لندن ـ العرب اليوم
قد يستخدم كثير من الطفيليات فيروسات بمثابة سلاحها الكيميائي في سبيل التحكم في سلوك فرائسها.
اكتشف علماء من خلال بحوثهم الجديدة واحدا من أكثر الأمثال غرابة للتحكم في سلوك الفريسة في عالم الحيوانات.
يبين بحث العلماء الطريقة التي يحول بها دبور أخضر عيون حشرات الدعسوقة إلى حراس شرانقها التي تنمو فيها يرقاتها ثم إلى غذاء لهذه اليرقات.
يقول العلماء إن الطفيليات تقدر على تغيير بيولوجية أصحابها لصالحها ويعتبر التحكم في سلوك الصاحب من أدهش النتائج لهذه التغييرات. توصل الباحثون إلى هذه النتيجة عن طريق دراسة الحمض النووي المسحوب من رؤوس وبطون حشرات الدعسوقة السليمة والملقحة بالدبابير.
تبدأ عملية فرض التحكم من أن الدبور يبيض داخل جسم الدعسوقة. بعد مرور 20 يوما تخرج يرقة من جسم الدعسوقة وتحوك شرنقتها، وخلال هذا الزمن تبقى الدعسوقة واقفة فوق اليرقة وشرنقتها مهتزة قليلا. اكتشف العلماء أن الدبور عندما يبيض في جسم الدعسوقة يلقحها بفيروس يصيب الجهاز العصبي للحشرة ويعتبر شبيها بالفيروس الذي يسبب شللا لدى الأطفال.
يتكاثر هذا الفيروس ويسمى بـDcPV في جسم الدعسوقة ويصيب مخها مسببا الشلل والاهتزاز. مما أثار استغرب الباحثين هو أن الفيروس يصل إلى مخ الحشرة عند خروج اليرقة من جسم الدعسوقة فقط، وقبل ذلك الحين تعيش الدعسوقة حياتها العادية. وبعد نمو اليرقة يصبح جسم صاحبها غذاء لها.