الطاهر لبيب يحذر من انقراض اللغة العربية
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

الطاهر لبيب يحذر من انقراض اللغة العربية

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - الطاهر لبيب يحذر من انقراض اللغة العربية

الطاهر لبيب
عمان - بترا

حذر عالم الاجتماع التونسي الدكتور الطاهر لبيب، من انقراض اللغة العربية وموتها، رائيا أنها "تحتضر ويزعجون احتضارها بضجيج الاحتفاء بها".

وقال الدكتور لبيب في ندوة بعنوان "هل لعرب اليوم لغة" نظمتها مؤسسة عبدالحميد شومان مساء امس الاثنين وادارها استاذ علم الاجتماع في جامعة فيلادلفيا الدكتور حلمي ساري، انه "يجب ان ننظر الى موت اللغة العربية كاحتمال حقيقي وارد، فاللغة التي لا يتكلمها اهلها تموت"، مشيرا الى ان آلاف اللغات انقرضت بسبب ذلك.

واشار الى ان الاحصائيات العالمية تدل على ان هناك 6 آلاف لغة في العالم، تكشف تقديرات المتخصصين ان نصفها سينقرض قبل نهاية القرن الحالي، موضحا ان اللغة تموت عندما تتقلص قاعدتها الديموغرافية.

وقال "لست فقيه لغة ولذلك لن اقترب من اللسانيات، وكل ما افعله هو انني احاول الاقتراب قدر المستطاع مما نسميه "سيسيولسانيات" او علم اجتماع اللغة.

وتابع "لا احد يجادل لما للعربية من جمال وإشعاع، وكيف ان البعض يهجي بها على ان يمدح بغيرها، مثلما ان اهلها وغيرهم كتبوا نصوصا مقدسة للمسيحية واليهودية"، لافتا الى انه كما كان للعربية مجدها ومدّها كان لها انحسارها، وعلى وجه التقريب منذ سقوط الخلافة العباسية في بغداد على يد المغول وما تلا ذلك من فترة حكم العثمانيين للوطن العربي، حيث اقتصرت اللغة في العهد العثماني على علوم الدين دون دخولها مجالات العلوم البحتة، وصولا الى يومنا هذا بما حدث من تواطؤ اهلها عليها.

واشار الى الجدالات والنقاشات التي ادخلت اللغة العربية اجواء ميتافيزيقية، ومنها حين ذهب العرب كما ذهب الاوروبيون بالبحث عن الجنة وماذا يتكلم الناس في الجنة، ودخل العرب المسلمون كما دخل الاوروبيون في البحث بالأساطير، ما افضى الى ان العلاقة باللغة اصبحت ميتافيزيقية، مثلما اصبحت ما فوق تاريخية، وان استحضارها في هذا الاطار لا يعد تمجيدا ومدحا كما يعتقد البعض.

وأوضح ان تمجيد اللغة اذا خرجت عن التاريخ مضلل، والنظر الى اللغة من خلال الخروج عن التاريخ نظرة ميتافيزيقية يصبح مجاملة، موضحا انه لم "تعد المسألة اللغوية او اللسانية مطروحة خارج اهتمام المتخصصين، وان اهم وأبرز مظاهر غياب المسألة اللغوية، غياب المشاريع والبرامج السياسية للسلطات والاحزاب التي تتصدى لذلك، رغم ان اللغة الحامل الاول لاتصال البشر".

وعزا لبيب اسباب الاهمال التي بحسبه ليست اسبابا لسانية، الى اسباب اجتماعية، ابرزها انعدام الوعي الاجتماعي بأهمية اللغة، علاوة على الصراع العالمي لسيطرة لغة على اخرى، وارتباط اللغة بالمصالح، عدا عن ان بعض ابناء ما يسمى بالطبقة البرجوازية في المجتمعات العربية لا تعتبر العربية جزءا من همها.

