أستوكهولم ـ منى المصري
تعتبر جزيرة سان بارتس السويسرية نافذة جذب للسياحة العالمية لما تتميز به من مقومات وإمكانات فندقية تعمل على راحة السائحين، إذ أن أول ما يلفت انتباهك في سان بارتس، هو الفوهة البركانية التي تحتل قمة ليوارد، إذ البركان الخامد ليوارد الكائن في شرق حوض الكاريبي. وسان بارتس هي تلك الجزيرة التي لا تتجاوز مساحتها 21 كيلو مترًا مربعًا، ولا يتجاوز عدد سكانها 8000 نسمة. وتتميز الجزيرة بطقسها القاري والشمس الساطعة طوال النهار. وتُعد الوسيلة الأفضل للوصول إلى سان بارتس، هي الطيران، إذ تستغرق الرحلة الجوية أقل من ساعة من بريطانيا. وتعتبر الشوارع في حد ذاتها، مزارًا سياحيًا في العاصمة جوستافيا، عاصمة سان بارتس، إذ ميدان السويد المميز المحاط بالمباني الحجرية الملونة بألوان مبهجة، تلقي الضوء على الشخصية الفريدة للمكان. وكانت البداية في إقامة هذه الطرق في التسعينات من القرن الثامن عشر، إذ بدأ أهالي الجزيرة في مد الطرق بين الجبال والبحر، ليشعر السائحون أثناء المشي في تلك الطرق، وكأنهم يسيرون بين جدران معرض فن تشكيلي حافل باللوحات الجميلة على الجانبين. ومن العجيب أن التراث السويدي غائب عن المشهد على الرغم مما كانت عليه الجزيرة من قبل، إذ كانت إحدى الممالك الأسكندنافية القديمة. وكان نزول الفرنسيين إلى سان بارتس العام 1648 ليتنازلوا عنها مرة أخرى لجسوتاف الثالث مقابل حقوق تجارية ضخمة في الجزيرة في استغلال ميناء جوتنبرغ، لذا يغلب على الجزيرة الطابع الفرنسي. يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي تبيع فيها فرنسا جزيرة، إذ سبق لها أن باعت مالطة. ومع غلبة الطابع الفرنسي، يحاول السويديون طوال الوقت ترك بصمة وطنية على الجزيرة من خلال التركيز على الطبيعة الخلابة هناك. كما تسعى السويد منذ وقتٍ طويلٍ إلى إعداد الجزيرة، لتكون إحدى الوجهات السياحية المميزة على مستوى العالم. وبإدخال خدمة الطيران إلى الجزيرة في السبعينات، بدأ عدد السائحين الذين يتوافدون على سان بارتس في الارتفاع التدريجي حتى وصل الآن إلى 70000 زائر سنويًا ينزلون في الفنادق والفيلات المنتشرة في الجزيرة، ويستمتعون بالخدمات السياحية التي تقدمها الجزيرة، بينما وصل عدد السائحين الذين يزورون الجزيرة عبر البحر في إطار رحلات قصيرة باليخوت والقوارب والمراكب إلى 130000 سائح سنويًا. وتتمتع الجزيرة بثلاثة فنادق خمس نجوم تستضيف حوالي 70000 سائح سنويًا وفقًا للإحصائيات، هي فنادق إيدن روك، وتوين أوتورز وكيسناس. يحتوي فندق إيدن روك على 34 غرفة سياحية، إضافة إلى أجنحة إقامة الرفاهية، معظمها كان مقرًا لإقامة المشاهير فيما مضى، وتتسم بالبساطة الشديدة في التصميم مع المحافظة على مستوى الرفاهية.