القاهرة - العرب اليوم
تعتبر رياضة التزلج على الجليد رياضة مكلفة وغير منتشرة نسبيا في الصين في الماضي. وفي السنوات الأخيرة ومع النمو الاقتصادي والاجتماعي الصيني بدأ الكثيرون من المواطنين الصينيين في المدن يمارسون هذا النوع من الرياضة. مع حلول فصل الشتاء وخاصة ديسمبر/كانون الثاني الماضي، دخلت المناطق الشمالية الصينية موسما مناسبا للتزلج على الثلج.
وأصبحت حلبات التزلج البالغ عددها اثنتي عشرة حلبة بضواحي بكين مكتظة بالزبائن في الأيام الأخيرة وأخذت تستقبل حوالي عشرين ألف هاو لممارسة هذه الرياضة كل يوم.
جدير بالذكر أن درجة الحرارة ببكين في الرابع من ديسمبر الماضي هبطت إلى تحت الصفر طوال اليوم وهي أدنى درجة حرارة خلال خمسين سنة مضت، وفي تلك الأجواء الباردة استقبلت حلبة جبل لونغ فونغ بضاحية بكين الغربية أكثر من ألف هاو على التزلج، وقال السيد قاو بمكتب استقبال الحلبة للمراسل: مع دخول الثلث الأخير من نوفمبر الماضي استقبلنا ما بين ألف إلى ألفي زائر كل يوم والآن ما زلنا في بداية الشتاء وسنستقبل المزيد من الزوار.
هذا الأمر لم يعد غريبا، فقد ازداد حب الصينيين كثيرا لممارسة هذا النوع من الرياضة الجديدة نسبيا وارتفع عدد الحلبات والهواة ارتفاعا كبيرا. ويعتبر عدد حلبات التزلج رمزا لدرجة انتشار هذه الهواية في أي بلد، وقال السيد آن لين بين نائب الأمين العام للجمعية الصينية للتزلج على الثلج إن عدد حلبات التزلج قد ازداد من أقل من عشر حلبات في عام 1996 إلى أكثر من مائتي حلبة في الوقت الراهن وأضاف قائلا: شهد قطاع التزلج على الثلج في الصين تطورا سريعا في السنوات المنصرمة، وفي منتصف تسعينات القرن الماضي كان في الصين عدة حلبات التزلج تستخدم لتدريب الرياضيين فقط أما الآن فتنتشر حلبات التزلج الكبيرة والصغيرة في 15 مقاطعة ومنطقة ذاتية الحكم ومدينة خاضعة للإدارة المركزية مباشرة.
كانت حلبات التزلج بالصين تنتشر بشكل رئيسي بمنطقة شمال شرقي الصين الأبرد والآن واعتمادا على تقنيات تصنيع الثلج ازدادت حلبات التزلج في مناطق شمالي البلاد المعتدلة نسبيا مثل منغوليا الداخلية ومقاطعة خه بي وشينجيانغ ومدينة بكين. ففي بكين مثلا، كانت هناك حلبة تزلج واحدة فقط بهذه المدينة عام 1999 أما الآن فقد بلغ عدد حلبات التزلج فيها 12 حلبة ووصل طول مضامير التزلج حوالي 40 ألف متر وتستقبل هذه الحلبات أكثر من 50 ألف شخص يوميا.
وتوجد حلبات التزلج في مقاطعتي سيتشوان ويوننان بجنوب غربي الصين أيضا، وفي بكين وشانغهاي ظهرت حلبات التزلج داخل قاعات تسهيلا على هواة ومحبي هذه الرياضة لممارستها طوال العام. ومع زيادة حلبات التزلج ارتفع عدد هواة التزلج على الثلج بصورة سريعة أيضا.
وفي عام 1999 كان عدد هواة التزلج نحو عشرة آلاف فقط في كل البلاد وأصبح هذا الرقم أكثر من ثلاثة ملايين في عام 2004. وأصبحت هذه الرياضة ممارسة شعبية للجميع وليست حكرا على فئة معينة من الرياضيين المهنيين. ويرى السيد آن لين بين نائب الأمين العام للجمعية الصينية للتزلج على الثلج أن ازدياد شعبية هذه الرياضة هو نتيجة للتقدم الاجتماعي في الصين.
إن التزلج على الثلج رياضة مكلفة وإن بناء حلبة تزلج يحتاج إلى استثمار هائل وإن الزلاقة والأجهزة الأخرى تكلف مبلغا غير قليل بالنسبة للهواة.
أما سبب عدم انتشار هذه اللعبة بالصين في الماضي فيعود بشكل رئيسي إلى نقص حلبات التزلج ومحدودية عوائد المواطنين. ومع تنامي القوة الوطنية الشاملة في الصين، ازداد معها عدد ممارسي كافة الرياضات ومنهم هواة التزلج على الثلج. ومن ناحية هواة التزلج على الثلج فأسباب الحب لهذه الرياضة مختلفة. ويريد بعض الهواة ممارسة هذه الرياضة فقط أما الأخرون فيعشقونها لمتعتها. قال السيد تشانغ تشون هوي هاو من بكين وله ست سنوات من خبرة التزلج على الثلج وقال إنه يحب هذه الرياضة لأنها ممتعة ومثيرة وأضاف: تعجبني السماء الزرقاء والثلج الأبيض وأحب شعورا بالانحدار السريع من قمة جبل.
وقال السيد قو المعلم في مدرسة ثانوية ببكين: أعتقد أن التزلج على الثلج فرصة جيدة لتقوية جسمي.
أما الآنسة لي التي تعمل في مؤسسة أجنبية التمويل ببكين فذكرت أنها تميل إلى هذه الرياضة وتحبها لأنها كانت حلما لها. وقالت: أشاهد في التلفزيون منذ صغري الأجانب وهم يتمتعون بهذه الرياضة وكنت أشعر بالحماسة وفكرت في ممارسة هذه الرياضة أيضا. ولكن والديّ أخبراني أن هذه الرياضة يمارسها الأغنياء فقط فشعرت أن هذا الحلم بعيد عني. واليوم حققت هذا الحلم وأشعر بسعادة كبيرة.