افتتاح مهرجان خطوات السينمائي الدولي الثالث للأفلام السينمائية

موسيقا رقص وتمثيل وغيرها من الفنون التي أمتعت جمهور العرض الافتتاحي للدورة الثالثة من مهرجان خطوات السينمائي الدولي للأفلام القصيرة التي انطلقت فعالياته منذ يومين في صالة المسرح القومي في اللاذقية بعد حفل استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة غلب على حضوره شريحة الشباب الذي يعتبر الفئة الأهم التي يتوجه لها المهرجان للاهتمام بطاقاتهم الإبداعية وتوجيهها نحو الطريق الصحيح.

هي خطوات تصور ثقافتنا وحقيقة مجتمعنا عبر لغة سينمائية نابضة بالروح السورية ” يقول مجد يونس أحمد مدير المهرجان في حديثه لنشرة سانا الثقافية مؤكدا ان مشروع خطوات هو مبادرة وطنية بدأت منذ عامين وتستمر في عامها الثالث لتؤسس لصناعة سينمائية يبنيها شباب مبدع مسلح بأدوات المعرفة الإبداعية ويضيف انه تقدم للمسابقة أكثر من أربعين فيلما من سورية ودول أخرى تم اختيار 38 منها للمشاركة رسميا في المهرجان 19 فيلما ضمن المسابقة الرسمية ومثلها أدرجت ضمن العروض الموازية حيث قامت اللجنة المشرفة على انتقاء الأفلام بوضع عدة معايير للأعمال الجديرة بان تكون ضمن المنافسة كأن يكون من انتاج العام 2013 -2014 والا تزيد مدته عن ثلاثين دقيقة وعدم عرضه مسبقا على الانترنت والا يكون مشاركا في مهرجانات دولية سابقة.

وبين أحمد ان مسابقة السيناريو ستحضر بقوة أيضا ضمن المهرجان وهي اضافة جديدة تطلق لأول مرة خلال هذا العام وتقدم لها 25 نصا من مختلف المحافظات السورية الى جانب مشاركات خارجية من مصر والمغرب موضحا ان هناك لجنة متخصصة ستحكم هذه المسابقة تتكون من السيناريست حسن م يوسف وديانا جبور مدير عام المؤسسة العامة للانتاج الاذاعي والتلفزيوني اضافة الى الفنان بشار عباس كما ستعمل لجنة تحكيم الافلام المكونة من المخرج باسل الخطيب والفنانة سلاف فواخرجي الى جانب الكاتب محمود عبد الواحد على تحديد الأفلام الفائزة والتي ستحصل على جوائز نقدية ومنح من مؤسسة السينما اضافة الى جائزة التحكيم الخاصة.

في السياق نفسه قال السينارست حسن م يوسف عضو لجنة تحكيم السيناريو ان النصوص تميزت بالتباين بشكل كبير فيما بينها مشيرا الى وجود صعوبات تعرض لها صناع الأفلام الشباب الذين لا يملكون خبرة حياتية أو فنية كافية تجعلهم قادرين على التعامل مع تقنيات وآليات الكتابة لكنه أكد وجود نصوص ملفتة للانتباه معتبرا ان سورية هي منجم المواهب التي تحتاج فقط من يأخذ بيدها فكانت فكرة المهرجان الذي كرس نفسه لدعم سينما الشباب الذين يملكون كنوزا من الابداع قادرين بحق على ان يدهشوا بها العالم.

أما حسن عباس عضو لجنة تحكيم السيناريوهات فقد تحدث عن حضور الأزمة السورية بشكل او بآخر ضمن الأفلام والسيناريوهات المشاركة والتي يمكن ان تتجسد بشكل انساني أو اجتماعي وليس بالضرورة بشكل سياسي خالص فالدراما والتوثيق وقصص الشهداء ستكون موجودة بقوة بالاضافة الى قضايا شبابية يعيشها الشباب السوري التي يحاول الدفاع عنها أو طرحها بالطريقة التي يراها مناسبة لرؤيته.

كذلك كان لأعلام الفن في اللاذقية الذين أسسوا لحركتها الفنية حضورهم ضمن فعاليات الافتتاح حيث تم اختيار الفنان الراحل نبيه نعمان المولود في اللاذقية عام 1945 ويعد من مؤسسي نقابة الفنانين فيها وله العديد من البصمات ضمن أعمال سينمائية مهمة مثل “ليالي ابن آوى” “نجوم النهر” “رسائل شفهية” “شيء ما يحترق” حيث أكد ولده دانيال نعمان ثقته بان السوريين لن ينسوا من رحل عنهم وسيستمرون بحمل الراية لمتابعة طريق من أسسوا لعمل فني وطني صحيح مشيرا الى ان تكريم الرواد يعطي الحافز والدافع لجيل الشباب ليقدم افضل ما لديه وتكون له بصمته المميزة في عالم السينما الذي يحبه.

المخرج نضال عديرة مدير فرقة اليسار المسرحية التي كان لها الحصة الكبيرة ضمن حفل الافتتاح صرح بأن اللوحات المسرحية المعروضة أرادت ايصال رسالة للجمهور بأن السينما باقية ومستمرة ولاسيما ان الشخصيات المختارة لتجسيد الفكرة كان لها أثرها في قلوب السوريين كغوار الطوشة وابو عنتر وياسين بقوش الذين شكلوا مخزونا في ذاكرة كل سوري منوها ان عددا كبيرا من المقاطع التي عرضت على خشبة المسرح مستوحاة من أفلام سينمائية سورية مشهورة كالحدود وصح النوم إضافة الى الأغاني المنتقاة أيضا من ذات الأرشيف السينمائي الوطني في اشارة الى عمق تجربتنا السينمائية ورسوخها في ضمير ووجدان كل سوري أصيل.

وتبدأ العروض يوميا منذ الساعة الخامسة في المسرح القومي لعرض الأفلام المشاركة و كان أولها فيلم ابتسم فأنت تموت للمخرج وسيم السيد من سورية الذي عرض بعد الافتتاح مباشرة و سيجري يوميا عقد جلسات قراءة نقدية لما عرض من أعمال اضافة الى تنظيم مجموعة من اللقاءات الجماهيرية مع مخرجين وكتاب سيناريو عاملين في مجال الإنتاج السينمائي.

يشار الى ان المهرجان في دورته الحالية يقيمه مجلس الشباب السوري بالشراكة مع شركة “أم تي إن” للاتصالات والمؤسسة العامة للسينما وبرعاية وزارتي الثقافة والسياحة والأمانة السورية للتنمية وسلسلة مطاعم الجغنون ويستمر حتى يوم الخميس القادم حيث تعلن النتائج وتوزع الجوائز على الأفلام الفائزة