الأتوبيس

"أنا تربيت على حفظ الأمانة وردها إلى أهلها وأنتظر الجزاء من الله .. بهذه العبارة رد سائق حافلة يعمل فى شركة رحلات خاصة حقيبة تحتوى على مليون جنيه لصاحبها الذى تركها داخل الأتوبيس الذى يقوده، خلال نقله من أمام مبنى المدينة الجامعية المخصص لعزل العالقين العائدين منؤ.

وأضاف محمد على محمد 50 سنة وشهرته "كاشريلا": "رزقنى الله عز وجل ولد وبنت فى المرحلتين الثانوية والجامعية وأعمل سائق أتوبيس رحلات منذ 20 عاما وكلفنى عادل عبد الشهيد صاحب شركة رحلات ببنى سويف بنقل بعض العائدين من الخارج (العالقين) عقب انتهاء فترة عزلهم بالمدينة الجامعية بمدينة بنى سويف الجديدة شرق النيل، وتحركت مجموعة من الأتوبيسات منها 6 أتوبيسات تابعة لمحافظة بنى سويف، بالركاب إلى الجيزة، وكانت سيارتى الأتوبيس بداخلها 35 راكبا بأمتعتهم من العالقين القادمين من أبو ظبى والذين أنهوا فترة عزلهم  وتحركنا ظهر آخر أيام شهر رمضان المعظم من أمام المدينة الجامعية للطلاب شرق النيل ببنى سويف ووصلنا المنيب قبل موعد الإفطار بقليل.

وتابع سائق الحافلة: ذهبت إلى منزل أحد أقاربى بالمعادى وتناولت معه الإفطار، وفى طريق عودتى إلى بنى سويف وعند مدخل الطريق الصحراوى الشرقى فوجئت باتصال هاتفى من أحد جيرانى ويعمل فرد أمن بعزل المدينة الجامعية يخبرنى بوجود حقيبة لأحد الاشخاص تركها بالأتوبيس، وعندما وصلت إلى منزلى ببنى سويف، بحثت أسفل المقاعد فلم أجد شيئًا، فوجئت باتصال لشخص آخر لا أعرفه يصرخ فى التليفون قائلا: "شقى عمرى ضاع" وطالبته بالهدوء والتماسك قائلا: إيه الحكاية فرد قائلا: نسيت حقيبة بها حصيلة عملى وتعبى فى أبو ظبى وأنا من كفر الشيخ، فأخبرته بأننى كنت أبحث داخل الأتوبيس لحظة اتصاله، مطالبًا بإمهالى خمس دقائق، وأغلقت التليفون وعاودت البحث عن الحقيبة فوجدتها  على أحد أرفف الحقائب الصغيرة، وأعدت الاتصال به وأخبرنى بأنه سيزورنى غدًا بمنزل فقلت له لابد أن أتاكد أن الحقيبة ملكك فاطلعنى على محتويات الحقيبة وهى عبارة عن شيكات لحامله ومبلغ مالى مليون جنيه وساعه وتليفون محمول غالى الثمن وجواز سفر ومن فوقهم مصحف كبير، وتأكدت أن المتصل صاحب الحقيبة، واستقبلته بمنزلى فى اليوم التالى وسلمته الحقيبه بالكامل فشكرنى على أمانتى وعرض مبلغًا رفضته قائلا: أنا اتربيت على حفظ الأمانة وانتظر الجزاء من عند الله.