القاهرة - أ.ش.ا
استحوذت قضية تجديد الخطاب الديني على اهتمام كتاب مقالات الصحف المصرية الصادرة اليوم .
وفى هذا الصدد ، أكد الكاتب مكرم محمد أحمد في مقال بعنوان" تطوير الخطاب الديني" بعموده (نقطة نور) بصحيفة الأهرام، ضرورة الوعي بأن المطلوب الآن هو ثورة على مفاهيم الفكر الإسلامي وليس ثورة على الدين الإسلامي..قائلا" هناك ثوابت راسخة في النص الإسلامي تعطي للعقل مكانة متميزة وتعتبر التفكير فريضة إسلامية، كما يحض النص الديني على الحوار والتآلف واحترام الآخر".
وأضاف " إن ذلك يعني أن أسس تطوير الخطاب الديني قائمة وموجودة ومحددة، فقط نحتاج إلى نقاء الفكر ووضوحه، وتوحيد سلطة الإفتاء الديني بما يمنع الالتباس وسوء الظن، وحسن تربية الدعاة بما ينزع من داخلهم روح التعصب".
من جانبه تطرق الكاتب صلاح عيسى إلى نفس الموضوع ، وقال - في مقال بعنوان (البحث عن الفريضة الغائبة) بجريدة المصري اليوم- " على امتداد تاريخ الفكر العربي والمصري، أحاطت بالدعوة لتجديد الخطاب الديني ترسانة من الإرهاب الفكري، تهدد كل من يتجاسر على إطلاقها أو ممارستها ، على صعيد الفكر أو الإبداع الأدبي والفني".
وأضاف" إن المتزمتين الذين لا هم لهم إلا مطاردة كل مسلم يدعو لإعمال العقل، ويسعى لفتح باب الاجتهاد، هم العقبة الرئيسية التي حالت دون تجديد الخطاب الديني".
واختتم قائلا " الأمر ليس في حاجة إلى تأكيد أن الذين يدعون إلى تجديد الخطاب الديني لا يقصدون المساس بثوابت العقيدة، وهم ليسوا في حاجة إلى تضييع الوقت في البحث عن الضوابط التي تحول دون ذلك".
من جهته، سلط رئيس تحرير صحيفة الجمهورية فهمي عنبه في مقاله الضوء على عودة العنصرية لتطل برأسها من جديد على المجتمع الأمريكي..قائلا" إن الحوادث العنصرية تتوالى ضد السود في الولايات المتحدة ولن تكون المذبحة التي شهدتها أول أمس كنيسة أفريقية في مدينة تشارلستون بولاية كارولاينا هي الأخيرة على ما يبدو".
وأضاف" إن الحوادث العنصرية المتتالية تفضح مزاعم البعض بأن أمريكا "أرض الأحلام" فلم تكن مذبحة الكنيسة هي الأولى حيث قتل شرطي أبيض في أغسطس 2014 بولاية ميزوري أحد الشباب السود بالرصاص دون جريمة، وتكرر نفس المشهد بعد عام في أبريل 2015 وتم قمع المظاهرات في بالتيمور وإعلان الطوارىء بعد العثور على مواطن أسود مقتولا بجوار سيارة شرطة".
وتابع" إذا كانت تلك أفكار الجيل الجديد في أمريكا فأوروبا تسير على نفس الطريق فقد نجحت مارين لوبان رئيس حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بفرنسا في إنشاء مجموعة برلمانية أوروبية تضم تحالفا من سبعة أحزاب من إيطاليا وهولندا والنمسا وبلجيكا وبولندا وبريطانيا، والجميع لهم رؤية واحدة ترفض وحدة أوروبا وتتخذ المواقف المتشددة من المهاجرين".
وقال الكاتب" إن الخطورة أنه بات على البرلمان الأوروبي الاعتراف بتلك المجموعة وإيجاد مقر لها ودعمها ماديا وبالطبع أعضاء تلك الكتلة سيكون خطهم السياسي يمينيا متطرفا وهو الخط الذي بدأ يكتسب الكثير من المؤيدين وغالبا لا يعترفون بحقوق الإنسان إذا ما تعارضت مع تحقيق أهدافهم".