بيروت ـ ا ش ا
اهتمت الصحف الخليجية الصادرة صباح اليوم /الأحد/ بالمشهد اللبناني والفراغ الرئاسي، الذي يشهده البلد بعد فشل مجلس النواب في اختيار رئيس يخلف ميشال سليمان.
فمن جانبها، قالت صحيفة الخليج الإماراتية - تحت عنوان (أزمة لبنان في نظامه) - "إن لبنان يدخل مرحلة الفراغ الرئاسي من دون أن يتفق مجلس نوابه على الرئيس الذي يخلف الرئيس ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته اليوم، وبذلك تنتقل صلاحياته إلى مجلس الوزراء وفقا لاتفاق الدوحة".
وأضافت أنه مع أن لبنان شهد في السابق حالات فراغ رئاسية مماثلة في أواخر عهد أمين الجميل وأواخر عهد إميل لحود إلا أن البعض يرى في ذلك خللا ميثاقيا يتناول طائفة من اللبنانيين باعتبار أن رئاسة الجمهورية هي من حصة الطائفة المارونية، ورئاسة مجلس النواب من حصة الطائفة الإسلامية الشيعية، ورئاسة مجلس الوزراء من حصة الطائفة الإسلامية السنية وفقا للميثاق الوطني غير المكتوب الذي اتفق عليه اللبنانيون منذ الاستقلال وصار عرفا خارج النص الدستوري.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الإشكالية التي تتكرر اليوم يعتبرها البعض انتقاصا من حق طائفة لحساب طوائف أخرى، مشيرة إلى أن المسؤولية لا يتحملها طرف من دون آخر حيث أن الانقسام السياسي والطائفي كان يلعب دائما دورا أساسيا في خلق الأزمات التي كانت تصل أحيانا إلى حدود الحرب الأهلية وهو ما عاناه لبنان طيلة 15 عاما من عام 1975 إلى 1990، منوهة بأن ما يعانيه لبنان هو أزمة في نظامه السياسي تتجلى بأشكال مختلفة سياسية وطائفية واجتماعية.
وأكدت أن أزمة الفراغ الرئاسي والأزمات الحكومية والاحتقانات الطائفية والمذهبية وعدم الاستقرار ستتكرر بين فترة وأخرى ما لم يتم الاتفاق على إلغاء الطائفية السياسية وفقا لنص الدستور ووضع قانون انتخابي عصري يحقق تمثيلا عادلا خارج القيد الطائفي والمذهبي.
وفى قطر، عبرت صحيفة "الراية" عن أسفها من فشل قادة الطوائف والتيارات والأحزاب اللبنانية في التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية رغم إدراكهم بأهمية منع دخول لبنان في فراغ دستوري، ورغم إدراكهم أيضا بأهمية ودقة الظرف الذي يواجه لبنان داخليا وخارجيا، مؤكدة أن هذا الفشل لا يجب أن يستمر لأن عواقبه ستكون وخيمة.
ورأت أن الرئيس المنتهية ولايته قدم درسا بليغا في الوطنية والإلتزام بالدستور، ووضع قادة الطوائف والتيارات والأحزاب اللبنانية أمام امتحان عسير بعد فشلهم في اختيار خليفته خمس مرات في غضون شهرين، داعية جميع الطوائف والأحزاب والتيارات اللبنانية بالتعامل بجدية تامة مع قضية الفراغ الدستوري بتسريع انتخاب الرئيس الجديد.
ومن جانبها، أشارت صحيفة "الشرق" بما قاله ميشال سليمان "إن الحوار هو السبيل الوحيد للتغلب على الانقسامات العميقة في لبنان الذي يكافح للتغلب على التداعيات السياسية والأمنية الناجمة عن الحرب في سوريا.
وقالت الصحيفة "إنه بعد إخفاق البرلمان للمرة الخامسة في اختيار خلف للرئيس بات الوضع في لبنان أكثر خطورة مما آل إليه حال الفرقاء اللبنانيين في مايو من عام 2008 فكان قدر سليمان أن يتولى الرئاسة من فراغ وأن يسلمها لفراغ".