الدوحة ـ قنا
تقدم جامعة فرجينيا كومنولث في قطر وبالتعاون مع المركز الفني في المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" معرضا تحت عنوان "مشروع الأيابة"، حيث يأتي هذا المشروع تكريما للعباءة التقليدية من خلال استلهام المصممين أزياء شخصية منها لتصبح بذلك زيا متعدد الثقافات. واستخدم المصممون في هذا المعرض الذي يستمر خلال الفترة من 19 إلى 26 كانون الأول/ديسمبر الجاري، العباءة التقليدية كمصدر إيحاء لهم، حيث قاموا باستلهام وتصميم ملابس بسيطة يمكن ارتداؤها، وتكييفها وتعديلها مع أو بدون اكسسوارات لخلق ملابس تبدو كل يوم في السنة مختلفة. ولفت بيان صادر عن فرجينيا كومنولث اليوم إلى أن ستيلا كولاليو الأستاذ المساعد من قسم تصميم الأزياء في الجامعة قامت هي ومجموعة من طلبة وخريجات تصميم الأزياء وهم منى الأنصاري ومياسة المؤمن وماريون سانجويزا واليزابيث يانج سون جو بإعادة النظر في العباءة التقليدية والتي يتم الآن ارتداؤها فقط من قبل الأجيال القديمة من السيدات والجدات في منطقة الخليج، وقمن بإعادة تشكيلها في أزياء متعددة الثقافات يمكن ارتداؤها واستخدامها من قبل النساء في جميع أنحاء العالم. وقالت السيدة ساندرا ويلكنز، رئيس قسم تصميم الأزياء في فرجينيا كومنولث إن "مشروع الايابة" يعكس الحياة والتجارب والخبرات التي تعيشها المرأة ونتعرض لها عبر الحدود كل يوم في هذا العصر، مشيرا إلى أن "العباءة" وهي اللباس الوطني الحصري في المنطقة الخليجية هو نوع من الدعوة من الثقافة الخليجية إلى باقي ثقافات العالم، حيث تميل الكثير من النساء من مختلف الجنسيات إلى اقتناء هذا اللباس التقليدي الخليجي وارتدائه في أي مكان كنوع من التجربة وتبادل الثقافات. ورأت منى الأنصاري أن القدرة على تكيف هذا الثوب التقليدي يعني القادرة على ارتداء العباءة عامة للمحافظة على التقاليد، مؤكدة على قدرتها، كمصصمة" على تغيير العباءة التقليدية إلى ملابس مسائية أنيقة بإضافة بعض الاكسسوارات البراقة إليها دون أن تضطر المرأة إلى ارتداء عباءة إضافية لتغطية ملابسها. وجدير بالذكر أن "العباءة" تمثل الزي التقليدي في منطقة الخليج العربي وتعكس الثقافة المحافظة لهذه المنطقة، إلا أنه وعلى مر السنين تم التخلي عن الزي التقليدي القديم للعباءة الخليجية لصالح أنماط أكثر حداثة، مع أزياء وموديلات نسائية مختلفة أكثر تفصيلا وجمالا. وعلى الرغم من أن العباءة الجديدة تطورت بصور كثيرة، إلا أنها أصبحت تفتقر إلى بعض البساطة والطلاقة التي كانت تتوفر في شكلها التقليدي، حيث أصبح الجيل الأكبر سنا قادرا على السيطرة على العباءة التقليدية والتحكم بدرجة التغطية عن طريق اختيار ما إذا كانت تريد وضعها على الأكتاف، أولفها والاحتفاظ بها على جميع أنحاء الجسم، أو لبسها على الرأس وإغلاقها باليد (أو حتى إضافة غطاء للوجه لتغطية الحد الأقصى). وقد تم إعداد مشروع الأيابة (الكلمة المعكوسة لكلمة عباية) لاستخدام هذه العباءات الخليجية القديمة وإعادة تشكيلها، والجمع بين ذلك مع الرغبة في التفرد والتي يتم توفيرها من قبل العباءة الحديثة، وتطويرها أكثر وتوسيع نطاق استخدامها ليشمل النساء من خلفيات وثقافات متنوعة. فمع تعديل بسيط مثل إضافة بعض الشقوق، والأزرار وإضافة الأشرطة، يمكن أن تتحول العباءة التقليدية إلى أشكال جميلة وعصرية مختلفة، والتي تعكس أنماطا متعددة الثقافات تصل إلى جميع أنحاء العالم من الشرق إلى الغرب، في حين تقدم أيضا مجموعة متنوعة من الأشكال من الملابس غير التقليدية إلى ملابس السهرة الأنيقة مع الاحتفاظ أيضا بوظيفتها الأصلية بوصفها من الملابس المتواضعة والبسيطة.