دار الافتاء المصرية

هناك أسئلة سألها النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" لأصحابه رضوان الله عليهم؛ ليعلمنا ديننا، وهناك أسئلة سألها الصحابة لرسول الله "صلى الله عليه وسلم"وأجاب عنها.. وكل يوم من أيام رمضان سنعرض بعض هذه الأسئلة.. 

لقد كان الصحابة رضي الله عنهم لهم قلوب تتطلع إلى ثواب الله في الآخرة، وتنظر إلى الدنيا على وصفها الحقيقي؛ من كونها سبيلًا وطريقًا للوصول إلى الجنة.

وإن أعظم نعيم لأهل الجنة في الآخرة رؤية الله عزوجل، والمحبون من المؤمنين لربهم غاية ما يتطلعون إليه رؤية ربهم ومعبودهم سبحانه وتعالى؛ ولهذا جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن أناسًا قالوا لرسول الله "صلى الله عليه وسلم": يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟

فقال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر"؟

قالوا: لا يا رسول الله.

قال "هل تضامون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟"

قالوا: لا يا رسول الله.

قال: "فإنكم ترونه كذلك، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا".

قال الخطابي في معالم السنن: هو من الانضمام، يريد أنكم لا تختلفون في رؤيته حتى تجتمعوا للنظر.

وقد رواه بعضهم بضم التاء، وتخفيف الميم، فيكون معناه على هذه الرواية: أنه لا يلحقكم ضيم، ولا مشقة، في رؤيته.

وقال الله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة). القيامة22-23.

وقال سبحانه: ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ). المطففين: 15.

قال الشافعي: لما حجب هؤلاء في السخط دل على أن أولياءه يرونه في الرضى.

وقال عز وجل: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة). فالحسنى: هي الجنة، والزيادة: هي النظر إلى وجه الله الكريم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم ؟

فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة؟ وتنجنا من النار؟.

قال: فيُكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل". ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة).

وفي الصحيحين من حديث جرير بن عبدالله البجلي قال: كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال: "إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته".

فالمؤمن الذي ملأ حب الله قلبه يتطلع إلى رؤيته، ويبذل نفسه في طاعته، لاسيما في أيام شهر رمضان، فيحافظ على الصلوات المفروضة والمسنونة في جماعة، والذكر، وقراءة القرآن، والصدقة، وصلة الرحم، وغير ذلك من العبادات حتى يمن الله عليه بالجنة، وفيها يرى ربه الذي أعد له فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

نقلًا عن بوابة الأهرام