لندن - العرب اليوم
اعتاد اللاعبون الأوكرانيون على التألق بعيدًا عن أضواء الشهرة والهالات الإعلامية ، باستثناء المهاجم التاريخي اللامع أندري شيفتشينكو، لم يتمكن لاعب أوكراني من التأقلم في البطولات الأوروبية الكبيرة، وهناك جناح يقف على مفترق طرق من هذه الناحية حاليا، فبالنسبة لييفين كونوبليانكا، يعتبر النجاح مع شالكه الألماني أمرًا لا مفر منه إذا ما أراد البروز كلاعب من الطراز الرفيع في القارة العجوز مع بلوغه السابعة والعشرين من عمره.
قبل أعوام قليلة، كان يطلق على كونوبليانكا اسم "ميسي أوكرانيا" نظرًا للتشابه الكبير في هيئة اللاعبين الخارجية وسماتهما الشخصية، يتمتع الأوكراني بالمهارة الآسرة وإن كان مقارنتها بمهارة ميسي ظالمة، بيد أن اللاعب الذي مثل منتخب بلاده في كأس أوروبا العامين 2012 و2016، يفتقد لسمة الاستمرارية منذ انطلاق رحلته خارج أوكرانيا.
لعب كونوبليانكا 59 مباراة مع منتخب أوكرانيا أحرز خلالها 19 هدفًا، وهو جناح سريع ومهاري يجيد الاختراق وتمويل زملائه بالكرات العرضية الخالصة، والتقرير التالي الذي ينتمي لسلسلة تقارير عن نجوم كرة القدم الأوروبية الشرقية في غرب القارة، يتناول أبرز محطات هذا اللاعب الملفت للأنظار.
.من الكاراتيه إلى كرة القدم
لم يدر في خلد المقربين من كونوبليانكا أن طفلهم الخجول سيحترف كرة القدم، فقد كان محبًا لرياضة الكاراتيه في صغره، ومارسها بانتظام حتى حصل على الحزام الأسود، ووصل الأمر إلى مشاركته في بطولة أوكرانيا للناشئين، وفي الوقت ذاته، عبر كونوبليانكا عن إعجابه الشديد بكرة القدم، فترك الكاراتيه وانضم إلى أولمبيك كيريفوهراد المحلي.
نال اللاعب الأوكراني إعجاب كشافي الأندية الأوكرانية المعروفة، فكان بديهيًا أن ينتقل إلى ناد مثل دنيبروبتروفسكي وهو في سان السادسة عشرة، وسرعان ما تحول للعب مع الفريق الرديف براتب ضئيل يبلغ 300 دولار أميركي.
الاعتياد على الأضواء
لعب كونوبليانكا مباراته الأولى في الدوري الأوكراني العام 2007، وتأخر حتى أحرز هدفه الأول في المسابقة حتى فبراير/شباط العام 2010، وسرعان ما حجز اللاعب مكانًا أساسيًا له في صفوف دنيبرو، فتسلطت عليه أضواء الإعلام باعتباره موهبة صاعدة في سماء الكرة الأوكرانية، وحاول دينامو كييف ضمه العام 2011 إلا أن مدرب دنيبرو حينها الإسباني خواندي راموس، رفض التخلي عنه بسبب حاجة الفريق للاعبين من طينته لتحقيق النجاح.
وفي عام 2014، اقترب ليفربول الإنجليزي من ضم اللاعب الأوكراني مقابل 16 مليون جنيه استرليني، لكن رئيس نادي دنيبرو إيجور كولومويينسكي عرقل المفاوضات في اللحظة الأخيرة.
كان كومولويينسكي محقا في رفضه، لأن كونوبليانكا لعب بعد ذلك أفضل مواسمه مع دنيبرو، فحل الفريق ثالثا في الدوري الأوكراني، ووصل إلى المباراة النهائية لمسابقة الدوري الأوروبي قبل الخسارة أمام إشبيلية الإسباني.
رحلة الأندلس:
انهالت العروض على كونوبليانكا، خاصة وأنه اختير ضمن التشكيلة المثالية للدوري الأوروبي، ففاز إشبيلية بخدماته في النهاية دون مقابل مع شرط جزائي تبلغ قيمته 40 مليون جنيه استرليني.
تباينت مسيرة كونوبليانكا مع الفريق الأندلسي، مباراته الأولى شهدت تسجيله هدف التعادل في (4-4) في مرمى برشلونة بكأس السوبر الأوروبي قبل أن ينهي الفريق الكتالوني المباراة لمصلحته بهدف في الشوطين الإضافيين.
أحرز اللاعب الأوكراني هدفًا من لمسته الأولى بمسابقة دوري أبطال أوروبا بمرمى بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني، لكنه في المقابل لم يشارك في المباراة النهائية مع اشبيلية بالدوري الأوروبي أمام ليفربول، ونزل بديلا في نهائي كأس إسبانيا أمام برشلونة "0-2".
وقبل بداية الموسم الحالي أعلن إشبيلية إعارة اللاعب إلى شالكه الألماني مع بند يسمح للأخير بضمه نهائيًا ، ولعب كونوبليانكا حتى الآن 10 مباريات في الدوري الألماني أحرز خلالها هدفًا واحدًا.