وتطرق عالم الاجتماع التونسي الى المقولات التي تمجد اللغة وتدخلها في احصاءات مضللة، خصوصا تلك التي تأتي من غير اهلها، ومنها ان اللغة العربية لها مرتبة متقدمة عالميا وهي الرابعة اذا اخذنا بعين الاعتبار عدد السكان في الوطن العربي (نحو450 مليونا)، والمرتبة الثانية بعدد الدول التي تتكلمها، والرابعة باستخدام الانترنت، في الوقت الذي يتحدث البعض عن ان اللغة العربية ستصبح الثانية عالميا عام 2050 باعتبار ان الاقتصاد العالمي سيتحول الى الشرق الاوسط آنذاك.

ووصف هذه الاحصاءات بأنها سطحية ومضللة ولا تدل على شيء لأنها لا تقول لنا "اي لغة يتكلمها الـ450 مليونا، هل هي الفصحى ام الخليط ام المحكية، وأين يتكلمونها ومناسباتها"، لافتا الى ان من ابرز ما يفند هذه الاقاويل هو حضور لغة الانترنت بقوة لدى الناشئة العربية والتي دخلت التنميط، واستبدلتها بحروف لاتينية أحيانا وارقام أحيانا اخرى، علاوة على الاخطاء اللغوية ليس أقلها التي نشاهدها في اللوحات بالشوارع العربية.

واشار الى المشكلات التي تواجه اللغة العربية والتي لا تنبع من ذات اللغة وإنما من اهلها، ومنها المصطلحات، والتعريب، علاوة على ان مصيرها خاضع لما تعيشه الدول العربية من تراجع وترد على مختلف الصعد، لافتا الى ان اللغة العبرية التي ماتت في فترة زمنية قديمة عادت بقرار سياسي.

ولفت الى اشكالية التباعد بين المجالات اذ ان العربية بقيت في الوجدانيات والادب والثقافة العامة فيما حضرت اللغات الاخرى في العلوم والتكنولوجيا ومظاهر التطور والعصرنة، علاوة على التباعد في استعمالها في بعض الاقطار العربية، حيث هناك بلدان عربية لا تتكلم العربية ليس الصومال وجيبوتي فحسب، بل غيرها تجد ان من الضروري ان تعرف الانجليزية باللكنة الهندية.

واشار الى دراسة صدرت اخيرا من قطر كشفت عن ان العديد من النشء لا يلفظ حروف الهجاء بشكل صحيح، وان من لا يعرفون اللغة العربية بشكل جيد لم يستطيعوا استيعاب دراستهم في مجال العلوم الاجتماعية في العديد من الجامعات العربية.

وفي ختام محاضرته التي استمع اليها عدد كبير من النخب الثقافية والأكاديمية، لفت العالم التونسي، الى فرضيتين حول اللغة العربية الآن، احداها تقول ان الاعلام سيوسع استعماله للغة العربية الفصحى، فيما الثانية تقول بأن هذا الخليط سيستمر، وفي ظل الاخيرة ستنقرض اللغة اجتماعيا كلغة مجتمع وتبقى لغة مقدس ودين كما آلت اليه اللغة اللاتينية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطاهر لبيب يحذر من انقراض اللغة العربية الطاهر لبيب يحذر من انقراض اللغة العربية



أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 06:43 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تعلن التحول للطاقة البديلة بحلول عام 2050

GMT 00:58 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أحدث تصميمات ديكورات حدائق المنزل العصرية

GMT 11:09 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

بريطانية منعت الماء منذ 20 عامًا عن شعرها الطويل

GMT 09:20 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

بطلة فنون قتالية تُلقّن لصًا درسًا لن ينساه في البرازيل

GMT 14:15 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البولندي كوبيستا يعود لسباقات فورمولا-1 في 2019 من بوابة ويليامز

GMT 15:36 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

السويسري شاكيري يكشف سبب رحيله عن بايرن ميونخ

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

شاكر يؤكّد تنفيذ مصر أوّل محطة نووية في الضبعة

GMT 08:13 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إندونيسيا تعلن تحطم طائرة ركاب في بحر جاوة

GMT 02:55 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على 6 محطات مهمة فى حياة الأميرة شيوه كار
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq