بكين – العرب اليوم
كشفت السلطات الجيولوجية الصينية إنه تم استخراج نحو 210 آلاف متر مكعب من الجليد القابل للاحتراق في بحر الصين الجنوبي حيث تجري أعمال التعدين التجريبية في هذا الصدد بشكل سلس.
وأفادت مديرية الجيولوجيا في مدينة قوانغتشو، عاصمة مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، في تقرير نشر اليوم الاثنين ان موقع تنفيذ هذه الأعمال التجريبية، التي بدأت منذ شهر تقريبا، يوجد في المياه القريبة من مصب نهر اللؤلؤ .
وقالت ان حجم الانتاج اليومي لـ"الجليد" بلغ 6.8 الف متر مكعب حتى اول امس السبت.
ووفقا للتقرير المنشور بصحيفة الشعب الصينية اليومية، فإن أعمال انتاج الغاز الطبيعي من الجليد تجري بسلاسة ، حيث يتم التركيز حاليا على تشكيل القواعد الانتاجية استعدادا للخطوات التالية من تنمية هذا المورد الجديد للطاقة.
يذكر أن الجليد القابل للاحتراق لا يوجد سوى في بيئة خاصة مثل قاع البحر أو التراب المجمد مع ظروف أخرى تتمثل بوجود ضغط قوي ودرجات حرارة منخفضة لضمان استقرار المواد.
الجدير بالذكر أن بإمكان هذا النوع من "الجليد"، الذي يكون على شكل مادة شمعية بيضاء، الاحتراق مثل الكحول السيتيلي ، وهو ما دفع المتخصصين لان يطلقوا عليه اسم "الجليد القابل للاحتراق".
ويساوي المتر المكعب من "الجليد القابل للاحتراق" ، وهو في حقيقة الأمر نوع من مادة الهيدروكسيد الغازية الطبيعية، 164 مترا مكعبا من الغاز الطبيعي العادي.
من ناحيته ، أشار ياه جيان ليانغ ، المدير المسئول بمديرية الجيولوجيا فى قوانغتشو، إلى تنفيذ تدابير صارمة في ميدان تعدين الموارد في سبيل حماية البيئة الطبيعية.
واستطرد قائلا "إننا نراقب عن كثب أحوال جودة الهواء ومياه البحر وقاعه ومعدات التنقيب، من خلال متابعة ورصد تغيرات عدة مؤشرات رئيسية تتمثل بمستوى الميثان وثاني أكسيد الكربون ودرجات انخفاض مستوى قاع البحر بكل دقة وبشكل آني".
وأكد أنه لم تقع حتى الآن أي حوادث لتلوث البيئة أو أية كوارث جيولوجية في موقع استخراج الجليد القابل للاحتراق حيث لم يتم تسجيل اى مشاكل منذ بدء تنفيذ أعمال التعدين التجريبية في يوم 18 مايو الماضي .
كان وزير الأراضي والموارد الصيني جيانغ دا مينغ أعلن على منصة انتاجية في موقع التعدين التجريبي في 18 مايو الماضي أن الصين نجحت في جمع عينات الجليد القابل للاحتراق ببحر الصين الجنوبي، ما يعد اختراقا رئيسيا قد يؤدي إلى ثورة كبيرة في قطاع الطاقة فى العالم.
وقال الوزير في المنجم الواقع في منطقة "شنهو" لبحر الصين الجنوبي إن هذا يعتبر النجاح الأول للصين في تعدين الجليد القابل للاحتراق من البحر، بعد قرابة عقدين من البحوث والاكتشافات.
وشرعت الصين فى التنقيب عن الجليد القابل للاحتراق في بحارها منذ عام 1999، حيث كانت المديرية رائدا في هذا المجال في البلاد ونجحت في اكتشاف الموارد في بحر الصين الجنوبي في عام 2007 .
وتوقعت أوساط العلوم الدولية أن تصبح مادة الهيدروكسيد الغازية الطبيعية مصدرا للطاقة البديلة للنفط والغاز الطبيعي .
وتوقع خبراء صينيون أن تقوم الصين باستغلال الجليد القابل للاحتراق لأغراض تجارية بحلول العام 2030 تقريبا بعد أن أعلنت الدولة عن إحراز تقدم جوهري في استخراج هذه الطاقة الوافرة التي قد تكون بديلة للنفط والغاز الطبيعي في المستقبل.
وقال جين تشينغ هوان، المحاضر بأكاديمية الهندسة الصينية في منتدى الطاقة الثاني الذي أقامته الهيئة الأكاديمية العليا في مجال الهندسة في البلاد مؤخرا، إن الصين ستحقق اختراقا من حيث التقنية والتجهيزات لاستخراج الجليد القابل للاحتراق في حدود عام 2020. ومن ثم ستبدأ في استخراجه لأغراض تجارية بحلول عام 2030 تقريبا.
وحسب تقرير المسح الجيولوجي للطاقة والمعادن الصينية الذي صدر في العام 2016، فمن المتوقع أن يفوق احتياطي الجليد القابل للاحتراق في الصين مائة مليار طن من النفط المكافئ . وينتشر نحو 80 بالمائة من ذلك في بحر الصين الجنوبي.