لندن ـ وكالات
اجتمع مئات المعلمين في مؤتمر الابتكار في التعليم الذي استضافته صحيفة الـ«غارديان» البريطانية يوم الخميس الماضي، واتسم الاجتماع بجو من الإثارة والأمل والحماس الممزوج بالخوف من المستقبل وضعف التطبيقات الحالية والفضول حول المطالب العملية للثورة التكنولوجية التي تسير بوتيرة متسارعة. وقد أظهر المؤتمر شيئا في غاية الأهمية، هو أننا لم ننجح في اللحاق بركب التغييرات الكبيرة التي تحدث في كيفية قيام البلدان الأكثر ديناميكية بتثقيف شبابها. قال لورد بوتنام، وهو المتحدث الرئيسي في المؤتمر: «إننا لم نعد أنفسنا لمعدل التغيير أو العواقب المترتبة على التغيير»، مؤكدا أن الساسة الذين التقاهم في الآونة الأخيرة في وزارة التعليم «لا ينظرون إلى الواقع الحالي، لكنهم ينظرون إلى التعليم كما تمنوا أن يكون عليه التعليم، وإلى حال التعليم في السابق». وأضاف بوتنام أن «الخطر الحقيقي يكمن في أن التعليم نفسه سوف يعاني، ولن يعتمد علينا الشباب بعد ذلك». ومع ذلك، سوف يعمل المدرسون ومديرو المدارس الذين استغلوا الفرص الجديدة بكل شجاعة لكي يكون لديهم إعادة تصور لكيفية تطوير التعليم، وسوف يعملون على خدمة الطلاب بأفضل الطرق الممكنة. وقد ركز المؤتمر على التكنولوجيات الحديثة والفرص الإبداعية المقدمة للمعلمين الذين يرغبون في الابتكار، واعترف المؤتمر بأن الطريق لتحقيق ذلك لن يكون مفروشا بالورود، لكنه سيكون في غاية الصعوبة. وقد تم تخصيص إحدى الجلسات لمناقشة الدور الحاسم الذي يلعبه مديرو المدارس في تقبل الابتكار الذي قد يشكل تحديا هائلا لهياكل السلطة التقليدية. وقال راسل هوبي، الأمين العام للرابطة الوطنية لمديري المدارس: «إن التكنولوجيات تسبب الدمار والخراب؛ لذا فهناك حاجة ملحة إلى طريقة جديدة للتفكير». وقال ستيفن كراون، رئيس شركة «سيسكو»: إنه يجب أن يكون هناك إعادة تصور للتطوير المهني وبسرعة، مع التركيز على كيفية تقديم الدعم للمعلمين؛ لأنهم يسعون إلى اعتماد طرق جديدة للعمل. وألقت إحدى الجلسات الضوء على تأثير التغييرات في المناهج الدراسية على مهارات الطلاب في القرن الحادي والعشرين. وقد أشار سام دوتون، الذي يعمل مطورا في شركة «غوغل» العملاقة، إلى حقيقة أنه في حين يستخدم الأطفال التطبيقات بكل سهولة، فإن «الحوسبة ليست مجرد مهارة رقمية، لكنها تقوم بإعادة تشكيل عالمنا بطرق لا نتمكن من فهمها على الدوام». ولهذا السبب يجب أن يدرك الأطفال ما هو أكثر من مجرد القيام بالعمليات العملية فقط في مجال الحوسبة، وفي هذه الحالة فقط يمكنهم التأثير في كيفية تغيير التكنولوجيات الجديدة لحياتهم عندما يكبرون، وفي الوقت نفسه يكتسبون مهارات جذابة من الناحية التجارية. وقد تم تخصيص إحدى الجلسات لإلقاء الضوء على الحوافز التي تحث على الابتكار، وتحدث أربعة خبراء، كل منهم لمدة 10 دقائق؛ حيث قال ستيفن بريسلين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «فيوتشر لاب»: إنه من الصعوبة بمكان أن تترجم اختبارا جديدا وغير مترابط إلى تطبيق عملي؛ لذا فهناك حاجة ملحة إلى من يقود الإبداع الحقيقي، على حد قوله. علاوة على ذلك، قام بعض التربويين بإلقاء الضوء على العقبات النفسية التي تواجه عملية التغيير، وتحدث أحد الخبراء عن كيفية الاعتماد على ألعاب الكومبيوتر في المناهج الدراسية؛ لأنها ستجذب اهتمام التلاميذ، في حين أوضح خبير آخر أنه يمكن استخدام أجهزة الـ«آي فون» في تعزيز عملية التعلم في جميع الدروس. في الواقع، لا يكمن الإبداع الحقيقي في تطور التكنولوجيا والانتهاء بمناقشة من خلال أسئلة وأجوبة، لكنه يتلخص في وجود رغبة غير محدودة في قبول الطرق الجديدة في الفصول الدراسية. ويعني هذا أيضا أن مديري المدارس منفتحون على الأفكار الجديدة وحريصون بشكل إيجابي على تعزيز الديناميكا والإبداع اللذين يواجههما المعلمون والتلاميذ؛ حيث إنهم يعملون على نحو متزايد كمتعلمين مشاركين في رحلة التعليم التي تتغير بسرعة كبيرة.