الجيش الحر يدمر حاجز جب خساره شرقي قرية الصبوره بريف حماة
دمشق ـ جورج الشامي
قصفت مدفعية الجيش السوري، الأربعاء، الأحياء الشمالية لمدينة القصير، حيث يتحصن المسلحون، بالتزامن مع طلعات جوية تقوم بالمراقبة والقصف أحيانًا، في الوقت الذي حصدت فيه أعمال العنف الدائر في المحافظات أرواح 47 شخصًا، فيما حذرت منظمات إنسانية، من وجود أكثر من 40 ألف مدني محاصرين لسبب الاشتباكات في البلدة
، في حين اعتبرت واشنطن أن مشاركة "حزب الله" في القتال السوري سيتسبب في نزاع طائفي، وأن الرئيس بشار الأسد يدفع القصير إلى حرب مذهبية.
وقالت مصادر رسمية، إن مدفعية الجيش السوري قصفت الأربعاء، الأحياء الشمالية لمدينة القصير، حيث يتحصن المسلحون، وأن الجيش أراد أن يعيد تموضعه وإقامة حواجز ومنصات جديدة للمباشرة بالدخول إلى الأحياء الشمالية وتنظيف المنطقة من العبوات الناسفة والألغام التي زرعها المسلحون، وأن القصف يأتي تمهيدًا لاقتحام الأحياء الشمالية، وأن ما أخّر عملية دخول الجيش هو وجود عدد كبير من الرهائن المدنيين لدى المسلحين، وأن الجيش السوري يتابع لليوم الثالث على التوالي تقدمه في مدينة القصير باتجاه الغرب، حيث يوجد تمركز قوي للمعارضة المسلحة.
وعرضت قناة "المنار" التلفزيونية، التابعة لـ"حزب الله" اللبناني، لقطات لتشييع خمسة عناصر من الحزب في لبنان، مشيرة إلى أن هؤلاء قضوا "خلال أدائهم واجبهم الجهادي"، فيما أفاد مصدر مقرب من الحزب لوكالة الصحافة الفرنسية، أن "العدد الأكبر من عناصره قتلوا لسبب الألغام التي زرعها مقاتلو المعارضة في المدينة، وأن الحزب أرسل تعزيزات جديدة من عناصر النخبة إلى القصير، وأنه اعتقل أيضًا عددًا من مقاتلي المعارضة بينهم أجانب".
وأعلن الجيش الحر "المعارض"، عن وصول مجموعات من مقاتليه إلى قلب مدينة القصير، للمساعدة في فك الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية، وللمساعدة في التصدي للحملة العسكرية التي تشنها دمشق ويدعمها من "حزب الله" اللبناني، وأن القوات الحكومية تسيطر على خمسة عشر في المائة من القصير فقط.
وأكد الجيش الحر، دخول مجموعات من كتيبتي "ثوار بابا عمرو" و"مغاوير بابا عمرو" غلى قلب القصير لفك الحصار الذي يفرضه الجيش الحكومي وقوات "حزب الله"، في حين أعلن "لواء التوحيد" في حلب عن إرسال مئات المقاتلين المزودين بأسلحة ثقيلة لدعم قوات المعارضة في معاركها في القصير.
وأشارت خرائط صدرت سابقًا عن الجيش الحر، إلى أن القوات الحكومية تسيطر على المربع الأمني والحي الشرقي الذي يقع شرق أوتوستراد حمص بعلبك، بينما يسيطر "حزب الله" على مصفاة مياه الشرب التي تبعد 5 كيلومترات عن المدينة، فيما يحافظ الجيش الحر على سيطرته على معظم البلدة، ولا سيما على البساتين المحيطة في المتحلق الغربي للقصير، والذي تدور حوله معظم المعارك، ويضم حاجزي الغيضة وسمير رعد.
وحث رئيس الائتلاف السوري المعارض بالإنابة، جورج صبرا، الأربعاء، كل كتائب الجيش الحر على نجدة القصير، التي تتعرض منذ أيام لهجمات متكررة من الجيش السوري وتعتبر معقلاً أساسيًا للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص في وسط البلاد، مطالبًا بفتح "ممر إنساني" إلى مدينة القصير، داعيًا مجلس الأمن الدولي إلى عقد "اجتماع طارئ" للبحث في وضع حمص.
وأعلن مسؤول كبير في الخارجية الأميركية، أن إيرانيين يقاتلون إلى جانب "حزب الله" اللبناني، وأنه حصل على هذه المعلومات من قادة الجيش الحر، من دون أن يتمكن من تقدير عدد مقاتلي الحزب اللبناني أو الإيرانيين الذين يشاركون في القتال.
