أحد عناصر الجيش الحر
دمشق ـ جورج الشامي
احتدمت المعارك على مشارف دمشق، وسط قصف جوي ومدفعي كثيف، فيما تشهد مدينة القنيطرة جنوب البلاد معارك حاسمة، يسيطر من خلالها الجيش "الحر" على مواقع حيوية عدة، آخرها كتيبة الهاون، وذلك وسط أنباء عن استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق، فيما اعتبر رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ
الخطيب أن رفض حلف شمال الأطلسي "الناتو" دعم المعارضة بحماية صواريخ الباتريوت دعمًا للأسد، في حين انتقدت كل من إيران وروسيا منح الائتلاف مقعد سورية الشاغر في القمة العربية، وفي سياق منفصل، تسلمت المعارضة السورية سفارة بلادها في العاصمة القطرية الدوحة، في حين وجه الرئيس السوري بشار الأسد، الأربعاء، رسالة إلى قادة دول مجموعة "البريكس" يدعو من خلالها القمة إلى المساهمة في وقف العنف.
اعتبر رئيس الائتلاف الوطني المستقيل أحمد معاذ الخطيب أن "رفض حلف شمال الأطلسي دعوته لمد مظلة صواريخ باتريوت على المناطق الشمالية من البلاد، التي تقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة، هو رسالة للأسد مفادها أنه يستطيع أن يفعل ما يحلو له". وكان حلف الناتو قد قال، الثلاثاء، أنه لن يتدخل عسكريًا في سورية، وأعلن الخطيب عدم نيته التراجع عن استقالته، التي تقدم بها الأسبوع الماضي، من رئاسة الائتلاف السوري المعارض.
وافتتح الائتلاف الوطني السوري المعارض أول سفارة له في العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، وذلك بعد أن اعترفت به جامعة الدول العربية بوصفه الممثل الوحيد لسورية.
وقص معاذ الخطيب زعيم الائتلاف ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية الشريط في مدخل السفارة، في حضور سفراء دول عربية وغربية.
وتم عزف السلام الوطني لدولتي قطر وسورية فيما وقفت شخصيات قطرية وأخرى من المعارضة السورية تحت علم "الاستقلال" السوري الذي تبنته المعارضة.
هذا، فيما انتقدت كل من إيران وروسيا (الحليفتين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد) منح الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية مقعد سورية الشاغر في القمة العربية في الدوحة، حيث وصف مسؤول في الخارجية الإيرانية هذا التصرف بـ"السلوك الخطير".
ونقلت وكالة "الطلبة" الإيرانية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله أن "تخصيص مقعد سورية في الجامعة العربية لأولئك الذين لا يحظون بدعم الشعب، يؤسس نموذجًا من السلوك الخطير للعالم العربي، يمكن أن يمثل سابقة جديدة لأعضاء آخرين في الجامعة العربية في المستقبل"، واعتبر أن هذه الإجراءات ستضع نهاية لدور الجامعة العربية في المنطقة.
من جانبه، قال مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن "تسليم مقعد سورية في الجامعة العربية للائتلاف السوري المعارض خلال القمة العربية في دورتها العادية الرابعة والعشرين في الدوحة "لن يقدم أي مساعدة للتسوية السلمية للأزمة".
ونقلت محطة "روسيا اليوم" على موقعها الإلكتروني عن تشوركين اعتبار هذا الإجراء يدل على أن جامعة الدول العربية خرجت من عملية البحث عن التسوية السياسية للأزمة.
وفي سياق متصل، تسلمت المعارضة السورية، الثلاثاء، سفارة بلادهم في العاصمة القطرية الدوحة. وتسلم السفارة سفير الائتلاف الوطني نزار الحراكي، في حضور رئيس الائتلاف السوري المستقيل أحمد معاذ الخطيب.
دعا الرئيس السوري بشار الأسد قمة دول مجموعة "بريكس"، المنعقدة في مدينة ديربان في جنوب أفريقيا، إلى الإسهام في وقف العنف القائم في بلاده، لهدف إنجاح الحل السياسي، في حين وصل عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا، الأربعاء، إلى قافلة قتلى الثورة السورية إلى 52 سوريًا.
وأعلن الأسد، في رسالة وجهها إلى رئيس القمة جاكوب زوما، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، أن "مجموعة بريكس أخذت تشكل أملاً لشعوبنا المضطهدة، والتي تعاني من التدخل الخارجي السافر في شؤونها وضد مصالح شعوبها"، داعيًا للعمل معًا، بغية وقف فوري للعنف في سورية، لهدف ضمان نجاح الحل السياسي، الذي يتطلب إرادة دولية واضحة بتجفيف مصادر الإرهاب، ووقف تمويله وتسليحه.
