باريس - أ.ش.أ
تعاني المدن الفرنسية الكبرى من غزو " بق الفراش " التي باتت تشكل هاجسا خطيرا للسلطات الصحية وللمواطنين على السواء، فيما تسارعت خدمات النظافة الصحية للقضاء على هذه الحشرة المزعجة.
وتواجه السلطات الصحية في فرنسا موجة هائلة من تفشي بق الفراش في جميع أنحاء البلاد، وصلت إلى أسوأ المستويات التي عرفتها من ذي قبل، حسبما ذكرت صحيفة "نوفيل أوبزرفاتور" الفرنسية.
ويتم حاليا في فرنسا استخدام كافة الوسائل الممكنة للتخلص من هذه الحشرات وصولا لاستخدام الكلاب المدربة على الشم خصيصا لتحديد رائحة هذه الحشرة ومكان وجودها ويمكن للكلاب فحص 50 حجرة بالفنادق يوميا.
ويعيش البق في شقوق النسيج والمواد اللينة الأخرى، وهكذا ينتقل في كثير من الأحيان مع المسافرين الدوليين في أمتعتهم وطيات ملابسهم، وفي بعض الأحيان يقض مضاجع أسر بكاملها.
ففي إقليم الالزاس بشمال شرق فرنسا تم التعامل مؤخرا مع مشكلة بق الفراش في بناية كاملة من 53 شقة بعدما غزت الحشرة تسع شقق بالكامل حيث اضطر سكان المبنى إلى نقل أمتعتهم خارج الشقق طوال اليوم.
وباتت مشكلة بق الفراش مشكلة تؤرق سكان المدن الكبرى مثل باريس ونيس والالزاس ومرسيليا التى أصبحت بمثابة "الضحايا الجدد" لهذه الحشرة المزعجة التي تتغذى على دم الإنسان وتعيش في المراتب والأغطية ولها لسعة مؤلمة ومهيجة للجلد، وتتكاثر بصورة سريعة للغاية حيث تضع الأنثي حوالي 15 بيضة يوميا وتستطيع مقاومة المبيدات الحشرية وهذا ما يفسر صعوبة التخلص منها.
وقال دكتور باسكال ديلوناي الخبير في علم الحشرات في مستشفى "نيس" "إنه منذ أواخر التسعينات، لم يتوقف غزو حشرات بق الفراش للمدن الكبرى بل يزداد سوءا، والآن نحن أمام وضع لم يعرفه جيلنا من قبل".