الإقبال السلفي وسط مظاهر احتفالية ومنها "الأعراس" في الانتخابات الرئاسية

ميّزت عدةُ مفارقات ثانيَ أيام الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المصرية 2018، والتي تفاوت الإقبال فيها وتباينت مظاهر الدعاية والأجواء الانتخابية بين محافظات وأخرى، فبينما اصطفّ قواعد حزب النور السلفي خارج اللجان قبل التصويت، كان هناك داخل اللجان "أعراس" تبدأ حياتهم الزوجية مِن أمام صناديق الاقتراع.

أولا: الإقبال السلفي الذي أثار دهشة عدد مِن الأوساط الشعبية والسياسية كان ملحوظا، وقال الدكتور محمد إبراهيم منصور، الأمين العام لحزب النور، ورئيس الغرفة المركزية للحزب لمتابعة الانتخابات الرئاسية، إن أعضاء الحزب مستمرون في حشد المواطنين للتصويت، بنفس همة ونشاط اليوم الأول والثاني للاقتراع.

وأوضح "منصور" في بيان اليوم أن الغرفة المركزية تواصل إدارتها لحركة الحملة الانتخابية على مستوى الجمهورية، لتيسير وصول الناخبين للجان ومعرفة لجانهم وأرقامهم بالكشوف الانتخابية.

وأوضح "أمين النور" أن الحزب يريد مصلحة الوطن إعلاء للصالح العام وحفاظا على اللحمة الوطنية والنسيج الوطني والصورة الصحيحة لمصر في الخارج والداخل وتجاوزا للعقبات والتحديات الإقليمية والعالمية التي تتربص بهذا الوطن ومكتسباته واستقراره وتعمل على تقويض استقراره.

ووجّه رئيس الغرفة المركزية للحزب الشكر لكل أعضاء الحزب العاملين بالحملة لاستمرارهم في العمل والأداء على مستوى الجمهورية رجالا ونساء في المراكز والمحافظات، كما وجه الشكر للأعضاء والشعب المصري لتجاوبهم مع الحملة الانتخابية.

ثانيا: وسط مظاهر احتفالية واكبت "الأعراس" الانتخابات الرئاسية، إذ أعلنت حملة الرئيس عبدالفتاح السيسي "كلنا معاك" عن استقبال عدد من اللجان على مستوى الجمهورية حفلة زفاف لعريس وعروس من أعضاء الحملة وإصرارهما على أن يكون يوم عرسهما هو أول يوم لدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي وعرسا للديمقراطية في مصر، وتداول المستخدمون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا لأعراس شهدتها الانتخابات في أكثر من محافظة.

ثالثا: بلغ الحرص على التصويت بالانتخابات لدى البعض، حد استدعاء عربات الإسعاف لتوصليهم إلى مقارهم الانتخابية، ووجدوا استجابات فورية سريعة، وذلك حسب ما أعلنت غرفة عمليات وزارة التنمية المحلية، والتي استقبلت استغاثتين من محافظة الإسكندرية الأولى من المواطن محمود على محمد خليل من حي المنتزه أول يطلب سيارة إسعاف لنقله إلى مقره الانتخابي نظرا إلى ظروفه الصحية والمادية، وتم على الفور تلبية الطلب وانتقال سيارة إسعاف لمقر سكنه ونقله للإدلاء بصوته.

أما الاستغاثة الثانية فهي من المواطن كريم عبدالعزيز محمد من منطقة كرموز حي غرب الإسكندرية تطلب سيارة إسعاف لنقلها إلى مقرها الانتخابي نظرا لظروفها الصحية، وعلى الفور تمت تلبية الطلب وإرسال سيارة إسعاف إلى مقر سكنها ونقلها إلى الإدلاء بصوتها وخرج القاضي رئيس لجنتها الانتخابية لها بسيارة الإسعاف.

رابعا: مع خفوت وبطء عملية التصويت في بعض الأحيان، لوحت وكالة الأنباء الرسمية المصريين إلى أن التصويت إلزامي طبقا للقانون وإلى أن من لا يدلون بأصواتهم يواجهون دفع غرامة تصل إلى 500 جنيه، ولم تنفذ الحكومة هذا البند القانوني بشكل صارم في الانتخابات السابقة.

وتيسيرا على الناخبين قال المستشار محمود الشريف نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مؤتمر صحافي عصر الثلاثاء، إن الهيئة قررت استمرار التصويت واستقبال الناخبين خلال الفترة التي كانت مقررة لراحة القضاة والمشرفين الآخرين على الاقتراع، وكان التصويت يتوقف من الساعة الثالثة إلى الساعة الرابعة مساء للراحة.

وينتهي رسميا الأربعاء ماراثون السباق الانتخابي بين المرشحين عبدالفتاح السيسي وموسى مصطفى موسى، ويبلغ إجمالي عدد الناخبين المقيدين بقاعدة البيانات 59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا، موزعين على 13 ألفا و706 لجان فرعية على مستوى الجمهورية، و367 لجنة عامة في الداخل، ووفقا لبيانات الهيئة الوطنية للانتخابات، يباشر 18 ألف قاض، يعاونهم نحو 110 آلاف موظف مهمة الإشراف على عملية الاقتراع.

وحصلت 54 منظمة محلية و9 منظمات دولية و680 مراسلا أجنبيا على تصاريح بمتابعة الانتخابات داخل مصر، ومن المقرر أن يتسلم المرشح الفائز ولايته الرئاسية نهاية شهر يونيو/ حزيران المقبل، من خلال أداء القسم الجمهوري أمام مجلس النواب.​