باريس - أ.ف.ب
يحفل عالم اعماق البحار باصوات كثيرة تتزاحم فيه، من اصوات الحيوانات البحرية الى قرقعة ذوبان الجليد وحركة الملاحة البحرية، بخلاف ما قد يدور في الذهن حول صمت مطبق يسود في تلك العوالم المظلمة، وفقا لعلماء باحثين يعملون على التعمق في فهم هذا العالم من جل تطوير وسائل حمايته.ويقول سيدريك جرفيز الباحث في علوم الاصوات البحرية ان "الحيوانات الثديية البحرية والاسماك تولد ضوضاء لم تكن في الحسبان".وتضيف زميلته الباحثة لوسيا دي ايوريو ان "النشاط البشري، سواء الملاحة البحرية او انتاج الطاقة، يولد هو الآخر الكثير من الضوضاء"ويؤكد سيدريك اثناء عرضه لبرنامجه البحثي في مدينة برست الفرنسية "يمكن سماع كل شيء تحت الماء"، متحدثا عن الاصوات التي تزخر بها اعماق المحيطات من صيحات الدلافين واصوات الحيتان الى هدير السفن وضجيج الرياح والامطار، وقرقعة ذوبان الجليد..وبحسب سيدريك "يمكننا من خلال فهم هذه الاصوات ان نعرف ما اذا كانت البيئة البحرية التي ندرسها في حالة جيدة ام لا، ان نفهم ما اذا كانت البيئة هذه تتغير، وان نراقب كيف تتأثر بالضغوط المختلفة التي تتعرض لها" خصوصا بسبب النشط البشري.وتقول لوسيا دي ايوريو "لدينا بعض المعارف حول البيئة الصوتية السائدة تحت الماء، ولكنها معلومات جزئية..ما نطمح اليه هو تكوين صورة شاملة لهذه البيئة".وتضيف "أجريت حتى الآن دراسات حول تأثير الاصوات على الاسماك والثدييات البحرية، لكنها قليلة جدا..الدراسات قليلة جدا حول تأثير الضجة على اللافقريات البحرية، علما انها انواع مهمة جدا لدورها البيئي ولدورها الاقتصادي ايضا".ولهذه الغاية، وضع العلماء اجهزة لاقطة متطورة، تتمتع بدرجة عالية من التحكم الذاتي، في مناطق بحرية ذات اهمية عالية مثل محمية ارويس البحرية ذات التنوع البيئي الكبير، والواقعة قبالة السواحل البريطانية، والمحيط المتجمد الشمالي.في المحيط الشمالي مثلا، سيعكف العلماء على دراسة اثر التغير المناخي على الانواع البحرية، وذلك من خلال دراسة الاصوات الناجمة عن ذوبان الجليد والاصوات التي تصدرها الثدييات البحرية هناك. وسيدرسون ايضا تأثير اعتماد خط ملاحة بحرية هناك على الانواع الحية.ويفيد ايضا فهم البيئة الصوتية للبحار في قياس الاثر الناتج عن وضع آلات لانتاج الطاقة المائية في البحار.ويقول الخبير الفرنسي في مجال الطاقة المائية مارك بو لوكالة فرانس برس "الهدف هو ان نطور معارفنا حول البيئة وحول الدور الممكن لاعمال توليد الطاقة المائية في التسبب بضجيج صوتي في اعماق البحار".ويقول سيدريك جيرفيز "بفضل اللاقطات الصوتية ذات التحكم الذاتي التي حصلنا عليها في الآونة الاخيرة بأسعار محدودة، تمكنا بسهولة كبيرة من الدخول الى اعماق عوالم بحرية متعددة".