أكدت الصين، استعدادها لفرض رسوم جمركية جديدة على بضائع أميركيّة مستوردة بقيمة 60 مليار دولار في السنة، في وقت تشدد واشنطن الضغوط على بكين ما يهدد بتصعيد الخلاف التجاري بين القوتين الاقتصاديتين.
وأفادت وزارة التجارة الصينية في بيان أن تطبيق هذه الرسوم الجمركية المشددة الجديدة «رهن بتحركات الولايات المتحدة»، مشيرة إلى تهديدات البيت الأبيض الأخيرة بزيادة الرسوم الجمركية على 200 مليار دولار من البضائع الصينية.
يأتي ذلك في وقت ارتفع فيه العجز التجاري الأميركي 7.3% في يونيو، الأعلى منذ 19 شهراً.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية وعضو مجلس الدولة الصيني وانغ يي أمس بعد اجتماعه مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، إن بكين ترغب في حل الخلافات مع الولايات المتحدة على أساس المساواة بينهما، لكنه أضاف أنهما لم يبحثا الحرب التجارية بين بلديهما بتفصيل شديد.
وأصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأربعاء توجيهات للمسؤولين في قطاع التجارة بالنظر في زيادة الرسوم من عشرة في المئة إلى 25% على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار.
ويتهم ترامب الصين ودول أخرى باستغلال الولايات المتحدة في التجارة العالمية، وطالب بأن تقدم بكين تنازلات كثيرة لتجنب الرسوم الجديدة.
ومع ذلك لم تُظهر الصين ما يدل على الإذعان للضغط الأميركي.
وقال وانغ للصحفيين بعد اجتماعه مع بومبيو في سنغافورة على هامش منتدى إقليمي، إن بومبيو أبلغه بأنه «يرغب في الحفاظ على التواصل البناء».
وأضاف «حيث أننا عضوان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأكبر اقتصادين في العالم فإن علينا بالطبع الإبقاء على المحادثات طوال الوقت».
وتابع قائلاً، التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد للولايات المتحدة والصين.
هذا هو ما يتوقعه المجتمع الدولي.
الاختلاف لن يؤدي إلا إلى خسارة الجانبين وسيضر بالتنمية السلمية الراسخة في العالم».
وأضاف «نحن مستعدون لمعالجة أوجه القلق لدى الجانبين عبر مباحثات على أساس المساواة والاحترام المتبادل.
كان (بومبيو) معولا على هذا التوجه، وقال إنه لا يريد للاحتكاكات الحالية أن تستمر».
ورداً على سؤال بشأن ما تناوله الوزيران بالنسبة للتجارة تحديداً، قال وانغ «لم نخض في التفاصيل الدقيقة، لكن في الواقع، وكما أشار الصحفيون، كيف يمكن إجراء محادثات تحت هذا الضغط؟».
وفرضت الولايات المتحدة حتى الآن رسوماً على واردات صينية بقيمة 34 مليار دولار في إطار الدفعة الأولى من عقوبات تستهدف سلعاً بقيمة 50 مليار دولار.
وتريد واشنطن أن تكف بكين عن سرقة أسرار الشركات الأميركية والتخلي عن خطط لتعزيز صناعات في مجال التكنولوجيا المتقدمة على حساب الولايات المتحدة والتوقف عن دعم شركات صينية بقروض تحمل فائدة بسيطة مما يمكنها من المنافسة غير العادلة.
وتقول الصين، إن واشنطن تحاول منع نهوض منافس لها، وفرضت أيضاً رسوماً على واردات أميركية.
وفي السياق ذاته، قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن يونيبك الصينية، ذراع تجارة النفط التابعة لشركة النفط الحكومية العملاقة سينوبك، علقت واردات النفط الخام من الولايات المتحدة بسبب نزاع تجاري متصاعد بين واشنطن وبكين.
وطلبت المصادر عدم نشر أسمائها لأنها غير مخولة بالحديث إلى وسائل الإعلام. ومن غير الواضح إلى متى سيستمر التوقف المؤقت، لكن أحد المصادر قال إن يونيبك ليس لديها أي حجوزات جديدة للخام الأميركي حتى أكتوبر على الأقل.
ولم ترد يونيبك وسينوبك، وهما أكبر شركة تكرير نفط وأكبر مشتر للنفط الأميركي في آسيا، على طلبات للتعليق. وأبطأ مشترو النفط الصينيون بالفعل مشترياتهم من الخام الأميركي لتجنب رسوم جمركية تهدد بكين بفرضها على الواردات في ظل تصاعد نزاع تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
ووضعت بكين منتجات الطاقة الأميركية، بما في ذلك النفط الخام والمنتجات المكررة، على قوائم سلع ستفرض عليها ضريبة واردات نسبتها 25% ردا على تحركات مماثلة من واشنطن.
ولم تفصح بكين عن موعد فرض تلك الرسوم.
كانت يونيبك قالت في وقت سابق من العام الحالي إنها تتوقع المتاجرة فيما يصل إلى 300 ألف برميل يومياً بحلول نهاية العام بما يزيد بنحو ثلاثة أمثال عن حجم تجارتها من الخام الأميركي في العام الماضي.
أرسل تعليقك