الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز
القدس المحتلة ـ امتياز المغربي/ ناصر الأسعد
ألمح إلى إمكان إجراء محادثات سلام بين حركة "حماس" وإسرائيل، قائلاً في خطاب له أمام تجمع من الزعماء المسيحيين في حفل لمناسبة السنة الجديدة في مدينة القدس، إن المفاوضات تعتمد على مدى تغير موقف "حماس" تجاه إسرائيل. وأضاف بيريز "هم يسألون عن غزة؟ ولماذا لم نتحدث
معها؟ ولا يوجد في هذا الأمر ما هو سيء إذا تلقينا منهم إجابة واستجابة، ولكن قبل أن يصبح هذا ممكنًا يجب على "حماس" قبول شروط اللجنة الرباعية الدولية".
وأوضح أن "حماس" وقطاع غزة عليهم أن يقرروا ماذا يريدون الحرب أم السلام؟ وستكون إسرائيل مسرورة حين تراهم يحققون الإنجازات ويبنون، ونحن غير راضين عن مشاهدة سكان قطاع غزة يعانون، فإذا امتنعوا عن إطلاق النار فلن نطلق النار عليهم.
وأشار بيريز إلى أنهم مستعدون للحديث مع "حماس" لكنها هي غير مستعدة، فهم ملزمون بقبول شروط "الرباعية الدولية"، وهي ليست شروطنا، بل شروط المجتمع الدولي، وعليهم أن يقرروا فيما إذا كانت وجهتهم السلام أم لا.
يذكر أن حركة "حماس" التي تدير حاليًا قطاع غزة، ترفض الاعتراف بإسرائيل، كما أنها لم تشارك من قبل في أي مفاوضات سلام سابقة.
وتأتي تصريحات بيريز، التي نشرها موقع "رايو إسرائيل" على شبكة الإنترنت، بعد يوم واحد من إثارته غضب وزراء إسرائيل بعد أن امتدح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وانتقاده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الإسرائيلي المستقيل أفيغدور ليبرمان، بسبب رفضهما التعامل مع عباس كشريك مفاوض جدير بالثقة.
وفي حديث له أمام تجمع من السفراء الإسرائيليين قال بيريز: إن إسرائيل في حاجة إلى التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين على وجه السرعة، ومن دون تأخير.
وأثارت هذه التصريحات عددًا من الشخصيات البارزة في حزب "الليكود"، الذي يتزعمه نتنياهو، واتهموه بالتدخل في الانتخابات العامة التي سوف تُجرَى مع مطلع العام الجديد، وتجاوز صلاحياته كرئيس للبلاد، والتي تقضي بعدم الانحياز إلى أي من الأحزاب السياسية المختلفة.
وقال رئيس الكنسيت وعضو الليكود روفين ريفيلين إن بيرس تحدى سياسة الحكومة الإسرائيلية، وإنه تدخل في ما لا يعنيه، في وقت لم يتبقَّ فيه على الانتخابات سوى أربعة أسابيع.
يذكر أن بيريز، 89 عامًا، كان قد فاز بجائزة نوبل للسلام العام 1993، مناصفة مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وعلى الرغم من أنه أمضى غالب مسيرته السياسية في حزب العمل الإسرائيلي إلا أن انتخابه كرئيس لإسرائيل جاء في العام 2007 عندما كان عضوًا في حزب "كاديما".