وأوضح الأسد أن "سورية تعاني منذ عامين حتى الآن من إرهاب مدعوم من دول عربية وإقليمية وغربية، تقوم بقتل المدنيين، وتدمير البنى التحتية، والإرث الحضاري والثقافي لسورية وهويتها في العيش المشترك والمساواة بين جميع مكونات شعبها".
وعبر الرئيس الأسد عن "تطلعات الشعب السوري للعمل مع دول بريكس، كقوة عادلة، تسعى إلى نشر السلام والأمن والتعاون بين الدول، بعيدًا عن الهيمنة وإملاءاتها"، معربًا عن "الأمل بأن تقوم دول بريكس بدور فعال لمنع جموح دول معروفة في التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، خلافًا لما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة، وللعمل من أجل تحقيق الديمقراطية في العلاقات الدولية".
وميدانيًا ارتفعت حصيلة القتلى، الثلاثاء، إلى52 قتيلا، مع استمرار الاشتباكات في مناطق سورية عدة، نذكر منها:
على الصعيد الميداني، يحاول الجيش الحر اقتحام السرايا التابعة للواء 90 في القنيطرة، وسط اشتباكات مع القوات الحكومية، كما سيطر مقاتلون من الكتائب على 3 سرايا تابعة للقوات الحكومية قرب بلدة بئر عجم في ريف القنيطرة، وتصاعدت وتيرة الاشتباكات في مخيم اليرموك من جهة شارع الثلاثين، حيث ذكر ناشطون أن اشتباكات استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة، استمرت حتى ساعات الصباح، كما اندلع حريق في شارع صفد في المخيم، نتيجة طلقات حارقة أطلقها قناصة القوات الحكومية.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات النظام استخدمت الغازات السامة والأسلحة الكيميائية في قصفها لبلدة الذيابية في ريف دمشق، الأربعاء، في غضون ذلك تدور معارك ضارية بين الجيش الحر وقوات النظام في أحياء في العاصمة ومدن وبلدات ريف دمشق.
وانشاق مائتي عسكري من قوات النظام وانضمامهم للجيش "الحر" في ريف دمشق، في حين ذكرت الهيئة العامة للثورة أن القصف المكثف بالطيران الحربي والمدفعية على مخيم اليرموك وأحياء جوبر والقابون وبرنية أوقع قتلى وجرحى وسط اشتباكات في محيط تلك المناطق. في غضون ذلك تعرضت مدن داريا وزملكا ومعضمية الشام وبلدات ببيلا والعتيبة والذيابية ومضايا وسيدي مقداد ومناطق في الغوطة الشرقية لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، استهدف المناطق السكنية وسط قتال ضار في داريا، التي تحاول قوات النظام استعادتها من الجيش "الحر" لليوم الخامس والثلاثين بعد المائة.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة أن معارك عنيفة تدور في بلدة العتيبة أوقعت قتلى وجرحى، في حين أشارت الهيئة العامة للثورة إلى شن قوات النظام حملات دهم واعتقالات واسعة في العتيبة أدت لنزوح عدد من الأهالي، وسط تعزيزات عسكرية أرسلت إلى منطقة حران العواميد.
فيما شهدت الرقة اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والنظامي في ناحية "عين عيسى" بريف المحافظة الشمالي, تزامناً مع قصف بالدبابات على القرى المجاورة لناحية الشيخ عيسى، فيما شهدت كفر نبودة في حماة اشتباكات على أطراف البلدة وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف يستهدفها.
وفي حمص قصف عنيف يستهدف حيّ الخالدية براجمات الصواريخ، ما أدى إلى تهدم عدد من المباني، فيما تجدد القصف المدفعي على مدينة داعل في درعا، واستمر القصف المدفعي على خربة غزالة وسقوط أكثر من 35 قذيفة منذ الصباح.
وذكرت لجان التنسيق الملحية أن عدد القتلى في سورية في صباح اليوم الأربعاء ارتفع إلى 44، بينهم أربعة أطفال، واحد وعشرين في دمشق وريفها، أربعة في درعا، أربعة في حمص، ثلاثة في دير الزور، اثنين في إدلب، وواحد في طرطوس.
وقتل ما لا يقل عن 25 من القوات النظامية خلال اشتباكات وتفجير عبوات ناسفة في آليات عسكرية، واستهداف مقار عسكرية في محافظات سورية، بينهم 6 دمشق وريفها، 6 القنيطرة، 4 حلب، 3 درعا، 1 حماة، 5 حمص.