وقالت شبكة "شام" الإخبارية، إن قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة جرى على أحياء جوبر وبرزة والقابون وأحياء دمشق الجنوبية، وسط اشتباكات عنيفة في محيط حي برزة ومحيط المنطقة الصناعة في حي القابون من جهة طريق المتحلق الجنوبي، وفي الريف جرى قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات عين ترما وعربين وحرستا وزملكا وداريا والجبل الشرقي لمدينة دير عطية وسهل مضايا ومعضمية الشام ويبرود وشبعا وعلى مناطق عدة في الغوطة الشرقية، كما انفجرت سيارة مفخخة في بلدة السبينة وسقط قتلى وجرحى جراء الانفجار، وفي حماة جرى قصف بالمدفعية الثقيلة و راجمات الصواريخ استهدف بلدة كفرنبودة والقرى المجاورة لها، كما تمكن الجيش الحر من تدمير حاجز جب خساره شرقي قرية الصبوره في ريف حماة، فيما شهدت حلب قصفًا من الطيران الحربي على الشيخ سعيد وقصف مدفعي على حي الفردوس واشتباكات في حي الخالدية ومحيط المخابرات الجويّة في حيّ الزهراء، وجرى قصف من الطيران الحربي على قرية رسم عبود وقصف بالمدفعية الثقيلة على قرية الشيخ أحمد، وفي درعا قصف الجيش السوري بالمدفعية الثقيلة أحياء المدينة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المنطقة، كما جرى قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينة بصرى الشام وبلدة أم ولد واشتباكات مستمرة في محيط "اللواء 52" في الحراك، كما شنت القوات الحكومية حملة دهم واعتقالات في مدينة إنخل، أما في إدلب قصف من الطيران الحربي على بلدة النيرب وقصف بالمدفعية الثقيلة على بلدة البشيرية، فيما اقتحم مقاتلون في صفوف المعارضة المسلحة معسكر الشبيبة في ريف إدلب، وسيطروا على 90% منه حسب قولهم بعد معارك طاحنة بدأت الثلاثاء، وسمع في القرى المحيطة بالمعسكر دوي انفجارات خلال ساعات الفجر، كما حلق الطيران الحربي السوري مرات عدة في المنطقة تخلله دوي انفجارات ناجمة عن إطلاقه صواريخ على أهداف أرضية، ويعد معسكر الشبيبة من بين المواقع العسكرية الحكومية القوية في المدينة، إلى جانب معمل القرميد الذي لا يبعد عنها سوى بمسافة قصيرة، وتشارك كتائب عدة من المعارضة في هذه العملية، التي يُطلق عليها اسم "معركة القصاص لأهلنا في بانياس"، في إشارة إلى هذه البلدة الساحلية التي يتهمون أنصار الحكومة السورية بقتل المئات من سكانها العزل، في نيسان/أبريل الماضي.
وقال نشطاء من المعارضة، إن الجيش الحكومي فقد عددًا من دباباته ومدرعاته، إضافة لعدد من جنوده في معركة معسكر الشبيبة، وأن المقاتلين "صدوا" رتلاً للقوات الحكومية جاء لمساندة الجنود المحاصرين، فيما يرى المراقبون في اقتحام المعارضة لمعسكر الشبيبة عملية تكتيكية لتخفيف الضغط الحربي المكثف عن بلدة القصير في محافظة حمص المجاورة، فيما أفادت لجان التنسيق المحلية في سورية، بارتفاع حصيلة قتلى الأربعاء في سورية إلى 47 قتيلاً، بينهم امرأتان.
ونقلت صحيفة "الأخبار" عن مصادر في الاتحاد الأوروبي تأكيدها، أن الرئيس السوري بشار الأسد طرح أسماء خمسة مسؤولين من إدارته للمشاركة في محادثات سلام مع المعارضة السورية برعاية دولية، وتضم القائمة رئيس الوزراء وائل الحلقي ومسؤولين كبار آخرين، فيما قال دبلوماسي آخر، "إنّ المعارضة السورية رفضت بالفعل بعض المسؤولين في القائمة لسبب افتقارهم إلى النفوذ".
وذكر المصدر الأوروبي، أنّ "الأسد طرح في آذار/مارس، قائمة بالأسماء لمحادثات محتملة، منهم رئيس الوزراء وائل الحلقي، ونائب رئيس الوزراء قدري جميل، ووزير الإعلام عمران الزعبي، ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر، والوزير المسؤول عن شؤون الهلال الأحمر جوزيف سويد، وأنه من المرجح أن تتغير القائمة"، مضيفًا أن "أي مسؤول يجري إيفاده للاجتماع لابد أن يكون لديه ما يكفي من الثقل للتفاوض عن جدارة"، فيما أوضح الدبلوماسي الثاني، أن "الائتلاف السوري" المعارض اعتبر بالفعل بعض الأسماء غير مقبولة، لكنّه لم يحدد أيّها.
