نيويورك ـ العرب اليوم
يتعرض ما يقرب من 28 مليون شخص في شمال شرق الولايات المتحدة لعاصفة ثلجية قوية، يعتبرها خبراء الأرصاد واحدة من أقوى العواصف التي تعرضت لها المناطق الأميركية المختلفة،
وبالتزامن مع سقوط الثلوج المتوقع أن يصل ارتفاعها إلى 90 سنتيمتر، أصدرت السلطات تحذيراً من خطورة التنقل في المناطق التي ستضربها العاصفة لمدة يومين، وأخلى عدد كبير من السكان منازلهم في ظل إقبال كبير على المتاجر لتخزين المواد الغذائية وتأمين توفير المياه، كما ألغيت العديد من الرحلات الجوية، وأغلقت الكثير من الطرقات وسط توقعات بأن تتسبب الرياح القوية في تعطل خطوط الكهرباء وسقوط الأشجار.
وفي تلك الفترات من العام اعتاد الأميركيون ونظراؤهم الكنديون على مواجهة مثل هذه العواصف الثلجية التي تضرب شواطئهما ومدنهما الواحد تلو الآخر على مر السنوات في ظل تحولات مناخية عالمية لم تعد تقتصر على غرب الأطلنطي بل امتدت لتطال بقاع العالم المختلفة.
فالعواصف الثلجية عبارة عن رياح ثلجية باردة عنيفة تحجب الرؤية، وتحدث العاصفة الثلجية العنيفة، عندما تتحرك جبهة هواء بارد خارجة من القطب الشمالي إلى داخل المنطقة المعتدلة، وتُعرف العاصفة الثلجية العنيفة على أنها هبوب، أو تساقط ضخم للثلج، مصحوب برياح تبلغ سرعتها 56 كم أو أكثر في الساعة، مصحوبة برياح بالغة البرودة ومدى رؤية أقل من 150م، وللعاصفة الثلجية العنيفة رياح تزيد سرعتها على 72كم في الساعة.
انهيارات أرضية
وتحدث العواصف الثلجية العنيفة في شمال الولايات المتحدة، وفي شرق وأواسط كندا، وفي أجزاء مختلفة من روسيا، ويُمكن أن تحمل الرياح ثلوجاً من شأنها أن تعيق الحياة اليومية إعاقة كاملة، كما أن الرياح الشتوية الباردة تبدأ في تكوينها من إسكندينافيا وشرق أوروبا باتجاه الغرب لتصبح هذه المناطق باردة جدا طوال شهور الشتاء، وعندما تهب الرياح خارج القارة الأوربية تكون جافة جدا وباردة جدا ويصاحبها بعض السحب وهبوط ملحوظ في درجات الحرارة.
وخلال موسم الشتاء ينصح بالحرص على متابعة تقارير خبراء الأرصاد حول حالة الطقس وإتباع التعليمات الصادرة من الجهات المختصة، قبل أثناء وبعد التحذيرات الصادرة من هيئة الأرصاد المختصة.
فقيبل هبوب العاصفة، يتعين جمع وتجديد المواد اللازمة في حالات الطوارئ من غذاء وأدوات نجاة وأدوية، وتهيئه العقارات ضد الرياح العالية، وإبعاد ما من شأنه أن يشكل خطورة مميتة او تدميراً كبيرا، الابتعاد عن الأماكن التي يمكن تعرضها لانهيارات أرضية وخطوط الكهرباء .
انقطاع الخدمات
أما عند صدور التحذيرات وخلال العاصفة، يجب البقاء على علم بحالة الطقس والتغيرات المتوقعة ومتابعة الاستماع إلى التعليمات الصادرة من الجهات المختصة. واغلاق النوافذ، والأبواب الداخلية والخارجية، وإذا أصبحت العاصفة مدمرة فمن الضرورة الابتعاد عن الأبواب والنوافذ، والأفضل البقاء آمناً داخل البيت.
ولاشك أن قطع التيار الكهربائي أمر متوقع في حالة الطقس السيئة. وينصح بفصل الأجهزة الكهربائية الصغيرة لتفادي تضررها بالتيار الكهربائي العالي الضغط، وفي حال قطع التيار الكهربائي، يجب فصل أغلب الأجهزة الكهربائية حفاظاً عليها من عودة مفاجئة للتيار.
وبمجرد انتهاء العاصفة، من المهم متابعة النصائح التي يتم بثها عبر الجهات المختصة التي تدير حالات الطوارئ، والإبلاغ عن الأضرار التي لحقت بالمكان أو المنطقة خصوصاً الإصابات التي قد يتعرض لها السكان، وتلك المتعلقة بقطع خطوط الخدمات المختلفة .
خسائر بالمليارات
ويعتبر من أشهر العواصف الثلجية عاصفه ثلجيه وقعت عام 1961 في شمال إيداهو في الولايات المتحده الأميركية، وفي عام 1994 تعرضت منطقتا المسيسيبي وتينيسي لعاصفة ثلجية وتسببت في خسائر زادت عن المليار دولار، وتلك التي تعرضت لها شمال القارة الأميركية عام 1998، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن معظم الولايات الشرقية.
وفي كندا استمر سكان منطقتي "كويبك" و"أونتاريو" التي تضم ما يقارب 3 ملايين نسمة، دون كهرباء لمدة شهر ونصف، فضلا عن الأضرار المادية التي اقتربت من المليار ونصف المليار دولار إلى جانب العشرات من الجثث التي اكتشف عقب هدوء ثورة العاصفة.
وفي عام 2008 ضرب شمال شرق الولايات المتحدة عاصفة ثلجية تسببت في انقطاع الكهرباء، وفي 2009 هبت عاصفة ثلجية على منطقتي "أركنساس" و"كنتاكي" تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وراح ضحيتها 80 شخصا.