غزة ـ محمد حبيب
تدهورت الحالة الصحيّة للأسرى الإداريّين في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، إثر استمرار إضرابهم منذ 25 يومًا احتجاجًا على اعتقالهم التعسفيّ من دون توجيه أية تهمة أو حكم، فيما انضمّ إليهم اليوم الأحد، رئيس "الهيئة القياديّة العليا" لأسرى "حماس" عباس السيد، والقياديّ حسن سلامة.
وكشف "مركز الأسرى للدراسات"، في بيان حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، أن تدهورًا كبيرًا طرأ على وضع الأسرى المضربين عن الطعام منذ 25 يومًا، وعلى حالة الأسير أيمن اطبيش المضرب منذ 80 يومًا على التوالي، حيث يتم نقل الكثير منهم إلى العيادات داخل السجون والمستشفيات الخارجيّة، بسبب الإغماءات المتكرّرة، والشعور العام بالإرهاق الشديد والتعب، وأن إدارة مصلحة السجون لا تزال تتجاهل مطالب الأسرى المضربين، وعلى مدار 15 يومًا متتالية لم تُعقد جلسات جديّة لسماع مطالبهم، وعلى العكس وضعت الإدارة العراقيل أمام زيارات المحامين، وصادرت محتويات الأسرى الشخصيّة كافة والأجهزة الكهربائيّة، واستخدمت وسائل القوة والضغط عليهم بطريقة تعسفيّة، لثنيهم عن خطوتهم في محاولة لكسر إرادتهم، فيما أكّدت قيادة إضراب الأسرى الإداريّين، أن معنويات المُضربين عالية جدًا، على الرغم من أن صحة البعض حرجة، وقد يرتقي شهداء في المعركة.
وطالب مدير "مركز الأسرى للدراسات" الأسير المحرّر رأفت حمدونة، بموجة دعم ومساندة حقيقيّة لا رمزية لأزمة الأسرى، وذلك ببرنامج فعاليات على الأرض وبالتعاون مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدوليّة، للضغط على الاحتلال للموافقة على مطالب الأسرى، داعيًا شرائح المجتمع الفلسطينيّ كافة، من مؤسّسات ومراكز خاصة بالأسرى ومنظمات حقوقيّة وإنسانيّة ووسائل إعلام محليّة وعربيّة، إلى نقل تفاصيل انتهاكات إدارة السجون بحق الأسرى، والضغط على الاحتلال لإنجاح خطوتهم والعمل على إنقاذ حياتهم.
أكّد وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، تدهور وضع الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام، إذ يتم نقل أعداد منهم بشكل يوميّ إلى مستشفيات الاحتلال، بسبب تردي وضعهم الصحيّ، مما دفع القيادة الفلسطينيّة إلى طلب تدخّل عاجل من القيادة المصريّة.
وقال قراقع، في تصريحات صحافيّة، "طلبنا من الطرف المصري التدخل العاجل لدى الاحتلال الإسرائيليّ، بخصوص الاعتقال الاداريّ، ولا سيما أنهم كانوا رعاة اتفاق سابق، وأن الجانب المصريّ وعد بالتدخّل، وهو على اتصال مع الجانب الإسرائيلي ويمارس عليه ضغطًا جديًّا لإيجاد حل سريع للأسرى المضربين عن الطعام".
وأشار وزير شؤون الأسرى والمحررين، أن قيادات فلسطينية ستلتقي، الإثنين، السفراء والقناصل الأجانب في أراضي السلطة الفلسطينيّة، بهدف ممارسة الضغط السياسيّ على إسرائيل، قبل سقوط محتمل لأي شهيد في صفوف الأسرى المضربين، موضحًا أن السلطة الفلسطينيّة تُجري اتصالات على مستويات عدّة عربيّة ودوليّة، وقامت بإرسال رسائل مختلفة إلى الأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، للمطالبة بتدخّل جديّ وسريع والضغط على الجانب الإسرائيليّ لإنهاء سياسة الاعتقال الإداريّ، التي تتناقض مع الشرائع والحقوق الإنسانيّة الدوليّة كافة، فيما اعتبر أن انضمام مجموعة من قيادات حركة "حماس" إلى الإضراب سيُشكّل ضغطًا أكبر على إدارة السجون، للاستجابة لمطالب الأسرى المضربين.