زبيبة والملك تستعرض حياة الشعب العراقي بأسلوب رمزي
آخر تحديث GMT05:21:44
 العراق اليوم -

"زبيبة والملك" تستعرض حياة الشعب العراقي بأسلوب رمزي

 العراق اليوم -

 العراق اليوم - "زبيبة والملك" تستعرض حياة الشعب العراقي بأسلوب رمزي

دمشق - سانا

زبيبة والملك واحدة من أهم المسرحيات الشعرية التي كتبها الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد خلال مسيرة حياته الأدبية العريقة والطويلة وهي تحاول أن تسقط كثيرا من أفكارها على حياة الشعب العراقي بأسلوب رمزي في فترة ما قبل الاحتلال الأمريكي للعراق إلى لحظة وقوعه. موضوع زبيبة والملك كان محور نقاش في المنتدى الشبابي في مركز ثقافي جرمانا يوم الخميس الماضي حيث رأت مديرة المنتدى إيمان حوراني أن المسرحية جاءت بشكل فني رفيع المستوى تحمل في أسلوبها أكثر من جنس أدبي فالشعر هو قوامها الأساسي كما أخذت شكل الرواية التي تحمل قصة درامية في مضمونها تتطور أحداثها وتتميز بالتشويق والإثارة إلى أن تصل إلى خاتمة تليق بالمستوى الفني للمسرحية إضافة إلى المعاني التي تحملها وهي تساهم في تنمية الحالة الاجتماعية وتوطيد العلاقة بين الشعب والمسؤول والإخلاص الذي يعتبر أهم مقومات النجاح الاجتماعي والتطور الإنساني والحضاري. فيما ناقش تمام الضو عضو المنتدى الشبابي البنية التكوينية للمسرحية وما تحمله من معان قصدها الكاتب ليؤدي دورا إيجابيا وتربويا وسلوكيا في تنمية العلاقة التبادلية بين فئات الناس وصولا إلى تكوين نص يشبه إلى حد كبير ما دار في العراق وما نجم عنه من تحولات. وأضاف الضو أن مسرحية زبيبة والملك تنتمي إلى الفن المسرحي الشعري وهو نادر ودخل على يدي مارون النقاش الذي قدم مسرحية شعرية في مصر عام 1848 وعنوانها البخيل ومنذ ذلك الوقت راح هذا الفن يشهد تطورا وانتشارا خفيفا وبرغم ذلك كانت هناك مسرحيات لكبار الشعراء مثل أحمد شوقي صاحب سبع مسرحيات شعرية ومحمد عبد العزيز شنب الذي قدم آخر مسرحية شعرية له عام 1999 لافتا إلى أن مسرحية عبد الرزاق عبد الواحد هي عبارة عن قصص متداخلة وإن كان زمانها قبل الديانات وفي عصر قديم إلا أنها نجحت في إسقاط ما جاءت به على واقع العراق. في حين رأت هند الراضي احدى المشرفات على المنتدى الشبابي أن دور العجوز في المسرحية يعبر عن تقديم العبر والمواعظ والحكم التي يجب أن تصل للأحفاد وتمر عبر التاريخ حتى يتلافى الأبناء في المستقبل ما ارتكبه الآباء والأجداد من أخطاء. بينما قالت الدكتورة سماهر مليكة إن موت زبيبة بطلة المسرحية هو مصدر للجدل والخلاف لأنها جذوة خير في بنية المسرحية وهذا قد يكون مؤشرا خطرا في حال مات الخير إلا أن زبيبة التي تعتبر من الدلالات الممثلة للشعب أيضاً هي دلالة على وجود المحبة التي كانت تعمل هي على زرعها بالملك. في حين قال الباحث ضرار أبو شعيرة إن الجماليات الفنية لمسرحية زبيبة والملك تكمن في البناء الدائري الذي يشجع القارئ على إعادة القراءة مرات عدة لما يشعر به من إثارة وتشويق إضافة إلى أن الشعر المسرحي جعل التماسك والترابط الموضوعي بدءا من المقدمة إلى النهاية كما أن تطورا في مجريات الأحداث عبر الزمان والمكان والشخوص أدى إلى ارتقاء الهدف ليصل إلى أزمنة متخلفة عبر التاريخ. وأشارت المدرسة ميادة الحكيم إلى أن المسرحية تدل على أكثر من معنى فهي رمز للشعور بالقهر والظلم والدفاع عن