رام الله ـ وليد أبوسرحان
اقتحم أكثر من 200 جنديّ إسرائيليّ، الحرم الإبراهيميّ في الخليل جنوب الضفة الغربية بأحذيتهم، وطافوا في أروقة المسجد من دون مراعاة لمشاعر المُصلّين وحُرمة المسجد، وذلك على وقع رواية الاحتلال بأنه "مكان مُقدّس لليهود استولى عليه الفلسطينيون".
وأفاد شهود عيان، الخميس، أن الجنود، وبينهم جنديات، طافوا أرجاء الحرم أثناء تواجد
أعداد من المُصلّين المسلمين، فيما اكدت النائبة في المجلس التشريعيّ الفلسطينيّ سميرة الحلايقة، أن "ما راعنا اليوم هو اقتحام هذا العدد غير المسبوق من الجنود، وبأحذيتهم، للمسجد الإبراهيميّ، حيث طافوا أرجاء المسجد، وكان معهم مُرشدون قدّموا للجنود شرحًا عن المسجد، على أنه معلم يهوديّ سيطر عليه الفلسطينيون، وتمّت عملية الاقتحام بأسلوب ترهيبيّ للمُصلّين، بالتزامن مع وجود عدد آخر من المستوطنين اليهود".
وتتواصل الاقتحامات اليوميّة لجنود الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، حيث اقتحمت الوحدات الخاصة الإسرائيلية، صباح الخميس، ساحاته، وحاصرت مجموعة من المُرابطين في المسجد القبلي.
وأكد شهود عيان، أن مجموعة من المستوطنين يتقدمها المتطرّف يهودا غلبك، اقتحمت الأقصى من باب المغاربة، في حراسة شرطية مُشدّدة، مُستفزّين مشاعر المُرابطين في المسجد، فردّوا بالقاء المفرقعات في اتجاههم، في حين اقتحمت القوات الخاصة ومخابرات الاحتلال، ساحات الاقصى وحاصرتهم في المسجد القبلي.
وأشار الشهود، إلى أن المُتطرّفين قاموا بجولتهم في ساحات الأقصى، بدءًا من باب المغاربة، مرورًا بالمسجد القبلي، وباب الرحمة، وباب الأسباط ، والملك فيصل، وصولاً إلى باب السلسلة، فيما فرضت شرطة الاحتلال، قيودًا مُشدّدة على دخول المُرابطين إلى ساحات الأقصى، واحتجزت الهويّات كافة على أبوابه، علمًا أنها قامت الأربعاء، بتحويل الهويات جميعها إلى مخفر القشلة، وأبعدت 4 مواطنين عن المسجد الأقصى، وهم (محمد الشلبي ـ عبدالله سنجلاوي ـ موظّف الأوقاف حسام سدر ـ مصباح أبو صبيح".
وأفاد الصحافي محمد الشلبي، أن الشرطة احتجزت هويته عند أحد أبواب المسجد الأقصى لدى دخوله صباح الخميس، ولدى خروجه من المسجد أبلغته الشرطة أن هويته في مخفر شرطة القشلة، ولدى توجّهه إلى المخفر، سلّمته الشرطة قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة شهر، وصادرت بطاقته الصحافية الصادرة عن وزارة الإعلام الفلسطينيّة.
واعتقلت شرطة الاحتلال، الخميس، الشاب عبدالله السنجلاوي، في الساعة السابعة صباحًا، من ساحات المسجد الأقصى، وبعد التحقيق معه سلّمته الشرطة أمرًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة شهر.
وأعلن محامي "نادي الأسير" مفيد الحاج، أن محكمة الصلح أصدرت، الخميس، أمرًا بإبعاد موظّف دائرة الأوقاف الإسلاميّة حسام سدر عن المسجد الأقصى لمدة أسبوعين، حتى تاريخ 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري، ودفع كفالة قيمتها ألف شيكل، وكفالة طرف ثالث.