لندن ـ أ.ش.أ
في صحراء السودان وعلى بعد 125 ميلا شمال العاصمة السودانية الخرطوم تظهر وسط الرمال مدينة فرعونية مفقودة تعود للفترة التي تقاسم فيها الفراعنة والنوبيون حكم مصر .
وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية على موقعها الإلكتروني أن هذه المدينة المفقودة في السودان تتمتع بالعديد من الأهرامات الجميلة التي تحافظ على رونقها وتثير الإعجاب على غرار نظيرتها الأكثر شهرة في مصر.. ولكن، خلافا للأهرامات الشهيرة بالجيزة،فإن الموقع السوداني مهجور إلى حد كبير.
وأضافت الصحيفة أن تلك الأهرامات المتواجدة في منطقة مروي التي تبعد نحو 125 ميلا شمال الخرطوم نادرا ما يتم زيارتها على الرغم من كونها مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن العقوبات طويلة الأمد التي فرضت على حكومة الرئيس السوداني عمر البشير والتي استمرت لفترة طويلة بسبب الصراعات الداخلية حالت من قدرة الحكومة السودانية للحصول على المساعدات الخارجية والتبرعات،كما أنها في ذات الوقت عرقلت أيضا من السياحة في السودان.
وذكرت الصحيفة أن موقع "مروي" الذي كان يحيط به نهر قديم قد جف منذ القدم وكان هذا الموقع مقر حكام مملكة كوش - والتي تعد واحدة من أقدم الحضارات في منطقة النيل - والمعروفة باسم الفراعنة السود.
وقد تم بناء تلك الأهرامات التي يتراوح ارتفاعها ما بين 20 قدما إلى 100 قدم الذي يوازي ( من 7 أمتار إلى 33 مترا)، وتم بناؤها خلال الفترة من 720 و 300 سنة قبل الميلاد،كما ان مداخلها دائما موجهة ناحية الشرق تحية لقدوم أشعة الشمس.
وقال المصور أريك أفورج الذي يوثق الأثار في العالم " إن السودان لديه العديد من الاهرامات، والتي يتم اكتشاف الجديد بانتظام وهي الأجمل والأروع" .
ويصف موقع اليونسكو للتراث العالمي الموقع على النحو التالي: "إن قلب مملكة كوش، القوة العظمى التي ظهرت في القرن الثامن قبل الميلاد واستمر إلى القرن الرابع الميلادي ".
مروي وغيرها تحمل المزيد من علامات التاريخ الحديث، والعديد منها بها قمم مسطحة - نتيجة التعرض للديناميت من قبل المستكشف الإيطالي جوزيبي فرليني، الذي جاء في عام 1834 ونهب الموقع.
ووفقا لليونيسكو فإن الأهرامات تحمل العناصر الزخرفية المستوحاة من مصر الفرعونية واليونان وروما مما يجعلها قطع اثرية لا تقدر بثمن.. ومع ذلك، فقد دمر علماء الآثار في القرن 19 القمم الذهبية لبعض الأهرامات .
وأشارت الصحيفة إلى أن صناعة السياحة في السودان تعرضت للدمار بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها نتيجة للصراعات في دارفور ومناطق أخرى.. وان حكومة البشير تكافح لرعاية آثارها.