بيروت - العراق اليوم
ألهب الفنان والموسيقي الشهير، المغربي عبده شريف الجمهور اللبناني والعربي الذي حضر أمسيته لأكثر من ساعتين في الحفلة الأخيرة من برنامج مهرجانات بيت الدين الفنية ليل السبت الماضي، باستعادة ممتعة ومتقنة لبعض من أغاني "العندليب الأسمر" المطرب الراحل عبد الحليم حافظ.
واشتعلت مدرجات الجمهور الذي حضر الحفلة الختامية للمهرجانات مرات عدة تصفيقا وتمايلا وغناءا جماعيا رافق عبدو شريف الذي عرف كيف يشرك متذوقي الطرب العربي الذين أخذهم حنين متوسطي وكبار السن من بينهم إلى حقبة غنائية ذهبية في لبنان والعالم العربي، فكان شريف يطلب من الفرقة الموسيقية وجوقة الكمان وقف العزف لمصلحة إبراز غناء من هم في المدرجات بمرافقة الإيقاع وحده.
أنشد عبدو شريف بصوت عبد الحليم تارة، وبأسلوبه الخاص تارة أخرى، أشهر أغاني العندليب الأسمر، من "بتلوموني ليه" و"أهواك" و"زي الهوى" و "سواح" وغيرها، فأخذت الحماسة النسوة، كبيرات وصغيرات السن على السواء، إلى الرقص الجميل والهادئ والرصين المرافق بدقة للنغمات والإيقاع الذي واكبه الحضور بالتصفيق الجماهيري. وشاركت نورا جنبلاط رئيسة لجنة المهرجانات في التصفيق والغناء من الزاوية التي كانت تستقبل فيها ضيوفها في الحفلة.
وتناغم المطرب المغربي مع الجمهور وانتقل إلى المدرجات أكثر من مرة، وأعلن عن ندمه لغيابه 9 سنوات عن بيت الدين، منذ أن صعد للمرة الأولى على مسرح مهرجاناتها، وخاطبه أكثر من مرة باللغة الفرنسية والعربية والإنكليزية، مبديا سروره بتجاوبه معه ووجود حالة عاطفية بينهما. ولم تقل حماسة الفرقة الموسيقية الوطنية اللبنانية بقيادة المايسترو ميشال خير الله، حماسة في تفاعلها مع الجمهور وأثناء تفاعل عبدو شريف مع الجمهور، قبل الأخير خير الله في جبينه وشكره أكثر من مرة.
لكن أكثر اللحظات إثارة واشتعالا بالتصفيق والانسجام والإنصات معا، كانت حين تنبه عبدو شريف إلى وجود رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بين الجمهور، من الذي دعتهم نورا جنبلاط، نظرا إلى شغفه بالطرب العربي. والمعروف عنه أن يهوى ويتقن الغناء لعبد الحليم حافظ ولغيره من عمالقة تلك المرحلة. وأثناء أدائه مقطع "وماشي في البلاد" من أغنية "سواح" عدل عبدو شريف في بعض الكلمات منشدا ..."والخطوة بيني وبين السنيورة مشوار بعيد بس حا اروح لك"... فانتقل من على خشبة المسرح إلى حيث مقعد السنيورة وعانقه، ثم سلمه الميكروفون فأكمل الأخير مقاطع من أغنية "سواح"، وسط انشراح الجمهور وقوفا، فالتهبت المدرجات مجددا رقصا ومواكبة للإيقاع، في مشهد فني صنعه مئات الحاضرين لكأنهم فرقة واحدة. أما بعض أعضاء الفرقة الموسيقية فقد التقوا السنيورة بعد انتهاء الحفلة وحرصوا على إبلاغه بأنهم راقبوا غناءه وأنهم سجلوا له أنه لم يكن هناك أي نشاز في أدائه.
قد يهمك ايضا