مهندسون عراقيون يُحذَرون من انهيار سد الموصل
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

احتمالية خسارة الآلاف من الأرواح البشرية

مهندسون عراقيون يُحذَرون من انهيار سد الموصل

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - مهندسون عراقيون يُحذَرون من انهيار سد الموصل

سد الموصل
بغداد - نجلاء قباني

أعلن المهندسون العراقيون الذين شاركوا في بناء سد الموصل قبل 30 عامًا تحذيرهم من انهيار السد محذّرين من ارتفاع عدد القتلى حينها، وأشار المهندسون إلى تراكم الضغط على هيكل السد مع ذوبان ثلج الشتاء وتدفق المياه إلى الخزان ما جعله يصل إلى سعته القصوى، وأن بوابات السد التي تستخدم لتخفيف هذا الضغط مغلقة ومكدسة. وأفاد المهندسون العراقيون بأن مع استبدال الآلات أو تجميع قوى عاملة لأكثر من عام بعد سيطرة تنظيم "داعش" على السيد يعني زيادة التصدع في الصخور المسامية تحت السد ما يجعل الأمر أكثر خطورة، ويتم توقيع عقد مع شركة إيطالية لإجراء إصلاحات عاجلة ولكن لا تزال المفاوضات مستمرة مع بغداد وراء الكواليس.
 
وحذر المهندسون من أن خسائر الأرواح المحتملة جراء انهيار السد تزيد عن 500 ألف شخص فضلا عن احتمالية وفاة العديد من الناس من الذعر نتيجة ضرب فيضان بارتفاع 20 مترا لمدينة الموصل مع اتجاه الفيضان إلى الأسفل في وادي دجلة عبر تكريت وسامراء وصولا إلى بغداد، ووصف أحد المهندسين العراقيين الذى يعيش حاليا في أوروبا سياسة الطوارئ للحكومة العراقية عند اخبار السكان المحليين بالتحرك بمقدار ستة كيلو بعيدا عن ضفاف النهر بأنها مثيرة للسخرية.
 
وأضاف كبير مهندسي السد نصرت أدامو، أن الهيكل يمكن أن يُبقي فقط في حالة العمل على مدار الساعة على ملئ الثقوب في الصخور المسامية لحجر الأساس وهى عملية تعرف  بالحشو، إلا أن هذا المستوى من الصيانة والذى يعود تاريخه إلى ما بعد بناء السد في 1984 انهار بعد سيطرة "داعش" على المنطقة، وذكر أدامو في مقابلة هاتفية معه من السويد حيث يعمل كمستشار، "كان لدينا 300 شخص يعملون على مدار 24 ساعة في ثلاث نوبات إلا أن عدد قليل منهم عاد حاليا وهناك حاليا حوالى 30 شخص فقط، لقد تعرضت آلات الحقن للنهب ولم يعد هناك إمدادات بالأسمنت ، إنهم لا يستطيعوا فعل شيء والوضع يذهب من سيء إلى أسوء".
 
ويصبح حجر الأساس في السد أضعف مع تراكم ضغط المياه وتدفقها إلى الخزان كما أن البوابات التى تستخدم لتخفيف الضغط من خلال السماح بتدفق المياه عالقة بالفعل، وأضاف أدامو "هذه البوابات مغلقة وهي تعمل معا فعند إغلاق واحدة يجب إغلاق الثانية وإلا سيحدث تدفق غير متماثل ما يؤدى إلى تسريع التآكل".
 
وأعرب المهندس نذير الأنصاري ممن شاركوا في بناء السد عن قلقه إزاء ارتفاع منسوب المياي في الخزان، مضيفا "حقيقة تعثر البوابات السفلية أمر مقلق، وفى أبريل ومايو يكون ناك الكثير من الثلوج الذائبة ما يجلب الكثير من الماء في الخزان، ووصل منسوب المياه حاليا إلى 308 مترا ولم يعد السد كما كان في السابق حيث زادت الكهوف أسفله ولا أعتقد أنه سيتحمل هذا الضغط، وإذا انهار السد ستصل المياه إلى الموصل خلال أربع ساعات وإلى بغداد خلال 45 ساعة، ويعتقد البعض بقتل نصف مليون شخص ولكن أتصور زيادة عدد القتلى في ظل عدم وجود خطة إخلاء جيدة".
 
