صدور رواية الحرية أو الموت عن مكتبة الأسرة
آخر تحديث GMT05:21:44
الخميس 19 حزيران / يونيو 2025
 العراق اليوم -
أخر الأخبار

صدور رواية "الحرية أو الموت" عن مكتبة الأسرة

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - صدور رواية "الحرية أو الموت" عن مكتبة الأسرة

القاهرة - أ.ش.أ

صدرت رواية "الحرية أو الموت" تأليف نيقوس كازانتزاكيس ترجمة الدكتور سعد زغلول نصار ضمن سلسلة مكتبة الأسرة في 563 صفحة من القطع المتوسط في 14 فصلا. الحرية أو الموت هي قصة كفاح أهالي قرية "ميغالو كاسترو" في كريت باليونان، من أجل الحرية والاستقلال من الحكم العثماني. هذه القصة حدثت في نهاية القرن التاسع عشر، القرن الذي شهد في نهايته تغيرات وتحولات سياسية كبيرة فالإمبراطورية العثمانية كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة و ميزان القوى اختلف مع التوسع المستمر لبريطانيا وفرنسا. لم يقف أحد مع أهالي كريت في نضالهم ضد الاستعمار ولم يكونوا هم يعتمدون كثيرا على هذه المساعدة، صحيح أنهم أرادوها وسعوا إليها لكن نضالهم لم يتوقف عليها. الرواية لا تتحدث عن سيرة كفاح شعب كريت بل عن كل تفاصيل هذا الشعب، عن حياته، روابطه، معتقداته، عاداته، انفعالاته، صراعاته، أحلامه. هي عن إنسان كريت بكل تناقضاته. الرواية عبارة عن صورة شديدة الوضوح والدقة عن إنسان كريت. في ميغالو كاسترو بكريت عاش الكريتيون المسيحيون والأتراك المسلمون وفي الرواية يظهر دور الدين في الصراع بين المستعمرين والمواطنين الأصليين. الدين هنا يلعب دورين متناقضين، فهو من جهة شعار الصراع ورمزه الأول فالأتراك ينظرون للكريتيين بوصفهم كفاراً، وتتصاعد هذه الصفة مع المواجهات لتكون مبرر القتل. وفي ذات الوقت تمثل المسيحية للكريتيين الرابطة الأولى والانتماء الذي يجمع الناس ويشد من عضدهم وقت الأزمات. من جهة أخرى يلعب الدين دورا مختلفا فهو أيضا مبرر إيقاف القتال والعودة للسلم، فدعوة المسيح ومحمد واحدة تنهى عن القتال وتدعو للتسامح. هنا يصور كازانتزاكيس تاريخ الدين ودوره في الصراع البشري بوصفه كان ولا يزال أداة تبرر وتمرر أهواء البشر ورغباتهم. يشار إلى أن كازانتزاكيس حصل على شهرة كبيرة في العالم فهو صاحب إحدى أشهر الروايات العالمية "زوربا اليوناني" وكاد أن يحصل سنة 1956على جائزة نوبل لولا أن صوتا واحدا فقط حوّلها إلى الكبير "ألبير كامو" الذي علق قائلا "كان كازانتزاكيس يستحق هذا الشرف مائة مرة أكثر مني". ولد نيكوس كازنتزاكيس في 18شباط من العام 1883في جزيرة كريت، وأمضى طفولته في هذه الجزيرة التي خاضت حرباً ضد الأتراك لنيل استقلالها، وكان والده (الكابتن ميخائيل) ضمن الذين حاربوا الأتراك . علاقة كازانتزاكيس بالشعر تشبه علاقة الروح بالجسد بحيث لا يكون لأحدهما معنى دون الآخر يقول في علاقته بالشعر "أحاول طرد الشعراء من مكتبي ، والشعرَ من قلبي. فليتنحَّ هوغو لسافينيي، ولامرتين لجيرِنغ، والشعرُ للواقع. ومع ذلك، أمامي، في اللحظة التي أكتب إليك فيها، فتحتُ دانتي ومانزوني، فيما مكتبي مزيَّن بهوغو وسولوموس. ومع ذلك فمن الضروري أن أصير محاميًا. صراع رهيب يحتدم فيَّ، وآمل أن أحبَّ الحقوق. غير أن الشعر يستحوذ عليَّ. إنه مثل ساحرة عاشقة جميلة، في نهديها ينسى المرء كلَّ العذابات وفي نظرتها يشعر بارتعاشة اللذة". في كتابه المترجم للعربية "تقرير إلى غريكو" يحكي كازانتزاكيس رحلته مع قلق الأسئلة. القلق الذي جعل من حياته بحثا عن الإجابة. سافر كثيرا واتصل بمجموعات مختلفة من الناس ودرس الفلسفة، تأثر بنيتشه كثيرا فهو كما يقول عنه" ؟ وما الذي طلب منَّا أن نفعله بالدرجة الأولى؟ طلب منَّا أن نرفض العزاءات كلَّها: الميتافيزيقا والأوطان والأخلاق والحقائق، وأن نظلَّ منعزلين دون أصحاب ورفاق، وأن لا نستعمل إلا قوتنا، وأن نبدأ في صياغة عالم لا يُخجِل قلوبنا." إلا أن الدين كان حاضرا دائما في فكر كازانتزاكيس، ليس حضور الإيمان المطلق بل حضور التفكير والتأمل، شخصية المسيح بالنسبة له شخصية أساسية، ولكن المسيح في نظره ليس المسيح الذي يعرفه المؤمنون، بل هو كما صوره في رواية وفيلم الإغواء الأخير للمسيح إنسان مشغول أيضا بالأسئلة الوجودية، شخصية تراجيدية تعيش حياة مليئة بالتوتر والانشطارات. إنسان كان عرضة للشكوك والمخاوف، إنسان يمثل الصراع بداخله الطبيعة البشرية. طبعا لم تسكت الكنيسة على هذه الهرطقة وأدخل الكتاب ضمن الكتب الممنوعة، ومنع الفيلم من العرض على المسارح الإغريقية ولكن كازانتزاكيس رد عليهم قائلا بهدوء وثورة "أعطيتموني اللعنة فأعطيتكم البركة، عسى أن يصبح ضميركم نقيا كضميري، وعسى أن تصبحوا أخلاقيين و متمدنين مثلي".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدور رواية الحرية أو الموت عن مكتبة الأسرة صدور رواية الحرية أو الموت عن مكتبة الأسرة



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 21:09 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:33 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 13:45 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

أبرز صيحات موضة بدلات ملونة بستايل عصري وجديد

GMT 13:25 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

مجموعة من مجوهرات عروس فخمة من وحي أهم النجمات

GMT 01:30 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت تجعل متصفح Edge أسرع وأكثر عملية

GMT 13:00 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

طريقة إعداد حلوى "تشيز كيك اللوتس" الشهية

GMT 19:38 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

واتساب تعلن عن خاصية مشاركة المكان بشكل مباشر

GMT 22:26 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

الشباب يواصل تدريباته على ملعب الأمير خالد بن سلطان

GMT 19:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تحذير أممي من تعرض اليمن لأكبر مجاعة يشهدها العالم

GMT 01:22 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

صيحات مميّزة للحقائب باللون الأبيض لصيف 2018
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq