مسيرات حاشدة في قطاع غزة

خرجت جماهير فلسطينية غفيرة، عقب صلاة الجمعة، من جميع مساجد قطاع غزة، للمشاركة في مسيرة "نصرة مدينة القدس"، في الذكرى الـ47 لاحتلال شطرها الشرقي، حيث يتواجد المسجد الأقصى المبارك، والتي دعت إليها "الهيئة الشعبية للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى"، وذلك أمام مقر الهيئة الدولية للصليب الأحمر، حيث خيمة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.
وأكَّد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في كلمة أمام المحتشدين في المسيرة، أن "حركته لن تتنازل عن المقاومة، ولا سلاح المقاومة"، مضيفًا "ليكن شعارنا في المرحلة المقبلة "وحدة ومصابرة ومقاومة"، ولا تنازل عن أي منها، فلا تنازل عن المقاومة ولا سلاح جيوشنا التي بنيناها بالدم والعرق، لا نفرط فيها سواء في "حماس" أو "الجهاد" والجبهات والأجنحة العسكرية لحركة "فتح".
وتابع، "عقدنا لواء الوحدة والمصالحة على الثوابت والمقاومة والكرامة؛ لأننا نعرف أن وحدتنا سر قوتنا، وأخذنا هذا القرار عن وعي ومسؤولية، ومعرفة لطبيعة المرحلة ومقتضيات الصراع، ومن موقع المسؤولية الوطنية عملنا على توفير الأمان للحكومة لأننا إذا خرجنا من الحكومة فلن نستقيل من مسؤوليتنا الوطنية".
وأكَّد هنية، أن "الشعب الفلسطيني سيواصل طريق تحرير القدس والأرض والمقدسات ولا يعرف الكلل والملل، ونشد على أيدي أسرانا، ونقف إجلالًا لبطولتهم وصمودهم، ونقول لهم؛ إن شعبكم في كل مكان، وأمتكم لا ولن تنساكم ولن تخذلكم والمقاومة التي حررتكم قادرة أن تحرركم المرة تلو المرة، فلا نامت أعين الجبناء".
من جهته، أوضح رئيس الهيئة الشعبية للدفاع عن القدس والأقصى، النائب أحمد أبوحلبية، أن "تلك المسيرة تأتي دعمًا للقدس والمسجد الأقصى والمقدسيين، الذين يتعرضون لأبشع أنواع الجرائم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، في صورة مخالفة للقانون الدولي والإنساني، والمواثيق والقوانين الدولية كافة"، لافتًا إلى أن "العدو الصهيوني يُنفِّذ مخططات إجرامية في مدينة القدس، ويمارس حرب تطهير عرقي في حق شعبنا".
وأضاف، "قررنا أن نُسيِّر المسيرة للمناسبة 47 لاحتلال شرق القدس والمسجد الأقصى، نصرة للمقدسات، وتضامنًا مع أهلنا في وجه العدوان المتواصل، كما قررنا أن تتجمع تلك المسيرة الحاشدة في هذا المكان، أمام الصليب الأحمر الدولي، تضامنًا مع أسرانا في سجون الاحتلال، الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية".
وأوضح، "ستنطلق في تلك المناسبة في هذا اليوم وغدًا المسيرات الشعبية الحاشدة في أكثر من 80 مدينة، و45 دولة في جميع أنحاء العالم، والاعتصام أمام السفارات الصهيونية، وسيشارك فيها أكثر من 3 ملايين من الرجال والنساء من المسلمين والمسيحيين وأحرار العالم، وشخصيات اعتبارية ودينية، وشعارهم جميعًا "شعوب العالم تريد تحرير القدس وفلسطين".
وتابع، إن "تلك المسيرات الحاشدة في جميع أنحاء العالم، ولاسيما مسيرتكم تلك، ستُوجِّه رسالة إلى العدو الصهيوني، تقول فيها؛ أيها الصهاينة، أوقفوا عدوانكم الغاشم عن مدينة القدس والمسجد الأقصى، وعن مقدساتنا من المساجد والكنائس، ومقابرنا، ومعالمنا الإسلامية والمسيحية، وارحلوا عنها وسائر فلسطين، لأنه لا مقام لكم في تلك الأرض المباركة، والأرض أرضنا، ولا هيكل لكم عندنا في تلك الأرض، أيها الغزاة، ارحلوا منها وعودوا من حيث جئتم، حيث يعود شعبنا صاحب الحق الشرعي فيها".
وحيَّا أبوحلبية، الفصائل الفلسطينية، ولاسيما حركتي "فتح"، و"حماس"، الذين شرعوا في تنفيذ المصالحة، وإعادة الوفاق الوطني من جديد، ودعاهم جميعًا إلى "الحفاظ على هذا الإنجاز للحفاظ على ثوابتنا، ونُوحِّد جهودنا ومقاومتنا لنصرة قضايانا، وفي مقدمتها القدس والأقصى وأسرانا البواسل".
ودعا المحتشدون، أن "يرددوا بقوة وبأعلى أصواتهم؛ "الشعب الفلسطيني يريد تحرير القدس والأقصى وسائر فلسطين"، "لبيك يا قدس..لبيك يا أقصى..بالروح بالدم نفديك يا قدس..بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
من جهته، طالب جمال أبونحل في كلمة الفصائل الفلسطينية، حكومة التوافق بـ"تدويل قضية الأسرى، وبالاستمرار في الانضمام إلى المعاهدات الدولية، وملاحقة قادة الاحتلال، نظرًا إلى جرائمهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني".
وطالب جامعة الدولة العربية، والدول العربية كافة، القيام بـ"واجبهم تجاه فلسطين بشكل عام، والقدس ودعم صمود شعبنا في الوطن عبر تفعيل صندوق القدس، والدعم المالي وملاحقة دولة الاحتلال دوليًّا"، كما طالب "منظمة التعاون الإسلامي"، والدول الإسلامية؛ بـ"تعزيز صمود شعبنا والمقدسيين والتصدي للمحاولات الإسرائيلية لطمس القدس، وطالب أصدقاء الشعب الفلسطيني، بمواصلة فضح سياسة لاحتلال وملاحقته"، مثمنًا دور "الهيئة الشعبية للدفاع عن القدس والأقصى"، وحملات المقاطعة الأكاديمية والثقافية والاقتصادية لدولة الاحتلال.