واشنطن - العرب اليوم
في محاولة لحماية المزارعين المتضررين من قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض تعريفات على الواردات، وما نتج عنها من ردود فعل دول أخرى، خصصت الإدارة الأميركية 12 مليار دولار للإغاثة العاجلة للمزارعين، توجه إليهم من خلال برنامج للمساعدات المباشرة، ما اعتبره البعض بمثابة إعلان عن نية ترامب مواصلة التصعيد وعدم التراجع.
وقال وزير الزراعة الأميركي سوني بردو للصحفيين عند إعلانه الخبر «هذه الخطوة رسالة واضحة للدول الأخرى أنها لا يمكنها الضغط على مزارعينا لإجبار الولايات المتحدة على التراجع»، لكن القرار يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن إدارة ترامب ستدفع ثمناً باهظاً، اقتصادياً، وربما سياسياً، لحروب تجارية تسبب فيها ترامب، مدعياً أنه «يمكنه الانتصار فيها بسهولة». وقال بردو «الإدارة الأميركية لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي، بينما يتحمل مزارعونا المجتهدون أعباء تعريفات غير ودية وغير قانونية».
وتصدر أميركا أكثر من ربع إنتاجها من فول الصويا إلى الصين، وهو ما يمثل نحو ثلث واردات الصين من فول الصويا، وتوقع جرانت كمبرلي، رئيس اتحاد مزارعي فول الصويا في ولاية أيوا الأميركية، الذي استضاف الرئيس الصيني شي جين بينغ في مزرعته العائلية عام 2012، انخفاض الصادرات الأميركية من فول الصويا إلى الصين بنحو 70% بعد فرض الصين تعريفات على وارداتها منه بنسبة 25%، وتوقع كمبرلي «إعلان بعض المزارعين إفلاسهم وفقدان عشرات الآلاف لوظائفهم في القطاع الزراعي».
ولم ينتظر مستوردو فول الصويا الصينيون التطبيق الفعلي للتعريفات، إنما سارعوا بإلغاء الاتفاقات المبرمة الخاصة باستيرادهم من أميركا منذ أبريل الماضي، تجنباً لاحتمالات بدء التطبيق الفعلي للتعريفات قبل وصول سفن الشحن إلى الموانئ الصينية، حيث تستغرق تلك الرحلات شهراً على أقل تقدير. واستعاضوا عن الصفقات الملغاة بشحنات من البرازيل والأرجنتين، ووافقوا على دفع 15-30 دولاراً زيادة في الطن، هرباً من تعريفات ضخمة قد يتم فرضها في أي لحظة.
وقال كن موريسون، محلل الأسواق الذي أمضى 27 عاماً في بورصات السلع «يحاول مستوردو الفول الصينيون إدارة المخاطر التي يتعرضون لها، لأن التعريفات الجديدة ترفع سعر الطن بأكثر من 100 دولار. لقد كان التهديد بفرض التعريفات بمثابة تعريفات فعلية».
أرسل تعليقك