صنعاء ـ خالد عبدالواحد
نزحت أكثر من 500 أسرة يمنية من مديرية الدريهمي في محافظة الحديدة، بعضها مشت على أقدامها ، والبعض الأخر استأجر عربات عسكرية للخروج من مركز المديرية التي تشهد معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثيين.
وقالت مصادر محلية" في تصريحات خاصة إلى موقع "العرب اليوم"، " إنَّ أكثر من 500 أسرة وصلت إلى مديرية المنصورة وبحاجة ماسة وعاجلة للمواد الغذائية والمساعدات الاغاثية والطبية".
تبادل القصف
ونزحت عشرات الأسر نحو مديريات المحافظة الاخرى، أو إلى الحافظات اليمنية المجاورة، فيما لاتزال بعض الأسر، تحت الحصار بسبب تبادل القصف بين القوات الحكومية والحوثيين. ونزحت عدد من الأسر من مركز مديرية الدريهمي، سيرًا على الأقدام مع أطفالها بسبب استمرار المعارك .
السير على الأقدام
وأضافت المصادر أنَّ عددًا من السكان فروا على أقدامهم، وعلى متن الحمير باتجاه الغرب نحو مناطق الفازة والنخل والشجيرة، هربًا من نيران المعارك المستمرة لليوم الرابع على التوالي ، ورغم تكمن منهم من الفرار، إلّا انّهم لا زالوا يواجهون خطر الموت، بسبب الالغام التي زرعتها مليشيات الحوثي في الطرقات والمزارع.
ولفتت المصادر أنَّ مجموعة أخرى من الأسر تمكنت من الخروج شرقًا في اتجاه طريق اللاوية والمسعودي، وتمكنوا من الوصول إلى المنصورية، بعد أن ظل النازحون يمشون راجلين مع أطفالهم نحو 12ساعة.
وبدأت القوات الحكومية هجومها على مركز مديرية الدريهمي، منذ أسبوعين، لاستعادة المدينة من سيطرة الحوثيين، لكن الأخيرين منعوا سكان المدينة من النزوح واتخذوهم دروعاً بشرية.
الصليب الأحمر
وأعربت اللجنة الدولية للصيب الأحمر عن قلقها حول الأوضاع الخيرة في مديرية الدريهمي. وقالت اللجنة في حسابها الرسمي على تويتر" إنَّ فريقنا في اليمن قلق حول الأوضاع الأخيرة في مديرية الدريهمي في محافظة الحديدة".
واضافت "ما زلنا نقيم الوضع هناك وسنتواصل مع كل أطراف النزاع"، مشيرة إلى أنَّ 30% فقط من الاحتياجات الطبية اللازمة في اليمن تدخل إلى الحديدة. وقالت اللجنة "فريقنا هناك عمل طوال اليوم على إدخال شحنة تحوي 62 طن من الإنسولين ومواد الغسيل الكلوي عبر مطار صنعاء، وشحنة مثلها في طريقها إلى عدن جنوب اليمن".
وسقط العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح في الدريهمي خلال اليومين الماضيين، إثر القصف العشوائي المتبادل بين القوات الحكومية، مدعومة بالتحالف العربي التي تقوده السعودية وجماعة الحوثي.
وأطلق أبناء مدينة الدريهمي مناشدات للمنظمات الدولية بالتدخل لفتح ممرات آمنة لإخراج السكان،وأعلنت القوات الحكومية، اقتحامها مركز مديرية الدريهمي، بعد أسبوع من المعارك عقب هجوم واسع وشامل شاركت فيه مقاتلات التحالف ضد الحوثيين.
مسلسل النزوح
ويتواصل مسلسل النزوح من مديرية الدريهمي في محافظة الحديدة، غربي البلاد، يومًا بعد آخر وسط معارك عنيفة تشهده المدينة. وتمكنت القوات الحكومية من فتح ممرات ٱمنه في مدينة الدريهمي للاسر التي تتخذ منها مليشيات الحوثي دروعا بشرية. وقالت مصادر محلية في مدينة الدريهمي "إنَّ مدرعات الجيش تمكنت من ايجاد منفذ لاكثر من 70 اسرة من مغادرة بعض الاحياء التي لاتزال بها جيوب للمليشيات الحوثية".
وأضافت هده المصادر بأن قوات الجيش تمكنت من فتح ممرات آمنة للاهالي بالنزوح من مناطق الاشتباكات باتجاه مناطق النخيلة والشجيرة جنوب غرب الدريهمي، ونقل شهود عيان بأن العشرات من الاسر لاتزال عالقة معظمهم اطفال ونساء، في خطي المواجهة في مناطق محدودة داخل المدينة لاتزال مليشيات الحوثي تتخذ منهم دروعا بشرية .