أربيل - رياض أحمد
شهدت مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق اجتماعات للأطراف الكردية السورية وذلك بإشراف رئيس الإقليم مسعود بارزاني. وقد خصصت هذه الاجتماعات لبحث مسألة توحيد الخطاب خلال مؤتمر "جنيف2" المزمع عقده الشهر المقبل لحل الازمة السورية.
وكانت وقعت أخيراً خلافات بين "المجلس الوطني الكردي" و "مجلس الشعب لغرب كردستان
"، وصلت إلى حد القطعية بعد إعلان "حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي" بزعامة صالح مسلم، الذي يمثل التيار الرئيسي في مجلس الشعب لغرب كردستان عن تأسيس إدارة محلية في شكل منفرد في شمال سورية وشمالها الشرقي. كما أدت هذه الخلافات إلى إغلاق المعبر الحدودي المسمى سيمالكا بين إقليم كردستان العراق والمناطق ذات الغالبية الكردية في سورية.
وقال سكرتير حزب "آزادي" مصطفى أوسو إن بارزاني أجرى لقاءين منفصلين مع ممثلين عن المجلس الوطني الكردي، ومجلس شعب غربي كردستان، في إطار مبادرة مدعومة بوساطة تقودها النائبة الكردية في البرلمان التركي ليلى زانا ورئيس بلدية ديار بكر أوزمان بايدمير (حزب العمال الكردستاني)، للوقوف على الإشكالات التي تعرقل اتفاقية هولير الموقعة بين الجانبين وإيجاد آلية لتطبيقها، فضلاً عن إيجاد صيغة مشتركة للتمثيل الكردي ضمن وفد المعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر "جنيف2".
وأضاف أن بارزاني بدأ لقاءات مباشرة مع الطرفين، على أن تعقد لقاءات أخرى بمعزل عن حضور بارزاني، لافتاً إلى أن ممثلي الطرفين المشاركين في اللقاءات البروتوكولية الأولية، أكدوا أن الأجواء كانت إيجابية، وهناك إرادة وإصرار للتوصل إلى رؤى مشتركة نظراً لحساسية المرحلة، واعتقد أن المشاورات ستستمر لبعض الوقت.
من جهته، قال عضو "المجلس الوطني الكردي" بهجت بشير، إن هذه الاجتماعات هي من أجل توحيد البيت الكردي وخطابه السياسي في كردستان الغربية والاستعداد لمؤتمر جنيف بحيث تكون المشاركة الكردية قوية في هذا المؤتمر.
كما أشار إلى أن الاجتماعات تبحث أيضاً معالجة الخلافات العالقة بين المجلسين الكرديين.
إلى ذلك، قال بارزاني خلال استقباله السفير الأميركي روبرت بيكروفت: "على رغم أن أعداد اللاجئين السوريين قد فاقت إمكانات إقليم كردستان لكننا نعتبر تقديم المساعدات لهم واجباً قومياً وإنسانياً وسنستمر في ذلك»، بحسب الموقع الإلكتروني لرئاسة إقليم كردستان. وأضاف أن اللقاء تناول "الأوضاع في سورية ومؤتمر جنيف الثاني وغرب كردستان والعلاقات بين إقليم كردستان وبغداد".
وكان برنامج الأغذية العالمي بدأ قبل يومين بإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة جواً من أربيل إلى القامشلي في شمال شرقي سورية، حيث سمحت كل من الحكومتين السورية والعراقية بنقل الإمدادات الإنسانية بين البلدين.
وأفاد البرنامج في بيان أن طائرة تحمل 40 طناً من المواد الغذائية وصلت إلى القامشلي ، لافتاً إلى أنه يخطط لنقل المزيد من المواد الغذائية في 11 شحنة جوية أخرى خلال الأيام القليلة المقبلة، لنقل ما يكفي من الغذاء لإطعام ما يزيد على 30 ألف شخص لمدة شهر كامل.
وتم التعاقد مع طائرتين للقيام بـ 23 رحلة بين أربيل والقامشلي خلال الأيام العشرة المقبلة. وهذا يعد أول جسر جوي لنقل الإمدادات من العراق إلى سورية منذ اندلاع الأزمة السورية في بداية 2011. وأوضح مدير برنامج الأغذية العالمي في سورية ماثيو هولينجورث: "نقوم بتوصيل المساعدات الغذائية للأسر النازحة في 13 محافظة في سورية. وبقينا غير قادرين على الوصول إلى محافظة الحسكة لأكثر من خمسة أشهر بسبب انعدام الأمن على الطرق المؤدية إليها. لا نستطيع ترك هؤلاء الضحايا الذين أضرت بهم الحرب جوعى في مواجهة واحد من أقسى شهور الشتاء برودة".