وأكدت مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس، لـ"الشرق الأوسط"، أن الدول الغربية تتمسك بـ6 شروط بشأن سورية، أولها اعتبار أن الغرض الأول من اجتماع "جنيف 2" هو الاتفاق على إقامة حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، بما فيها الإشراف على القوى الأمنية والعسكرية، وثانيها هو ربطها بتوافق متبادل بين الجانبين السوريين مما يعني عمليًا إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد والجهات المباشرة المحيطة به، وبخاصة الأمنية، عن العملية الانتقالية، وأن الشرط الثالث يتناول تمسك التحالف بأن يكون الائتلاف الوطني هو قلب فريق المعارضة المفاوض، على أن يتمتع بصفة تمثيل كل المعارضة، مما يعني ضم شخصيات إضافية إلى ممثلي الائتلاف، وينص الشرط الرابع على الحاجة إلى التوازي بين المسار السياسي الدبلوماسي واستمرار المساعي لدعم المعارضة في كل الميادين، بما فيها العسكرية".
وأضافت المصادر نفسها، أن "هذا التوجه توافق عليه واشنطن، وسيحسم خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الإثنين المقبل في بروكسل، وذلك للعمل على إيجاد نوع من التوازن العسكري الميداني بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة، بعد أن استعاد الأول المبادرة على الأرض وحقق بعض النجاح الذي تنسبه ليس لاستقوائه مجددًا بل لتعاظم الدعم من السلاح والعتاد والخبرات والرجال من حلفائه الروس والإيرانيين و(حزب الله)".
وكشف دبلوماسيون عن أن الاتحاد الأوروبي على وشك إدراج الجناح العسكري لـ"حزب الله" في اللائحة السوداء للمنظمات الإرهابية، حيث أبدى متابعون غربيون لتطورات الوضع في سورية، وبخاصة في القصير، قلقهم من أن يؤدي تدخل "حزب الله" في المعارك الدائرة هناك، إلى دفع بعض الشباب التوجه إلى سورية والقتال ضد الحزب، في معركة قالوا "إنها ستكون طائفية".
وعبّرت واشنطن عن قلقها مما يحدث في القصير، مشيرة إلى أن مشاركة "حزب الله" في القتال سيتسبب في نزاع طائفي، متهمة الأسد بتغذيته، فيما رأى الباحث في شؤون الجماعات المسلحة حمود الزيادي من الرياض، أن إقحام "حزب الله" في معركة القصير سيؤدي إلى تحولها إلى حرب مذهبية، وبخاصة أنه أراد إظهارها هكذا، وستتحول سورية إلى ساحة من الحرب الإيديولوجية، وهذا كله يصب في مصلحة النظام، الذي هدد سابقًا بأنه سيفجر المنطقة، ويبدو أنه سينفذ تهديده بدءًا من سورية".
وأفاد مصدر رسمي في عمان، لصحيفة "الحياة"، أن وزراء دول مجموعة "أصدقاء سورية"، وبخاصة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، سيطلبون من وفد المعارضة إقناع فصائل المعارضة كافة بقبول مبدأ انعقاد "جنيف – 2"، موضحة أن "كيري سيبلغ الوفد أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لن يتم سوى بعد تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات، مما يعني أن تخلي الأسد عن السلطة سيكون تدريجيًا"، في حين قال مصدر أمني، "إن الأردن يخشى تسلل خلايا مؤيدة للحكومة السورية، قد تعمل على إثارة الفوضى في عمّان عشية انعقاد مؤتمر مجموعة (أصدقاء سورية)"، رافضا "تأكيد أو نفي قرار غلق الحدود غير المشروعة مع سورية".
وأعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلي، في تصريحات لصحيفة "عكاظ" السعودية، أن "الموقف العربي من المؤتمر الدولي بشأن سورية (جنيف 2)، سيتبلور بدرجة كبيرة خلال اجتماع وزارية سورية، التي تضم 10 وزراء خارجية والأمين العام للجامعة".
وأكد رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري، هيثم المالح، أن "الموضوع الأساس الذي ستتم مناقشته الخميس، خلال اجتماع الائتلاف في إسطنبول في دورته الاعتيادية، هو التوسعة"، مضيفًأ "نحن في الهيئة السياسية وضعنا نحو 30 اسمًا ورشحناهم لهيئة العضوية، وهي صاحبة الصلاحية في هذا الموضوع بشأن ترشيح الأسماء للهيئة العامة للائتلاف، والموافقة عليهم كأعضاء جدد في الائتلاف، وأن هيئة العضوية عليها أن تقدم اقتراحًا على الهيئة العامة للائتلاف بشأن التوسعة، وهذا ما سيتم مناقشته في إسطنبول".
وأشار المالح، في حديث صحافي، إلى أن "تحديد العلاقة ما بين الائتلاف من جهة، وما بين الحكومة الموقتة من جهة ثانية، سيشغل حيزًا كبيرًا من المناقشات أيضًا، وأن الهدف هو مناقشة وثيقة وبرتوكول لتحديد العلاقة ما بين الجانبين كي نمنع التنازع في الاختصاص، لأن الحكومة عادة تحوز بالاعتراف الدولي أكثر من هيئة أو كيان معارض