وأوضح الأنصاري أن الاستجابة السياسية للحكومة ودعوة السكان المحليين للتحرك ستة كيلو ميتر على الأقل من نهر دجلة مثيرة للسخرية، كما أن السفارة الأمريكية في بغداد حثت المواطنين الأمريكيين على مغادرة المنطقة، مضيفا، "ماذا يفعل الملايين من الناس عند الابتعاد عن النهر بمقدار 6 كيلو حيث لا يوجد أي دعم لمساعدتهم على العيش".
 
وانطلق سد الموصل لأول مرة في الخمسينات ولكن تم تأجيل بناءه بسبب إشكالية جيولوجية في نهر دجلة حيث يذوب حجر الأساس في الماء، وبنى في النهاية بواسطة نظام صدام حسين وكان يعد مشروعا مهيبا في حينها، وفى ذلك الحين كان الأنصاري مستشار علمي في وزارة الري، وأضاف الأنصاري، "ذهبت لزيارة الموقع ورأيت نوع الحجر المستخدم وهو الجبس والأنهيدريت وهي قابلة للذوبان، وأعرب عن قلقه للمدير العام، لكنه قال: "لا تقلق سنرعى كل ذلك".
 
وأشار المستشارون الأجانب على مدى الأعوام الماضية إلى نقاط الضعف في التكوينات الصخرية في السد إلا أن الحكومة العراقية أكدت أنها ستحل المشكلة عن طريق الحشو، وتم الدفع بقرار المضي قدما في البناء بواسطة أحد نواب الرئيس وهو طه ياسين رمضان، وبيّن الأنصاري " كان رمضان حريص على بناء الشد وأراد أن يظهر لصدام أنه يفعل شيء مذهل وجاء من الموصل ولذلك أراد عمل شيء يحقق مزيد من فرص العمل في الموصل، وأدى ذلك إلى تسريع قرار بناء السد". وتم تصميم السد بواسطة شركة سويسرية وتم بناءه بواسطة مجموعة المانية إيطالية عام 1984، وبدأ تسرب المياه في عام 1986 وأصبح واضحا أن القضايا الجيولوجية كانت أسوء مما توقع المستشارون، وتطلب السد صيانة مستمرة منذ ذلك الحين لملء الكهوف التي تجوفها المياه الجارية من حجر الأساس، وتم استخدام 95 طن من أنواع مختلفة من الجص على مدار عمر السد.
 
وذكر الأنصاري، "ما يقوم به الحشو هو إطالة عمر السد وليس هناك حل دائم إلا بناء سد أخر"، وبدأ بناء هيكل ثاني لسد بادوش على بعد 20 كيلو من المصب لمنع وقوع كارثة فى حالة انهيار سد الموصل، ولكن توقف العمل في سد بادوس منذ فترة التسعينات بسبب ضغط العقوبات ما أدرى إلى اكتمال البناء فقط بنسبه 40%. وعُقد مؤتمر دولي في روما في أبريل/ نيسان لبحث سبل منع وقوع كارثة إلا أن الوقت أصبح متأخر جدا، وأضاف أدامو "لا أحد يعلم متى سينهار السد، ربما عام من الأن وربما ينهار غدا".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهندسون عراقيون يُحذَرون من انهيار سد الموصل مهندسون عراقيون يُحذَرون من انهيار سد الموصل



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:16 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 01:12 2014 الجمعة ,01 آب / أغسطس

نجاح مسلسل "دلع بنات" فاق توقعاتي

GMT 20:04 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

لعبة PubG Mobile تحصل على تحديث جديد

GMT 08:06 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"ديور" تطرح مجموعتها الجديدة من حقائب الربيع

GMT 01:52 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل ريال عماني الأحد

GMT 11:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

خطوات بسيطة لتحضير مطبق الباذنجان باللحم المفروم

GMT 02:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

بياض جبال "الأوراس" يعتبر الوجهة المفضلة لعشاق التزلج

GMT 04:47 2015 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

روندا روسي تظهر كنجم غلاف لعبة القتال المتنوع "إي اي سبورتس"

GMT 17:51 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تطلق 6 صواريخ على مواقع عسكرية سورية جنوب دمشق

GMT 09:29 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ناسا" ترسل مركبة غير مأهولة إلى كوكب المريخ في عام 2020
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq