دبي ـ بترا
تتواصل عروض مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي يحتفي بمرور عشرة اعوام على انطلاقته بالمزيد من الافلام المتنوعة الحديثة الانتاج والاتية من ارجاء العالم . وتحضر هذه السنة السينما المغربية بكثافة التي قدمت جملة من الافلام بشقيها الطويل والقصير بأساليب جمالية ودرامية وتجريبية متفاوتة برز منها الفيلم المعنون (الصوت الخفي) لكمال كمال الذي يلتقط حقبة زمنية من تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية تعود الى ما قبل الاستقلال , ونجح المخرج في ربط احداثه باكثر من فترة زمنية حيث استهل الفيلم بلقطات من الواقع الحالي ثم يستدعي من بطون حقبة التحرر الوانا من العلاقات الانسانية الدافئة التي تنهض على الحب والايثار والحميمية بين الناس في حدود المغرب والجزائر، كما برع مخرجه في توظيف شريط الصوت الذي طغت عليه تلك الموسيقى الممتعة بايقاعاتها ونغماتها وهي تحاكي اشواق الناس البسطاء في المغرب والجزائر. ومن الامارات حضر الفيلم التسجيلي الطويل (احمر اخضر اصفر) لمخرجته نجوم الغانم الذي صورت فيه محطات في مسيرة الفنانة التشكيلية والنحاتة الاماراتية نجاة مكي، لافتة بمفردات وعناصر سمعية وبصرية مبهرة جوانب من التجربة الثرية لمكي واستلهام ابداعها الفني من داخل الواقع في البيئة الاماراتية التي تزخر باجواء ومناخات تتيح لها اطلاق قدراتها التعبيرية بالرسم والنحت والتشكيل من واقع المعايشة للناس. وتواكب كاميرا الغانم التي سبق لها ان قدمت مجموعة من الافلام التسجيلية اللافتة المتنوعة حياة مكي داخل بيتها وفي علاقاتها بالناس والاهل والاقارب والتنوع الانساني الذي يحيط بها وصولا الى مبادراتها الاجتماعية ونشاطاتها في اقامة المعارض الفنية داخل وخارج بيئتها حيث تفتتح اول مشاهد الفيلم على معرض لمكي في احدى جاليرهات باريس في طقس ابداعي امتزج فيه الشعر والاداء والموسيقى واللوحة . وعلى صعيد الفيلم التسجيلي الطويل قدم المخرج الدكتور محمد كامل القليوبي احدث افلامه المعنونة (اسمي مصطفى خميس) الذي تناول فيه حادثة يعود تاريخها الى السنوات الاولى من عقد خمسينيات القرن الفائت وهو العام الذي شهد فيه ثورة يوليو العام 1952 . يستعيد القليوبي صاحب تلك المسيرة الطويلة من العمل في السينما المصرية تجربة الفيلم الايطالي ساكو وفانزيتي في بعض من محطات فيلمه التسجيلي الذي ينهض على شهادات اقارب مصطفى خميس وزميله ومؤرخين ونشطاء .