عمان ـ وكالات
صدرت رواية "العتبات"، للكاتب والقاص والمسرحي مفلح العدوان، عن الدار الأهلية للنشر، وبدعم من وزارة الثقافة. وتنساب أحداث الرواية التي تقع في 158 صفحة عبر تسعة وثلاثين فصلا، تتداخل فيها فضاءات السرد بين تلمس الواقعي، والمخيال الأسطوري، لتكون المعمار المعبر عن أزمنة الرواية وأمكنتها، ودروب التفاصيل فيها.
وتأتي هذه الرواية بعد سبع سنوات من انشغال مفلح العدوان الميداني والبحثي، في مشروع التأسيس لموسوعة القرية الأردنية، والتي واظب على نشرها أسبوعيا في جريدة الرأي، تحت عنوان "بوح القرى"، حيث صدر الجزء الأول والثاني من الموسوعة خلال الأعوام 2008 و2010. وقد انعكس هذا التعايش مع المكان الأردني، وتتبّع التطور الاجتماعي في تلك القرى، على أجواء الرواية، ومسارات الشخوص، وتحولات الأمكنة، وتيارات التغيير على المستوى النفسي والمكاني، ضمن إطار السرد في عتبات مفلح العدوان.
وقد توزع النشر عند مفلح العدوان بين القصة والمسرح و"البلدانيات"، حيث صدر له في القصة القصيرة، مجموعة "الرحى" التي صدرت العام 1994، وفازت بالمركز الأول في جائزة محمود تيمور العام 1995، ومجموعة "الدوّاج" التي صدرت عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق العام 1997، والطبعة الثانية عن دار ورد في عمان العام 2011، ومجموعة "موت عزرائيل" التي صدرت العام 2000 عن المؤسسة العربية للنشر في بيروت، بعد مخاض عسير، نتيجة تحويلها إلى وزارة الأوقاف، وتأخير نشرها لمدة سنة، بدعوى أن فيها ما يسيء إلى الأديان، ثم مجموعة "موت لا أعرف شعائره" العام 2004 التي صدرت عن دار أزمنة في عمان، ودار ميريت في القاهرة، وهي حصاد فوزه بمسابقة اليونسكو للكتابة الإبداعية العام 2001. وكانت الجائزة تفرغا لمدة أربعة أشهر في فرنسا لإنجاز مشروع كتابي قصصي، وأما المجموعة القصصية الخامسة فهي "شجرة فوق رأس"، التي صدرت ضمن منشورات أمانة عمان الكبرى العام 2009.
أما في المسرح فصدر له مسرحية "عشيات حلم"، العام 2001، ضمن منشورات دائرة الثقافة/ الشارقة، و"ظلال القرى" و"آدم وحيدا"(مسرحيتان)، عن أمانة عمان الكبرى العام 2006. وفي "البلدانيات"، وذاكرة الأمكنة صدر للعدوان كتاب "عمان الذاكرة" العام 1999، ضمن منشورات أمانة عمان، وصدرت الطبعة الثانية العام 2007 عن وزارة الثقافة/ الأردن، ضمن منشورات مكتبة الأسرة/ مهرجان القراءة للجميع، وموسوعة القرية الأردنية/ بوح القرى/ الجزء الأول 2008، والجزء الثاني 2010، عن مركز الرأي للدراسات والأبحاث.
وشغل مفلح العدوان موقع رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب لعدة سنوات، ومنصب نائب رئيس الهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري (بيت الأنباط)، وعضو هيئة إدارية لعدة مرات في رابطة الكتاب الأردنيين.
وفاز العدوان بالعديد من الجوائز على المستوى العربي، منها جائزة محمود تيمور للقصة على مستوى مصر والوطن العربي من المجلس الأعلى للثقافة في مصر، العام 1995، والميدالية الفضية من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن برامج المنوعات/ عن برنامج "نقوش الليل" العام 1997، وشهادة تقدير من مهرجان الروّاد الأول في القاهرة/ 1999/ جامعة الدول العربية، وجائزة اليونسكو للكتابة الإبداعية/ فرنسا - 2001، وجائزة الشارقة للإبداع في مجال المسرح العام 2001، وجوائز أخرى وشهادات تقدير في مجالات القصة والمسرح والثقافة.
مقطع من فضاءات الرواية:
"كانوا ستة..
الأكبر سنا، والأعمق خبرة، والأكثر حكمة!
كانوا ستة..
أغلقوا الخيمة عليهم، وقال كبيرهم، الشيخ حمدان، لمن في الخارج: لا أحد يكسر خلوتنا، فالحديث جلل، والكلام الذي سننطق به فيه عمر آخر، أو حياة أخرى، وعتبة ثانية "لأم العرقان".
وقال أيضا: لا يقاطع حديثنا أحد.. إن اتفقنا ذللنا الصخر، وإن اختلفنا بقينا نطرق الصلاة بين صوان الكهوف.
واختفى..
ووقف أقوى الرجال أمام مدخل الخيمة..
كان بعض أهل القرية ينتظر، والبعض الآخر يدعو لهم بالرأي السديد، لكن الوحيدة بينهم التي كانت تتحدث إلى روحها هي الحجة نجمة التي كان يلاحظ من حولها كيف كانت تصمت فترة، ثم تنطق ببضع كلمات، قبل أن تعود إلى صمتها مرة أخرى.
تقول: هذا ليس عرسا، بل إيذان بموت أو حياة.
يستمع لها القريبون منها، ولا يناقشونها في ما تقول.
تصمت ثم تتساءل بحيرة: ابنة الوراق، وابن الدواج سيخدمان بيت الله، ويجاورانه.. فهل سنصلي ضيوفا عليهما؟
تحلق حولها بعض الذين كانوا ينتظرون بعيدا عن بوابة الخيمة، وصاروا يترقبون كلامها أكثر من رصدهم للحظة خروج الكبار من خلوتهم، وهي تتحدث مع روحها، وتتمتم كأنها لا ترى أحدا حولها، كأنها وحدها، وما من سميع لها.
ختمت قولها محذرة: انقشوا أسماءكم على كهوفكم قبل أن تفقدوها".
أرسل تعليقك