بيت الدين (لبنان) - ا ف ب
نقلت المغنية الاميركية ديدي بريدجووتر ويرافقها المؤلف الموسيقي وعازف البيانو رامسي لويس جمهور مهرجانات بيت الدين اللبنانية في رحلة رومنسية على متن اغنيات الحب، حملت عنوان "الجاز بافضل ما يكون"، وجعلت قصر الامير بشير يعيش الأجواء النيويوركية على مدى ساعة وربع ساعة. وخيمت اجواء الاربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي حيث صدح صوت دي دي بريدجواتر( 63 عاما) واسمها الاصلي دينيز ايلين غاريت، التي بدت بافضل احوالها، حليقة الرأس، بثوبها الفضفاض القصير من الامام والطويل من الخلف، وتحته بنطلون فضي براق. وتوجهت المغنية السوداء الى نحو الف شخص قائلة بالفرنسية : "انه لشرف لي ان اكون مرة جديدة في قصر بيت الدين الرائع بتاريخه وأن أكون معكم برفقة عازف البيانو الكبير رامسي لويس ونأمل ان تقدروا ما سنقدمهم لكم الليلة. انها رحلة عبر الجاز ". وبعدما غنت "اون برودواي"، تركت بريدجووتر لموسيقى رامسي لويس (78 عاما) الذي عرف بفرقته التي تضم اربعة موسيقيين. وعلى البيانو جلس رامسي بجسمه النحيل وعزف "ذو واي شي سمايلز" التي تندمج فيها انغام البيانو بصوت الكيبورد والباص . من ثم كانت معزوفة "برازيليكا" التي يبرز فيها الغيتار. وكانت انامل العازف السبعيني الرشيقة تتنقل من يمين البيانو حيث اللحن يكون رفيعا وحادا، الى اقصى يساره. ثم عادت المغنية القديرة الى المسرح لتقول مازحة ان "المسافة بين الكواليس والخشبة طويلة وكأنها نحو كيلومترين". وقدمت اغنية "سايف يور لوف فور مي" تحية الى مغنية الجاز الاميركية نانسي ويلسون التي سبق وتعاونت مع رامسي لويس . وحملت بريدجووتر المهواة وبصوتها القوي والحنون الذي يزاوج بين الحزن والفرح، انشدت اغنية "اي كانت هلب إت" التي كان بين من غناها ايضاً كل من ستيفي ووندر ومايكل جاكسون. ورافق بريدجووتر على البيانو خلال هذه الأغنية ادسيل غوميز من بورتوريكو، وهو يتعاون معها منذ 13 عاما. وقالت مازحة "ثمة زواج موسيقي بيننا ". وتنقلت بريدجووتر بكعبها العالي بخفة على الخشبة امام قناطر القصر العريق، ورقصت وتمايلت وعاشت الأغنيات التي أدتها، مالئة الخشبة بحضورها المسرحي وصوتها . وكانت أحياناً تمسك بطرفي ثوبها وتتمايل ثم تجلس إلى جانب البيانو . وتعكس مداخلاتها بين اغنية واخرى وصدى ضحكاتها طبعها المرح. وغنت بريدجووتر الحب والحلم والرومانسية وانشدت "نايت موفيز" التي كتبها لها مايكل فرانكس وطبعت بدايات مشوارها الفني. وعقلت قائلة ان "الحياة تشبه الافلام بتراجيدياتها". ثم قدمت لاغنية "وان فاين ثينغ" بطريقة طريفة. ولم تتوان مغنية الجاز القديرة عن ان تقدم التحية الى مغنية الجاز الراحلة ايلا فيتزجيرالد. وعاد رامسي الى المسرح ليشارك ديدي عزفا اغنية "ذو سيتي". وانهت حفلتها بـ"غود بليس زو تشايلد" لمغنية الجاز الراحلة بيلي هوليداي. وكانت بريدجواتر جسدت دورهوليداي على المسرح في باريس في العام 1986 في مسرحية عنوانها "لايدي داي". "شكرا جزيلا واحبكم كثيرا" قالتها عشرات المرات بالفرنسية والانكليزية وارسلت القبلات وشكرت رئيسة المهرجان نورا جنبلاط لاستضافتها وتمنت "الشجاعة والامل للجميع"، وأمسكت بيد رامسي لويس وانحنيا لجمهور استمتع بحضور وعزف كبيرين. وسبق لديدي بريدجووتر ورامسي لويس ان التقيا في حفلات عدة من ابرزها حفلة على خشبة الاولمبيا في باريس في مطلع السنة الحالية. ونالت ديدي جائزتي "غرامي" وجائزة "توني" لأدائها التمثيلي المسرحي. وهي تتقن اللغة الفرنسية وتغني بلغة موليير لكبار الفنانين الفرنسيين. وهي الاميركية الاولى التي شغلت منصب عضو في المجلس الاعلى للفرنكوفونية ، وعينت سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة منذ العام 1999. في سجلها 19 ألبوماً والعديد من المسرحيات الغنائية