الفتاة التونسية

في أحد أيام سبتمبر الماضي نهرت ناظرات في المدرسة تلميذات في الصف الثالث من التعليم الثانوي في المعهد النموذجي بمحافظة بنزرت التي تقع في شمال تونس، لحملهن على الالتزام بهذا الشرط المنصوص عليه في النظام الداخلي الذي يوقع عليه التلامذة في أكثرية المدارس الثانوية في البلاد، تحت طائلة الطرد.

ويا للمفارقة، أطلق هذا الإنذار خلال حصة لمادة الفلسفة مخصصة لمسألة الجسد. وتروي إحدى التلميذات -سوار تربوبي (18 عاما)- لوكالة “فرانس برس” أن الفتيات قررن التعبير عن غضبهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي إزاء هذا “الظلم” الذي يتعرضن له.

وقد اتفقت المراهقات على القيام بتحرك جماعي منذ اليوم التالي "للقول كفى تمييزا"، ووصلت العشرات من بينهن إلى المدرسة باللباس الأبيض. حتى أن عدداً من التلامذة الفتيان تضامنوا مع هذه الخطوة. ولم تنبس الإدارة ببنت شفة في مواجهة هذه التعبئة التي أسفرت عن إطلاق حملة "مانيش لابستها" أي "لن ألبسها".

وقد بدأت بوادر هذه المنازلة منذ سنوات، إذ أن تلميذات كن يرتدن المدرسة باستمرار من دون ارتداء الميدعة رغم خطر المعاقبة، وذلك بعدما ثارت ثائرتهن بسبب فرض هذا اللباس على الفتيات دون الفتيان في الصفوف الثانوية، فيما يُفرض في المقابل على التلامذة من الجنسين في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة.