نيودلهي - العرب اليوم
تواجه الهند أسوأ أزمة مياه في تاريخها إذ يعاني نحو 600 مليون مواطن من أزمة نقص المياه، وفقا لتقديرات مركز بحثي حكومي.
وقال تقرير صادر عن مركز نيتي أيوغ البحثي نشرته "بي بي سي" ، يستند إلى بيانات 24 من أصل 29 ولاية، إن "الأزمة مستمرة متجهة نحو الأسوأ، ومن المتوقع أن تتفاقم في السنوات القليلة المقبلة".
وأضاف أن حوالي 21 مدينة سوف ينضب ما بها من مياه جوفية بحلول 2020 مع ارتفاع في الطلب على المياه في تلك المدن.
وتعاني المدن الهندية بمختلف كثافاتها السكانية من عجز شديد في المياه في فصل الصيف بسبب غياب البُنى التحتية اللازمة لضخ المياه إلى المنازل عبر خطوط الأنابيب.
وتعتبر المناطق الريفية هي الأكثر تضررا على مستوى العجز في مياه الشرب، كما لا يمكنها الاعتماد على المياه الجوفية لهطول الأمطار على فترات متقطعة. كما تستخدم المياه الجوفية في الزراعة عند تأخر هبوط الأمطار الموسمية أو عدم كفايتها لاحتياجات الزراعة.
ويؤدي العجز في مياه الشرب في الهند إلى وفاة 200 ألف شخص سنويا، وفقا للتقرير الصادر عن مركز بحثي حكومي.
وينتهي الأمر بأغلب السكان في الهند إلى الاعتماد على موردي مياه من القطاع الخاص أو خزانات مياه تتحمل الحكومة تكلفة تشغيلها. ويشيع وقوف طوابير طويلة من السكان في الأحياء الفقيرة في الهند حاملين أواني في انتظار ملأها بالماء من الخزانات أو الصنابير العامة في الشوارع.
ويتوقع التقرير أن نمو المدن الرئيسية والصغيرة في الهند يرجح أن يزيد الضغط على مصادر مياه الشرب حال تحقق تقديرات المركز البحثي المصدر للتقرير الذي أشار إلى إمكانية ارتفاع الطلب على مياه الشرب إلى الضعف بحلول عام 2030.
كما تقف ندرة المياه في الهند وراء تراجع في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بحوالي 6.00 في المئة.
رغم ذلك، هناك ولايات في الهند تنجح في تدبير احتياجاتها من المياه بأساليب تفوق فاعليتها تلك المطبقة في ولايات أخرى. ووضع التقرير مركز نيتي أيوغ البحثي ولاية غوجارات الواقعة غربي البلاد على رأس قائمة الولايات الأكثر نجاحا في تدبير احتياجات السكان من مياه الشرب. وتأتي في المركز الثاني ولاية مادهيا براديش وسط الهند بينما تحل في المركز الثالث ولاية أنداهرا براديش في الجنوب.
لكن ما يثير القلق هو الولايات الأقل كفاءة في تدبير احتياجات سكانها من المياه مثل أوتار براديش، وهاريانا شمالي الهند، وبيهار وجاهارقند في الشرق، وهي الولايات التي يقطن بها حوالي نصف سكان الهند ويخرج منها أغلب الإنتاج الزراعي في البلاد.
لكن التقرير انتهى إلى أن صانعي السياسات يواجهون صعوبة في الحصول على البيانات الكافية عن كيفية استخدام الموتطنين الهنود للمياه في الهند.