الحق لأن زبيبة هي رمز للكرم كما أنها تمثل الشعب فهي لم تتزوج الملك برغم كل الود الذي كان بينهما وبصفتها تمثل الشعب في سياق الرواية وأحداثها. كما أن حالة الاغتصاب التي تعرضت لها زبيبة من زوجها وهو متنكر بغية إهانتها ودون أن يدعها تعرف شكله هو إيحاء بوجود خونة في الوطن يمكن أن يؤثروا عليه مقابل وجود أوفياء يضحون بحياتهم من أجل الوطن كما فعلت زبيبة التي ماتت من أجل إحياء الملك عندما آمن بالمواطن والإنسان. وبينت روجية قاروط عضو المنتدى الشبابي أن المسرحية تتمحور حول شخصيتين رئيسيتين هما زبيبة التي تمثل الشعب والقيم والأخلاق والملك الذي يمثل السلطة والبعيد عن شعبه حيث تربط بينهما علاقة حب عذرية بعيدة عن الشهوات تقوم على الصدق والاهتمام المتبادل وعلى القيم الأخلاقية لأن زبيبة كانت تحاول دائماً أن تقرب الملك من شعبه محافظةً على أخلاقها وقيمها كما أنها كانت تحافظ أيضاً على زوجها الذي يدعى خوان والذي تزوجته بسبب العادات التي فرضت عليها لإنقاذ والدها من الدين الذي كان خوان يطالبه به دائماً بعد أن استقرضه منه مما يدل على أن المسرحية هي بناء فني يعالج عدداً من القضايا الاجتماعية والإنسانية والسياسية. يذكر أن الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد صدرت له اثنتان وأربعون مجموعة شعرية منها عشر مجموعات للأطفال كما حصل على وسام بوشكين في مهرجان الشعر العالمي في بطرس بورغ عام 1976 والميدالية الذهبية في مهرجان ستروكا في يوغسلافيا كما جرى تكريمه ومنحه درع دمشق عام 2008 بمناسبة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية حيث شغل أيضاً عدداً من المناصب الثقافية والإعلامية والأدبية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زبيبة والملك تستعرض حياة الشعب العراقي بأسلوب رمزي زبيبة والملك تستعرض حياة الشعب العراقي بأسلوب رمزي



GMT 09:51 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

تفاصيل " المندرة " عمل مسرحي عن "كورونا"

GMT 12:32 2020 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

قصتا طه حسين وعلى مبارك فى عرض مسرحى بالجمهورية

GMT 20:35 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

وزير الثقافة في ضيافة الرعض المسرحي" البخيل "

GMT 05:28 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

"اهتزاز" تواصل عروضها على مسرح مركز الهناجر

GMT 08:25 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"س" تنظم مسابقة أفضل نص مسرحي في الجنوب

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

واشنطن - العراق اليوم

GMT 05:53 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

الدرندلي سعيد بالفوز على هورويا كوناكري

GMT 01:30 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

تناول الرضع للفول السوداني يحميهم من الحساسية

GMT 13:05 2017 الأحد ,17 أيلول / سبتمبر

"سي إن إن" تُشيد بهدف محمد صلاح في مرمى "بيرنلي"

GMT 01:32 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أكثر ماركات الأحذية الرجالية جودة وفرادة
 
Iraqtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday Iraqtoday
iraqtoday iraqtoday iraqtoday
iraqtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
iraq, iraq, iraq