باريس-سانا
اعتبر الصحفي الفرنسي إيف دو كيردريل رئيس تحرير مجلة فالور أكتويل الأسبوعية الفرنسية ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أضر فرنسا وانه ليس الوحيد بذلك لكنه الأكثر إثارة للقلق بسبب سياسته “الدوغمائية” وتحالفه مع القوى الأجنبية المعاكسة لمصالح بلاده.
وقال دو كيردريل في افتتاحية نشرتها المجلة اليوم بعنوان الأخطاء الشيطانية لفابيوس إنه “بحكم الأدلة الظرفية هو دبلوماسي شيطاني مثابر وهذه المقولة تلخص سياسته فالخطأ سيئ ولكن الأسوأ هو المثابرة على الخطأ”.
وأشار دو كيردريل إلى أن فابيوس قاد لثلاث سنوات ونصف السنة الخارجية الفرنسية في عهد حكومة الرئيس السابق فرانسوا ميتران حيث مارس سوء التقدير والضرر لفرنسا في سوء خياراته الدبلوماسية وكل تلك الأخطاء يدفع الشعب الفرنسي ثمنها اليوم وبعد الهجمات المروعة التي أدمت باريس يوم الجمعة الماضي فإن فابيوس بشكل واضح هو المسؤول عن سقوط مئات القتلى الفرنسيين وهو ليس الوحيد بما أن الدستور ينص على أن السياسة الخارجية تنتمي إلى سلطة رئيس الجمهورية ولكنه هو الأكثر إثارة للقلق بسبب “الضعف والغباء والدوغمائية والخيارات التي تتعارض تماما مع مصالحنا”.
ولفت دو كيردريل إلى أن الخطأ الأول لفابيوس هو سورية إذ أنه منذ أواخر صيف 2013 ليس لديه إلا شيء واحد هو قصف دمشق وحتى أنه تمكن من إقناع هولاند وجان إيف لو دريان بارسال بعض الفرقاطات الفرنسية في حين ان سمعة الدبلوماسي تدعو للتفكير مرتين قبل تنفيذ ما يقول موضحا ان فابيوس حاول باستمرار وبتدرج في تفكيره السياسي التقليدي الشبيه بفكر ممالك الخليج أكثر من الفكر الفرنسي أن يجعل من فرنسا رأس الحربة وأراد أن يلعب ويلات الحرب كما فعل صديقه برنار هنري ليفي في ليبيا.
ولفت الكاتب إلى أن فابيوس كان يدعو لضرب سورية بحجة “استخدم الأسلحة الكيميائية” إلا أنه في تلك الأثناء “أسقطت الولايات المتحدة بسرعة أحلامه عندما تراجعت بفضل روسيا التي نظمت الإتفاق السوري الأممي لنزع الأسلحة الكيميائية السورية” وبدا لاحقا أن الارهابيين هم من كانوا يستخدمون الأسلحة الكيميائية ضد قوات الحكومة السورية والمدنيين السوريين وليس العكس.
وأوضح دو كيردريل أن فابيوس ذهب ايضا لممارسة التلاعب منذ ذلك الوقت وأخذ يتخبط تخبط الأعمى في سياساته الخارجية بمحاولاته المستمرة لإسقاط الدولة السورية بدلا من معالجة الغرغرينا التي تنخر المنطقة بأسرها والعالم وهي تنظيم “داعش” الإرهابي حيث فضل فابيوس ترك هذا التنظيم الارهابي ينمو حتى قتل 129 شخصا على الأقل من الأبرياء الفرنسيين يوم الجمعة الماضي في قلب باريس عدا عن 80 شخصا من المصابين حالاتهم خطرة جدا.
وأضاف دو كيردريل “منذ ذلك الحين تغيرت نظرة العالم إلى سورية فالولايات المتحدة لم تعد تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد وروسيا شكلت تحالفاً مع إيران ودمشق لإنقاذ الشعب السوري وتدمير تنظيم “داعش” حتى أن الصين أدركت أن آلاف الارهابيين الصينيين الموجودين على الأراضي السورية يشكلون قنبلة موقوتة كبيرة لنظامها ولكن فابيوس فقط يواصل تكرار نفس الكلام مثل الاسطوانة المشروخة دون أن يدرك أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي تشارك فيه فرنسا كان بمثابة الذراع والداعم لتنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين.
وذكرالكاتب بأن فابيوس وجه كامل الثناء لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي يوم 13 كانون الأول عام 2012 عندما قال إنهم “يقومون بعمل جيد” متناسيا مدينة معلولا السورية التي دمرها الإرهابيون فهذا “العمل الجيد” قتل شعبها وأديرتها ونهب آثار تعود لآلاف السنين.
كما أشار دو كيردريل الى ان الخطأ الأساسي الثاني لفابيوس هو انه منع لشهور وشهور عقد اتفاق أممي بشأن الملف النووي الإيراني كما انه طعن روسيا من الخلف وكان “من بين أول من دعا إلى فرض عقوبات ضد السلطة الوحيدة التي يمكننا الاعتماد عليها في الدفاع عن الحضارة المسيحية وهو الخطا الثالث الذي ارتكبه فابيوس”.
وقال دو كيردريل انه من الواضح الآن أن روسيا قررت التحرك عسكريا في سورية ويجب أن نتحالف معها ومع إيران في تحالف واحد لتدمير تنظيم “داعش” الإرهابي كما عبر عن ذلك رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرانسوا فيون مؤكد أن عهد هولاند وفابيوس يجب أن ينتهي بسرعة ويجب أن تعود فرنسا من الغيبية القاتلة إلى السياسة الواقعية التي وحدها يمكنها أن تدمر تنظيم “داعش” الارهابي “فالدبلوماسية دون حرب مثل الموسيقا من دون أنغام” ومن حيث المبدأ إعلان قانون الطوارئ هو إعلان أن وزير خارجيتنا أصبح غريبا على جميع شؤون العالم.