استمرار احداث العنف في سورية
دمشق ـ جورج الشامي
ينعقد في الدوحة، السبت 22 يونيو/حزيران، مؤتمر أصدقاء سورية، في حضور ممثلي 11 دولة، لبحث دعم المعارضة السورية وتسليحها، هذا وصرح دبلوماسي فرنسي، أن "الاجتماع سيناقش بشكل مشترك ومنسق ومتكامل، القضايا التي أثارها رئيس أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس، خلال اجتماع سابق، في أنقرة الجمعة الماضي"
، فيما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في رسالة إلى "رئيس مجلس النواب" الأردني أن بلاده رفعت عدد جنودها في الأردن إلى ألف عنصر، إضافة إلى صواريخ "باتريوت" وطائرات مقاتلة لأسباب أمنية تتعلق بالوضع في سورية والمخاوف من امتداده إلى الأردن.
كما أكدت مصادر صحافية أن عناصر من و"كالة الاستخبارات المركزية" (سي آي أيه) والقوات الخاصة الأميركية موجودون في كل من تركيا والأردن حيث يدربون منذ أشهر مقاتلين من المعارضة السورية، في حين أعلن "الحر" إن "مقاتلي المعارضة السورية تلقوا دفعات من الأسلحة الحديثة، التي من شأنها أن تغير شكل المعركة مع القوات النظامية"، بينما انتقدت روسيا، على لسان رئيسها فلاديمير بوتين ووزير خارجيتها سيرغي لافروف، التأهب الأميركي في الأردن، وكذلك تسليح المعارضة السورية، مدافعة في الوقت ذاته عن إمدادها نظام الأسد بالأسلحة. هذا و يعقد وزراء خارجية دول "أصدقاء سورية" اجتماعاً في الدوحة السبت، لبحث المساعدات العسكرية وسواها، التي يريدون تقديمها إلى المقاتلين المسلحين الذين يحاربون النظام في سورية، وسيتناول الاجتماع، الذي يشارك فيه وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا، والأردن والسعودية وقطر والإمارات، وتركيا ومصر، اقتراح عقد لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة، لوضع حد للنزاع المستمر منذ 27 شهراً، وراح ضحيته أكثر من 93 ألف شخص.
و في سياق متصل صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنهم سيحاولون أثناء الاجتماع، "استعراض الوضع على الأرض، لنرى كيف يمكننا مساعدة المعارضة والتوصل إلى حل سياسي".
و أضاف إن "الاجتماع سيناقش بشكل مشترك ومنسق ومتكامل، القضايا التي أثارها رئيس أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس، خلال اجتماع سابق، في أنقرة الجمعة الماضي".ويعقد اجتماع الدوحة، على خلفية الانتصارات الميدانية التي تحققها قوات النظام، بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني.
ومن جانبه قال المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، لؤي مقداد لوكالة فرانس برس، إن "مقاتلي المعارضة السورية، تلقوا دفعات من الأسلحة الحديثة، التي من شأنها أن تغير شكل المعركة مع القوات النظامية".
و من جهة أخرى، أعلن مسؤول عسكري أميركي،الجمعة، إن "الولايات المتحدة زادت عدد قواتها الموجودة في الأردن، الدولة الحدودية مع سورية، من 250 جندياً إلى ألف جندي".
هذا و أكدت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" إن عناصر من و"كالة الاستخبارات المركزية" (سي آي أيه) والقوات الخاصة الأميركية موجودون في كل من تركيا والأردن حيث يدربون منذ أشهر مقاتلين من المعارضة السورية، أي منذ ما قبل إعلان البيت الأبيض عزمه زيادة مساعدته "العسكرية" للمعارضة.
وقالت الصحيفة استنادا إلى مسؤولين أميركيين وآخرين في المعارضة السورية المسلحة "إن هذه التدريبات تتناول كيفية استخدام أسلحة مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات"، وهذه التدريبات، التي اقتصر الحديث عنها حتى الساعة على شائعات تتناقلها وسائل الإعلام، بدأت بحسب "لوس أنغلوس تايمز" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 في قاعدة عسكرية أميركية في جنوب غرب الأردن، مشيرة إلى أن فترة التدريب تمتد على مدى أسبوعين، ويشارك في كل منها ما بين 20 إلى 45 مقاتلا معارضًا.
وكان البيت الأبيض أعلن في 13 حزيران/يونيو عزمه تقديم "دعم عسكري" للمعارضة السورية المسلحة، ولكن من دون إن يوضح ما إذا كان ذلك يعني تسليحها. وبحسب محللين فان واشنطن لن ترسل أسلحة ثقيلة ومتطورة إلى المعارضين السوريين بل ستزودهم بأسلحة خفيفة لن تكون كافية على تغيير مجرى النزاع.
وتاريخيا اشتهرت الـ" سي آي أيه" بقيامها سرًا بتدريب وتسليح متمردين في العديد من النزاعات حول العالم، وذلك بدعم من قوات خاصة أميركية.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن قيادي في المعارضة السورية أن التدريبات التي يخضع لها عناصر من الجيش السوري الحر تشمل بنادق وصواريخ أرض-جو وأسلحة ثقيلة أخرى للتصدي لطائرات الجيش السوري.
و من جهته أعلن الجيش السوري الحر عن وصول كميات من الأسلحة المتطورة إلى مقاتليه. وكشف الناطق الإعلامي باسم الجيش الحر أن من بين تلك الأسلحة دفاعات جوية ومضادات للدروع، وتحدث عن تعهدات من دول أروبية وعربية بتقديم مزيد من الأسلحة لمقاتليه وفق جدول زمني.
وإلى ذلك، اعتبر رئيس لجنة مجلس حقوق الإنسان لتقصي الحقائق في سورية، باولو بينيرو، أن الحل الوحيد لإنهاء الصراع القائم في البلاد هو مؤتمر "جنيف 2"، ودعا إلى مفاوضات حقيقية بين الطرفين.
و في المقابل قال الرئيس الروسي فلادمير بوتين إن روسيا "قلقة من خطر حدوث فراغ سياسي في سورية في حال رحيل الرئيس بشار الأسد، كما دافع بوتين مجدداً عن صفقات السلاح الروسي المبرمة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
و أضاف بوتين خلال مشاركته في حلقة نقاشية مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في منتدى اقتصادي روسي، "إن على الغرب ألا يرسل أسلحة لمقاتلي المعارضة وبينهم جماعات إرهابية، مستغرباً من رغبة الغرب في تسليح المعارضة السورية".
وتساءل بوتين كيف يمكن للولايات المتحدة, التي تعتبر "جبهة النصرة" تنظيماً إرهابياً, أن تسلم أسلحة لأعضاء المعارضة المسلحة في سورية.
وأشار بوتين إلى أن تسليح المعارضة وتمويلها يجري منذ فترة وأن نحو 600 مقاتل من روسيا وأوروبا يحاربون في صفوف المعارضة.