منتجع سياحي من الطين

كثيرًا ما يبحث الإنسان عن أماكن تشعره بالراحة والاسترخاء ، وأن يجد مكان يحمل في أروقته ذكريات التراث القديم التي تشعره بالراحة والسكون هو شئ جميل، ومن هذه الأماكن الموجودة في غزة منتجع أكواخ البحر، حيث أنه مبني من الطين وتوجد به بعض المجسمات التراثية، إضافة إلى أنّ أساليب طهي الطعام وتقديمه أيضًا تعتمد على الطرق البدائية القديمة.

وأوضح أحد سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة موسى زعرب (60 عامًا)، أنه تعلم صناعة البيوت من الطين منذ أن كان صغيرًا ، حيث كان يسكن في منزل مصنوع من الطين؛ لأنه لم يكن في ذلك الوقت أسمنت أو حديد يستخدم في البناء.

وأكد زعرب، في لقائه مع "العرب اليوم"، أنّ فكرة إنشاء منتجع سياحي على شاطئ البحر مصنوع بشكل كامل من الطين جاءت مع اشتداد الحصار قبل أعوام وقلة توافر مواد البناء المطلوبة، منوهًا إلى أنه في البداية أنشئ منتجع صغير كمتنفس لعائلته.

وتابع: "في البداية كان مكان خاص بي ومن ثم قمت بتحويله إلى منتجع بعد أن لاقيت إقبال شديد من الناس عليه وخاصة الأجانب الذين يأتون الى غزة يأتوا هنا وينبهروا كثيرا بالأكواخ ومنظر البحر، فوجدت أن الفكرة تنجح شيئًا فشيئًا، فاستمريت به وعملت على توسيع المنتجع بحيث أصبح يشمل غرف سياحية ومطعم كبير وصالة كبيرة أيضًا لورشات العمل والمؤتمرات".

ولفت إلى أن وجبات الطعام المقدمة للزبائن لها طريقة خاصة، حيث يستخدم أساليب الطهي القديمة ذات المذاق التراثي الأصيل خاصة في تجهيز وجبات الأسماك والمأكولات البحرية، مُشيرًا إلى أن المنتجع يستقبل الوفود الأجنبية والرحلات بمختلف أنواعها بشكل متواصل وعلى مدار العام.

وبين أنه حرص على إحياء التراث القديم من خلال  إقامة العديد من المجسمات التراثية مثل الجمل رمز الصحراء، إضافة للفنجان والبكرج والأواني الفخارية مثل الزير رمز العروبة والأصالة، ولأن هذه الإشكال هي التي كانت متداولة قديمًا وهي التي تحمل التراث الفلسطيني.

وأعرب زعرب، عن سعادته بأن لاقت فكرة إقامة منتجع من الطين إقبال وإعجاب الكثير من الناس ، لافتًا إلى أنه من شدة إعجابهم بالمكان والمنظر الجميل المطل على البحر لا يوجد شخص أتى إلى المنتجع  الا التقط له العديد من الصور، ومعظم من جاء للمنتجع أشاد بالمنتجع وبفكرة إنشائه وطريقة تنفيذه.

أما فيما يتعلق بالصعوبات، فبين أنّ الوضع الاقتصادي الصعب أثر بشكل كبير على حركة المنتجع، منوهًا إلى أن الحركة فيه أصبحت شبه مقصورة على الوفود الأجنبية، وبعض الرحلات من  الضفة الغربية ومؤسسات المجتمع المحلي.

وتمنى أن يتم رفع الحصار وفتح المعابر لتنشط الحركة السياحية في غزة التي من شأنها أن تساهم في تخفيض نسبة البطالة في قطاع غزة، وكذلك توفير فرص عمل للسكان، إضافة إلى أنها تعمل على تحسين الوضع الاقتصادي العام لقطاع غزة.