ني-اليسوند - أ.ف.ب
ما ان يصل العلماء في مهمة حتى تسارع مسؤولة القاعدة الفرنسية-الالمانية في ني-اليسوند النروجية الواقعة في القطب الشمالي الى تحذيرهم قائلة "ما ان تروا دبا ادخلوا الى اول مبنى واتصلوا بالحارس رقمه مدون على كل الهواتف".
في البلدة المنجمية السابقة هذه التي باتت مكرسة للابحاث العلمية على جزيرة سبيتسبرغ لا تقفل ابواب الابنية بالمفاتيح لكي يتمكن الافراد من اللجوء اليها في اي لحظة.
فقبل يومين مثلا شوهدت اربعة دببة (دبتان وصغيران) على بعد اربعة كيلومترات من المساكن وهي تأكل حيوان فظ بحري جنح على الشاطئ.
وتواصل مسؤولة قاعدة "افيبيف" (الفرد فيغينر ومعهد بول-اميل فيكتور) محذرة "ممنوع منعا باتا سلوك هذا الاتجاه وحتى لو كنتم مسلحين ببندقية". وهي توصية مكتوبة ايضا على لوح في مقصف القاعدة حيث يتناول الطعام نحو 150 شخصا من باحثين وفنيين يعملون خلال موسم الصيف في الموقع.
ويجري هؤلاء ابحاثا في الغلاف الجوي وعلم الجليد وعلم الاحياء البحري والانظمة البيئية البرية (نبات وحيوانات). وتشكل البلدة موقعا مميزا لرصد الاحترار المناخي في القطب الشمالي الذي هو اكبر في هذه المنطقة مقارنة مع بقية العالم.
في نيو-اليسوند اللقاءات بين الدببة والبشر نادرة الا ان الرسالة التي يوجهها سيبستيان بارو المستشار العلمي للشركة النروجية التي تدير الموقع واضح "يجب ان نكون يقظين طوال الوقت فالدب قد يتواجد اينما كان ولا يمكن التكهن بسلوكه".
ويخضع كل الوافدين الجدد لتدريب الزامي على اطلاق النار.
فالقواعد صارمة اذ يمنع تجاوز الابنية الرئيسية في البلدة من دون التسلح ببندقية. وهذه التعليمات معتمدة في ارخبيل سفابارد برمته حيث يتواجد ثلاثة الاف دب قطبي تقريبا.
ويؤكد سيبستيان بارو مبتسما "البندقية هي جواز السفر للخروج من البلدة. لكن استخدامها يجب ان يأتي كملاذ اخير". فوحده خطر داهم يمكن ان يبرر اطلاق النار على حيوان محمي منذ العام 1973 بعدما تعرض لصيد مفرط.
لكن رغم البندقية يأمل الجميع الا يقع على دب قطبي اذ يبلغ وزن دب بالغ مئات الكيلوغرامات اما سرعته على مسافات قصيرة فقد تصل الى 40 كيلومترا في الساعة.
ويوصي بارو انه في حال حصول مواجهة "ينبغي تجنب الركض كليا، ويجب اثارة ضجة" بواسطة مسدس انذار يطلق مفرقعات او اي وسيلة اخرى.
ويشدد "في الكثير من الاحيان يستدير الحيوان الا ان الدب الجائع او الانثى مع صغيرها تكون اكثر خطرا".
ويقول مارتن لونين عالم الطيور الهولندي الذي يأتي الى ني-اليسوند منذ اكثر من عشرين عاما ان احتمال تواجد دب "يشكل كابوسا" خصوصا انه يعمل مع عدة طلاب خلال الصيف لمراقبة الاوز المهاجر وخطاف البحر.
ويقول الخبير الذي لا يخفي خوفه من الدببة مع انه لا يراها الا نادرا "نخرج قدر المستطاع في مجموعات من شخصين على الاقل" مضيفا "اقول لطلابي ان الدب يرى فيكم فريسة محتملة (..) وهو يرصدكم ويقيم الوضع".
في الماضي لم تكن الدببة منتشرة كثيرا في هذا الجزء الغربي من جزيرة سبيتزسبرغ على ما يستذكر "ففي العام 1988 لم تكن هناك تعليمات محددة فانا كنت اخيم بمفردي من دون بندقية".
وتتواجد غالبية الدببة في سبيتزبرغ اكبر حزيرة في ارخبيل سفالبارد في الشرق خصوصا وهي مناطق باردة تتنشر فيها الاطواف الجليدية اكثر.
ويؤكد سيبستيان بارو قائلا "منذ سنوات قليلة تستكشف الدببة مناطق جديدة وتأتي اكثر الان الى مناطق قريبة من ني-اليسوند" لكنه اشار الى ان اي حادث جدي لم يحصل مع اي من المقيمين.
وسجلت في سفالباد خمس هجمات قاتلة في السنوات الاربعين الاخيرة وقد اصيب سائح تشيكي خلال الربيع الفائت ايضا.
وفي 26 تموز/يوليو عبرت انثى دب وصغيرها مدينة ني-اليسوند في الصباح الباكر من دون التسبب باي مشكلة.