رواية خريف صفصاف وندى للدكتور عبدي الريالات
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

رواية (خريف صفصاف وندى) للدكتور عبدي الريالات

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - رواية (خريف صفصاف وندى) للدكتور عبدي الريالات

الرواية
عمان - بترا

تمزج رواية (خريف .. صفصاف.. وندى) للدكتور عبدي الريالات، الصادرة حديثا في عمان، بين اسلوبية السرد الادبي الممتعة وتلك اللغة الشاعرية التي تفيض احاسيس ورغبات وعواطف انسانية.

في اتكاء على رؤى وافكار ثرية بالاحالات والاشارات تشي بهموم وآمال ذاتية، ينجح الريالات في صوغ بنية روائية شديدة الاخلاص الى فنون الكتابة ومتونها الروائية، والتي جاءت كانها قبسات مستلة من شخصية طبيب متخصص في أمراض الأعصاب والدماغ.

تحمل الرواية وهي الأولى للكاتب -الطبيب- الكثير من الكلمات والجمل والشديدة الاعتناء والتكثيف في مواقف الشرح والتفصيل تجاه شخوص في لحظات تجوالها بين الامكنة ام هي في تبدلات احوالهم جراء حراكها الخصب والمتنامي في فترات زمنية متعاقبة.

تقطف الرواية على نحو ابداعي فطن من نبع لا ينضب من تلك القامات البديعة في موروث النثر وحاضر الكتابة العربية، وهو ما يمنح النص ذائقة فريدة في الاشتغال على موضوعاته التي تتارجح على دفتي الرومانسية العذبة والواقعية المتحررة بعيدا عن الغلو والشحن في الأفكار أو الانغماس في لعبة التجريب المجاني بالسرد.

يصوغ الريالات في روايته الاولى ابعادا جمالية تنهض على مفردات الحنين والفقد والاشتياق للوطن بعد سنوات من الغياب، فيها ينثر الروائي باسلوبية متمكنة مناخات من الحيرة والقلق والانتظار والحزن والتلهف في اجواء من الذكريات الممتلئة بدفء العاطفة والشعور بالحب وتدفق الأشواق الآتية من دواخل الراوي في النص ذي الاحاسيس الإنسانية المرهفة لشخصيات عادية، ولئن بدت للقاريء في لحظات، بانها تتحرك بغرابة وألم بحكم الصدفة وطبيعة المناسبة التي حتمت هذا النوع من التلاقي والحضور.

يتغلغل السرد الروائي في دواخل القاريء بحرية وسلاسة على نحو من التأني والمراجعة للذات في مسارات اثيرة تكشف عن تردد وتوجس تصل الى درجات من الملامسات لاوضاع سياسية عصيبة تقتحم حياة بطل الرواية تنذر بمصائر ومآلات غير متوقعة، ففي اكثر من حيز في الرواية يخاطب الراوي ذاته في مونولوجات يجري فيها توصيفات لأحوال وتبدلات في الواقع تشي بالغربة وفقدان الوعي الى ان تشتبك مع اسئلة تجول على حدي الوهم والحقيقة.

يمضي الروائي الريالات في منهجيته الابداعية التي تغرف باقتصاد ودقة وتأني من معين لا ينضب من ذاكرة متقدة تحيط بتفاصيل الوقائع مزنرة بالصور والمفردات الآتية من شغف الكتابة والتعلق بدلالاتها واشاراتها البديعة اللقيات، والموفقة في اختيارات الازمنة والامكنة كفضاءات تمضي فيها حياة شخوص الرواية صوب جهات متباينة ومتعددة الوسائل، الى ان تتوج بلحظة ميلاد جديدة داخل بيئته المحلية رغبة بالاستقرار والبحث عن حياة جديدة وسط هذا العالم المتلاطم بالازمات .

اشبع الكاتب صفحات روايته التي جاءت في 360 صفحة بتلك المقتطفات النادرة المستمدة من عيون الادب العربي والعالمي والموروث الشعبي والاساطير والحكم والاقوال الماثورة في توظيف محكم داخل مواقع من الرواية بحس لافت في الانصهار مع الطقوس العائدة لحراك الراوي في اكثر من مكان بتواز مع الاحداث والمواقف الناشئة عن التسلسل في تطور الشخصيات الاخرى.

تنضم رواية (خريف .. صفصاف .. وندى) الى جملة من الابداعات الروائية الاردنية لتشكل مادة ثرية تحمل سماتها الجمالية الخاصة والجذابة بطرح اسئلة مشرعة على تلاوين الشخصيات وتبدل المكان والزمان، مثلما تحمل بذرة طيبة لاشتغالات سردية قادمة مرصوفة بطلاوة اللغة واصالة الكلمات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية خريف صفصاف وندى للدكتور عبدي الريالات رواية خريف صفصاف وندى للدكتور عبدي الريالات



GMT 18:14 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رواية "على خط جرينتش" جديد دار العين للنشر

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 06:43 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تعلن التحول للطاقة البديلة بحلول عام 2050

GMT 00:58 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أحدث تصميمات ديكورات حدائق المنزل العصرية

GMT 11:09 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

بريطانية منعت الماء منذ 20 عامًا عن شعرها الطويل

GMT 09:20 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

بطلة فنون قتالية تُلقّن لصًا درسًا لن ينساه في البرازيل

GMT 14:15 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البولندي كوبيستا يعود لسباقات فورمولا-1 في 2019 من بوابة ويليامز

GMT 15:36 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السويسري شاكيري يكشف سبب رحيله عن بايرن ميونخ

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

شاكر يؤكّد تنفيذ مصر أوّل محطة نووية في الضبعة

GMT 08:13 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إندونيسيا تعلن تحطم طائرة ركاب في بحر جاوة

GMT 02:55 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على 6 محطات مهمة فى حياة الأميرة شيوه كار
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq