شعرها الطويل

GMT 09:20 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

بطلة فنون قتالية تُلقّن لصًا درسًا لن ينساه في البرازيل

GMT 14:15 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البولندي كوبيستا يعود لسباقات فورمولا-1 في 2019 من بوابة ويليامز

GMT 15:36 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السويسري شاكيري يكشف سبب رحيله عن بايرن ميونخ

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

شاكر يؤكّد تنفيذ مصر أوّل محطة نووية في الضبعة

GMT 08:13 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إندونيسيا تعلن تحطم طائرة ركاب في بحر جاوة

GMT 02:55 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على 6 محطات مهمة فى حياة الأميرة شيوه كار

GMT 12:03 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فرحة الأبطال

GMT 07:47 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اخطفي الأضواء هذا الموسم بظلال العيون البراقة

GMT 06:47 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي طريقة وضع مكياجك من النجمات اللبنانيات

GMT 06:23 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

نوال الزغبي تتألق بفستان فضي في أحدث حفلاتها
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq